كيفية حساب زكاة المال وهل يجوز إخراجها للأقارب أو سلعاً؟ إليك إجابات الأزهر الشريف  

تريد معرفة كيفية حساب زكاة المال؟ أو توقيت إخراجها؟ أو ربما ترغب في معرفة ما إذا كانت تجب الزكاة على الذهب والفضة أيضاً، أو قد تتساءل عن جواز منح زكاة المال للأقارب، أو عن إمكانية تقسيط الزكاة. لذك هنا؛ نحاول تقديم إجابات كل الأسئلة حول زكاة المال.

ما هي زكاة المال؟

تعتبر الزكاة ركناً من أركان الإسلام، وحق الله في مال العبد وسبباً لتطهيره؛ أخذاً بقوله تعالى:

(خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا) [التوبة: 103]

(وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) [المعارج: 24، 25]

متى تجب زكاة المال؟

الزكاة تجب على المسلم في المال الذي يملكه ملكاً تاماً إذا بلغ النصاب أو حال عليه الحول، وهو عام هجري كامل. 

ويشترط لوجوب الزكاة:

• أن يكون المال المدخر فائضاً عن الحوائج الأصلية لمالكه، مثل النفقة والسكن والثياب، بالإضافة لحاجة من يجب الإنفاق عليه شرعاً.
• أن يحول الحَول (عام هجري كامل) على المال.
• أن  يخلو المال من أي دين يفقده قيمة النصاب.

وهي شروط أكد عليها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، ودار الإفتاء المصرية.

كم مقدار نصاب الزكاة؟

نصاب زكاة المال يبلغ عشرين مثقالاً من الذهب، وقدرتها دار الإفتاء المصرية بـ85 غراماً من الذهب من عيار 23.5، ثم عدلت الإفتاء عنه مقابل التقدير بعيار 21، كي لا يضر بمصلحة الفقر، وهو العيار (21) الذي ذهب إليه الأزهر أيضاً.

أي أن الزكاة تجب على المال المدخر عند حساب الزكاة، يضاف له ما يملكه المسلم من مال على هيئة ودائع بنكية أو ذهب وفضة مملوكة بهدف الادخار. 

كيفية حساب زكاة المال؟

تحسب الزكاة على جملة المدخر بواقع ربع العشر (2.5%). 

يمكن حساب ربع عشر أي قيمة بقسمة الرقم النهائي على 40. 

أي إذا كان إجمالي المدخر 10 آلاف دولار، فإن الزكاة هنا تبلغ 250 دولاراً.

متى تخرج زكاة المال؟

الأصل أن تخرج الزكاة فور اكتمال نصاب المال وحلول الحول.

أي أنه بمجرد وصول المبلغ المدخر قيمة سعر 85 غراماً من الذهب من عيار 21، تحدد هذا الوقت بداية الحول، وتجب الزكاة عليه قبل حلول الحول الجديد أو العام الهجري الجديد.

عندما يحول الحول تحسب قيمة الزكاة بقسمة المبلغ المدخر وقتها على رقم 40، والنتيجة هي قيمة الزكاة التي يجب عليك إخراجها.

وقد وفرت هيئات دينية طرقاً آلية لحساب الزكاة، فعلى سبيل المثال قدم الأزهر الشريف طريقة مباشرة لحساب الزكاة بالجنيه المصري؛ سواء للذهب أو للفضة أو للمال.

فيما وفرت دار الإفتاء في الأردن طريقة لحساب الزكاة للمال والذهب بالدينار الأردني على موقعها الإلكتروني.

بينما قدمت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في الجزائر جدولاً شارحاً لحساب الزكاة، سواء للمال أو للأسهم والسندات، أو الذهب أو الزروع والثمار أو الماشية؛ سواء الماعز أو الإبل أو البقر.

هل تجب الزكاة على المال الإضافي خلال العام؟

المال المستفاد خلال العام يضاف إلى المال البالغ النصاب، ويحسب نصاب الزكاة على إجمالي المال في نهاية الحول بمرور سنة قمرية كاملة. 

ما يعني أن الزكاة تحسب على إجمالي المال المدخر عند حلول الحول، وليس فقط على المال الذي بدأت به النصاب وبدأت حساب الحول من وقتها.

هل تجب الزكاة على المال المودع في البنك؟

إذا بلغ المبلغ المودع في البنك النصاب الشرعي للمال وحال عليه الحول وكان فائضاً عن حاجة المسلم فيجب الزكاة عليه.

إذ وصل سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يسأل عن حكم الزكاة على المال المودع في البنك، من سائل كان يملك قطعة أرض وباعها ووضع ثمنها في البنك، وسئل إن كان يجب دفع الزكاة، وإن كان تشترط على أصل المبلغ أم الأرباح.

أجاب المفتي عبد اللطيف عبد الغني حمزة بوجوب دفع الزكاة على أصل المبلغ وأرباحه إذا اكتملت شروط الزكاة.

الزكاة في حالة الدين على المزكي أو له

كما أشرنا يجب خلو المال من أي دين يفقده قيمة النصاب.

ما يعني أن المزكي يخصم الديون التي عليه من أصل المال الذي يملكه عند حساب زكاته عند حلول الحول.

أما الديون التي للمزكي المضمونة الأداء فإنها تضاف لأصل المال عند حساب الزكاة، وفقاً للأزهر الشريف.

هل تجب الزكاة على الذهب والفضة؟

يقول مركز الأزهر إن الذهب والفضة المملوكة للادخار تحسب ضمن نصاب الزكاة.

وأيضاً الذهب والفضة المستخدمة للحلي لكن تكثر عن الحد المعتاد للزينة.

ولكن بالنسبة للذهب، لا بد أن يتعدى قيمة النصاب 85 غراماً عيار 21.

وبالنسبة للفضة، لا بد أن يتعدى قيمة 595 غراماً.

هل يجوز تقسيط الزكاة؟

أجاز الأزهر تقسيط الزكاة إذا كانت في مصلحة الفقير أو وجدت ضرورة تقتضي إخراجها على أقساط.

وأيضاً إذا حدث للمزكي ما يمنعه من إخراجها على الفور كأن يكون قد تعسر مادياً ولم يستطِع إخراجها كاملة في وقت وجوبها.

ويجب على المزكي إخراج ما يقدر عليه، وينوي إخراج الباقي متى تيسر له ذلك.

هل يجوز إخراج زكاة المال سلعاً ومواد عينية؟

زكاة المال تحرج مالاً، ولا تجزأ لسلع أو مواد عينية إلا إذا كانت في مصلحة الفقير، وتقدير هذه المصلحة يتطلب فتوى خاصة لكل حالة بحالتها.

ما هي مصارف الزكاة؟

(إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ). [التوبة: 60] 

حددت الآية القرآنية مصارف الزكاة، وهي:

• الفقراء
• المساكين.
• العاملون عليها (الجهات المختصة بجمع وتوزيع الزكاة).
• المؤلفة قلوبهم
• تحرير الرقاب (تحرير رقاب العبيد والرقيق).
• الغارمون (أصحاب الديون).
• في سبيل الله (المجاهدون في سبيل الله).
• ابن السبيل (المسافر البعيد عن بلده ولا يملك ما يكفيه للعودة).

هل يجوز الزكاة على الأقارب؟

يجوز صرف المزكي زكاته للأقارب إذا كانت تنطبق عليهم أحد الشروط السابقة، أي يكون القريب داخلاً ضمن مصارف الزكاة المذكورة.

حتى إن الأزهر أكد أن القريب يقدم على غيره في هذه الحالة، ويكون للمزكي أجران، أجر لإخراج الزكاة الواجبة، وأجر آخر لصلة الرحم.

ما يعني جواز منح الزكاء للإخوة والإخوات وأفراد العائلة الممتدة إذا كانوا من فئات مصارف الزكاة، ولا يلزم المزكي نفقتهم.

إذ لا يجوز إعطاء الزكاة لمن يلزم المزكي نفقتهم من الأصول مثل الوالدين والأجداد، ومن الفروع كالأولاد والأحفاد. 

مكان إخراج الزكاة

يصرف المزكي الزكاة في المكان الذي يقيم به، ويجوز أيضاً أن يصرفها في مكان آخر إذا كان ذلك لمصلحة معتبرة، مثل إعطائها لفقير أشد حاجة أو رحم ممكن تنطبق عليهم مصارف الزكاة.