متلازمة الفم الحارق، والتي يُرمز لها طبياً بـ (BMS)، عبارة عن إحساس حارق يشعر به الشخص في اللسان، أو سقف الفم، أو الشفتين، أو الجزء الداخلي من الخدين.
يكون الإحساس عند الإصابة بمتلازمة الفم الحارق وكأن الشخص قد حرق فمه بمشروب ساخن، بالرغم من عدم استهلاك أي شيء ساخن من قبل.
تعتبر النساء الحوامل من بين أكثر الأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة، وذلك بسبب كثرة إفرازات الفم المتعلقة بالهرمونات خلال هذه الفترة.
فيما غالباً ما يذكر الأشخاص المصابون بـ BMS أن الحرق يزداد سوءاً على مدار اليوم، وذلك عندما يكون الشعور طبيعياً في بداية اليوم، لكن الإحساس بالحرقان يزداد في وقت لاحق من اليوم.
وفي الحالات العادية، يختفي الشعور بعد النوم ليلة واحدة، ليكون الشخص في حالة جيدة، إلا أن الحالات التي ترتبط ببعض الأمراض الأخرى قد تستمر لمدة أطول.
وغالباً ما يحدث طعم مرير أو معدني مع الشعور بالحرقان في الفم، فيما يشعر العديد من الأشخاص بجفاف الفم على الرغم من تدفق اللعاب بانتظام.
أنواع متلازمة الفم الحارق
هناك نوعان مختلفان من متلازمة الفم الحارق، إذ تختلف كل حالة عن الأخرى، وهي كالتالي:
متلازمة الفم الحارق الأساسية، والتي تعني عندما لا يكون حرق الفم ناتجاً عن حالة كامنة.
أما متلازمة الفم الحارق الثانوية فهي التي تحدث بسبب حالة كامنة، مثل الارتجاع الحمضي، وعلاج الحالة المرضية يؤدي بشكل مباشر إلى علاج المتلازمة.
من هم الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة؟
يعد حرقان الفم أكثر شيوعاً عند النساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، والأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً، وذلك بسبب انخفاض مستويات هرمون الاستروجين، الذي يسبب انخفاض حساسية براعم التذوق.
هناك عامل آخر يجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بهذه المتلازمة بسبب بعض العوامل؛ منها قدرتهن على التذوق التي تختلف عن الرجال، والتي تعتبر عالية بشكل أكبر.
كما هناك بعض الأسباب الأخرى، من بينها الحمل عند النساء، والأشخاص الذين يضغطون على أسنانهم، إذ إن الضغط على الأسنان قد يزيد من الشعور بالحرقان.
أعراض متلازمة الفم الحارق
هناك مجموعة من الأعراض التي تكشف أن الشخص يعاني من متلازمة الفم الحارق، والتي تتمثل فيما يلي:
- ألم في الفم يشبه الوخز أو السمط أو الحرق.
- خدر في الفم يأتي ويذهب على مدار اليوم.
- طعم متغير.
- فم جاف.
الأسباب الأولية
يعتقد الباحثون أن سبب BMS الأولي هو تلف الأعصاب الذي يؤثر على منطقة اللسان التي تتحكم في التذوق والألم، إذ إن هناك علاقة بين حرقة الفم وتغيرات التذوق.
إذ يفقد عدد من الأشخاص الذين يعانون من حرقة الفم براعم التذوق المر، والتي تقع عند طرف اللسان. ويعتقد الباحثون أن التذوق يمنع الألم، ولكن عندما يفقد الإنسان القدرة على تذوق النكهات المرة، تبدأ ألياف الألم في إطلاق الإحساس بالألم والحرقة بشكل غير متوقع.
الأسباب الثانوية
تشمل الحالات الطبية التي يمكن أن تسبب متلازمة الفم الحرق الثانوية ما يلي:
- ارتجاع الحمض.
- الحساسية تجاه منتجات الأسنان المعدنية أو بعض الأطعمة.
- الاكتئاب.
- جفاف الفم.
- التغيرات الهرمونية.
- التهابات الفم.
- النقص الغذائي.
- الضغط على الأسنان أو انقباض الفك.
في بعض الأحيان، يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة سجوجرن (التي تسبب جفاف الفم وجفاف العين) والسكري وأمراض الغدة الدرقية ومشاكل الكبد من متلازمة الفم الحارق.
أسباب أخرى لمتلازمة الفم الحارق
هناك مجموعة من الأدوية عند تناولها يكون الشخص معرضاً للإصابة بهذه المتلازمة، وهي تلك التي لها علاقة بمثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين لارتفاع ضغط الدم، وبعض مضادات الاكتئاب وأدوية ارتفاع ضغط الدم.
هناك كذلك نقص بعض الفيتامينات التي تؤدي للتعرض لهذه المتلازمة، من بينها نقص فيتامين ب 12 أو حمض الفوليك أو الحديد.
طرق التشخيص
يعتبر من الصعب تشخيص إصابة متلازمة الفم الحارق، وذلك كونها ذات أعراض مشابهة قليلاً لعدوى الخميرة الفموية (القلاع).
لذلك ينصح في هذه الحالة التوجه إلى طبيب اختصاصي من أجل معرفة طبيعة المرض، وطرق العلاج المناسبة له.
قد يطلب الطبيب في مرحلة التشخيص مجموعة من الاختبارات، نذكر منها:
- اختبارات الحساسية.
- تحاليل الدم.
- اختبارات التصوير.
- اختبارات مسحة الفم.
- اختبار تدفق اللعاب.
- خزعة الأنسجة.
طرق علاج المتلازمة
هناك مجموعة من الطرق التي تساعد في تخفيف درجة الحرقة في الفم، الناتجة عن المتلازمة، من بينها مص رقائق الثلج أو مضغ العلكة، إضافة إلى أخذ بعض الأدوية الخاصة، من بينها كلونازيبام الموضعي أو الجهازي، وهو دواء يحتاج إلى وصفة طبية.
يمكن كذلك أن يصف الطبيب بعض الأدوية الأخرى، بالرغم من أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لم توافق عليها بغرض علاج المتلازمة المذكورة.
ومن بين هذه الأدوية نجد بعض مضادات الاكتئاب، ومضادات النبات مثل التشنجات وآلام الهربس.