الاكتئاب الصيفي هو حالة نفسية يُصاب بها بعض الأشخاص خلال فصل الصيف، حيث يعانون من تقلّب المزاج والشعور بالحزن والاكتئاب بشكل مستمر. كما قد يتعرض الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الصيفي لتغيرات في نمط النوم، وقد يشعرون بفقدان الشهية أو العكس تماماً، أي أنهم يشعرون بالجوع المستمر وزيادة الوزن.
ولا يعدّ الاكتئاب الصيفي شيئاً عابراً، بل يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حياتنا اليومية وصحتنا العامة. لذا، يجب أن نتعامل معه بجدية ونسعى للعثور على العلاج المناسب له للتخفيف من آثاره السلبية.
في هذا التقرير سوف نحدّثكم عن كلّ ما يتعلّق بالاكتئاب الصيفي، أسبابه، أعراضه وطرق علاجه.
ما هو الاكتئاب الصيفي؟
وفقاً لموقع WEB MD يعدّ الاكتئاب الصيفي نوعاً شائعاً من أنواع الاضطراب العاطفي الموسمي SAD حيثُ أنه عادة ما يسبب الاكتئاب عندما تصبح الأيام أقصر وأكثر برودة. لكن حوالي 10% من الأشخاص المصابين بالاضطراب العاطفي الموسمي يصابون به بشكل عكسي، حيث يؤدي بداية الصيف إلى ظهور أعراض الاكتئاب لديهم.
ما هي أسباب الاكتئاب الصيفي؟
بالنسبة لبعض الأشخاص، يكون للاكتئاب الصيفي سبب بيولوجي، أما بالنسبة للآخرين، فيمكن أن تتراكم الضغوط الخاصة بالصيف وتجعلهم يشعرون بالبؤس والاكتئاب.
وكون أعداد حبوب اللقاح تكون أعلى في فصلي الربيع والصيف، قد تساهم أيضاً في الإصابة بالاكتئاب الصيفي، وجدت دراسة أجريت عام 2019 أن موسم حبوب اللقاح تؤثر على الحالة المزاجية لدى الأشخاص الذين لديهم مزاج أسوأ بشكل عام في الصيف، كما تثير حساسية الربيع استجابة مناعية وعمليات التهابية قد تساهم في الإصابة بالاكتئاب، فقد وجدت إحدى الدراسات أدلة على أن الإصابة بالحساسية ترتبط بارتفاع احتمالات الإصابة بالاكتئاب وفقاً لصحيفة WASHINGTONPOST.
من جهتها يمكن أن تؤثر التغيرات في مدة ضوء النهار والتعرض للضوء الطبيعي على إيقاع الساعة البيولوجية لدينا ويساهم في تغيرات المزاج، وهي الساعة الداخلية التي تنظم دورات النوم والاستيقاظ والعمليات الفسيولوجية المختلفة.
ويؤثر التعرض للطقس والضوء أيضاً على إنتاج وتنظيم الناقلات العصبية مثل السيروتونين والميلاتونين، والتي تشارك في تنظيم المزاج.
كما يمكن أن تنعكس الظروف الجوية أيضاً على أنشطتنا اليومية وتفاعلاتنا الاجتماعية، والتي بدورها تؤثر على مزاجنا، فهناك عدة عوامل مثل الحرارة الشديدة والرطوبة أو الروتين المضطرب بسبب تغيرات الطقس تساهم بدورها في الشعور بعدم الراحة والتعب والرغبة الشديدة في العزلة الاجتماعية.
بالنسبة للأشخاص ذوي المهن الموسمية، قد تؤدي تغييرات الجدول الزمني إلى جعلهم يشعرون بأنهم في حالة سيئة بسبب فقدان نظامهم اليومي في الصيف.
أمّا بالنسبة للعاملين في المكاتب، قد يتغير سير العمل لديهم، فعلى سبيل المثال إذا غاب أشخاص آخرون، ربما يضطرون للقيام بعمل إضافي لتعويضهم وهو ما قد يعكّر نفسيتهم ويمهّد لشعورهم بالاكتئاب الصيفي. وبالمثل، يمكن أن تضيف العطلة الصيفية للأطفال المزيد من الضغط على العائلات، مالياً وعاطفياً، من احتياجات رعاية الأطفال بالإضافة إلى تغييرات الجدول الزمني.
درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة خلال فصل الصيف يمكن أن تتداخل أيضاً مع جودة النوم ومدته، قد تتأثر جداول النوم لدى العديد من الأشخاص، ولا شكّ بأن اضطرابات النوم ترتبط مع زيادة التوتر والتهيج وتغيرات المزاج.
ما هي أعراض الاكتئاب الصيفي؟
تتشابه أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي في الصيف مع أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي في بداية الشتاء أو الاضطراب الاكتئابي الشديد مع بعض الاختلافات التي تتمثل في كون أننا نكون خلال فصل الصيف أكثر عرضة للإصابة بالأرق وفقدان الوزن والقلق من الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب العاطفي الموسمي في بداية الشتاء.
قد تشمل مؤشرات الاكتئاب الصيفي وأعراضه ما يلي:
-الشعور بضعف الهمة والحزن والكآبة معظم اليوم، وذلك بشكل يومي تقريباً.
-فقدان الشغف بممارسة الأنشطة التي طالما كنت تستمتع بها.
-الشعور بالفتور والكسل.
-مواجهة مشاكل متعلقة بالنوم لفترات طويلة.
-الرغبة الملحة في تناول الكربوهيدرات والإفراط في الأكل وزيادة الوزن.
-صعوبة التركيز.
-الشعور باليأس أو انعدام القيمة أو الإحساس بالذنب.
-فقدان الرغبة في الحياة.
كيف يمكن التعامل مع اكتئاب الصيف؟
العناية بنمط حياتك: قم بتطبيق نمط حياة صحي خلال الصيف، مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحفاظ على نظام غذائي متوازن والحصول على قدر كافٍ من النوم. يمكن أن تساهم هذه العادات الصحية في تحسين مزاجك وتخفيف الأعراض السلبية للاكتئاب.
تجنب التعرض للحرارة الشديدة: قم باتخاذ إجراءات وقائية للتعامل مع ارتفاع درجات الحرارة، مثل ارتداء الملابس المناسبة وشرب الكمية الكافية من الماء للحفاظ على ترطيب جسمك. يمكن أن يساعد التقليل من التعرض للحرارة الشديدة في تخفيف الضغط النفسي وتحسين مزاجك.
الاستفادة من الطبيعة والضوء الطبيعي: قضاء الوقت في الهواء الطلق والتمتع بجمال الطبيعة يمكن أن يكون مفيداً في تحسين حالتك المزاجية. حاول القيام بأنشطة مثل المشي أو التنزه في الحدائق أو الاستمتاع بالشاطئ، كما يمكن أن يفيد التعرض للضوء الطبيعي في تنظيم الساعة البيولوجية لديك وتحسين مزاجك.
التواصل والدعم الاجتماعي: حاول البقاء متصلا بأصدقائك وأفراد عائلتك وطلب الدعم منهم. قد يكون للحديث مع الآخرين والتعبير عن مشاعرك تأثير إيجابي على حالتك المزاجية ويمكن أن يساعدك في التعامل مع الاكتئاب.
إذا كنت تشعر بأنك تعاني من الاكتئاب الصيفي، فمن الضروري أن تطلب المساعدة، يمكنك التحدث مع معالج نفسي متخصص لتقييم حالتك وتوجيهك نحو العلاج المناسب، سواء كان ذلك عبر الجلسات العلاجية أو تناول الأدوية المناسبة، فلا تنسَ أن الاكتئاب الصيفي قد يختلف من شخص لآخر، وقد يكون العلاج المناسب مختلفاً لكل فرد.