يمكن أن يكون العالم مكاناً مظلماً يصعب العثور على الإيجابية واللطف فيه، ومع ذلك، هناك العديد من الأشخاص الذين يحاولون التغلب على هذا الظلام من خلال السماح لمزاجهم وسلوكهم المشبع باللطف الزائد بالتألق والسيطرة.
في مجمل الأحوال، قد تكون هذه رغبة رائعة موجودة لدى أي شخص. لكن لسوء الحظ، قد يصبح اللطف نقمة على صاحبه أيضاً، ومشكلة سلوكية تضر أكثر مما تنفع.
قد يؤدي كونك لطيفاً للغاية إلى الإضرار بحياتك بشكل كبير، لكن فهم التحديات المصاحبة لذلك، يمكن أن يمنعك من التعرض للأذى في أثناء محاولتك إضفاء شيء إيجابي في هذا العالم. فيما يلي، بعض مخاطر وأضرار اللطف الزائد مع الناس:
1- اللطف الزائد مع الناس قد يعرضك للاستغلال
الشخص اللطيف يمكن أن يكون بمثابة نسمة هواء نقية في الظروف المناسبة. ومع ذلك، في الظروف الخاطئة، يمكنهم جذب الاهتمام السلبي. إذ يمكن أن يكون اللطف عائقاً في البيئات التنافسية مثل مكان العمل، خاصة إذا ارتكبت خطأً في الاعتقاد بأن الشخص المقابل لك سوف يعاملك بالقدر نفسه من اللطف والاحترام.
يمكنك تجنب ذلك من خلال معرفة بيئتك، والتأكد من تحديد حدودك مع الآخرين، وضمان حماية مصالحك.
2- قد لا يحترمك الناس أو يحترمون حدودك
غالباً ما يختبر الأشخاص حدود الأشخاص الذين يتمتعون بسلوك من اللطف الزائد مع الناس من حولهم، ويحاولون معرفة مدى قدرتهم على الإفلات من العقاب حتى تقرر أخيراً التراجع لمنع معاملتك بطريقة غير مقبولة.
في كثير من الأحيان، سيحاولون التراجع عن سلوكهم بإخبارك بأنك أسأت الفهم، أو أنهم لم يقصدوا ذلك بالطريقة التي عرضوها، أو أنهم كانوا يمزحون فقط. ولكن يتضمن سوء الفهم الحقيقي بشكل عام اعتذاراً ومحاولة تصحيح السلوك. كما يجب أن يبقى هؤلاء الأشخاص على مسافة آمنة من حياتك الشخصية؛ منعاً للإضرار بها.
3- قد لا يسعى الناس لتلبية احتياجاتك
كثير من الناس عبارة عن مخلوقات أنانية تُحركهم عواطفهم ومنظورهم للعالم. ومن ثم قد لا يكونون متعاطفين أو متعاونين مع احتياجات الآخرين.
وفي كثير من الحالات، ستجد أن الأشخاص الذين لا يهتمون هم أشخاص فعلوا ذلك من قبل ولكن تم استغلال سلوكهم من اللطف الزائد مع من حولهم.
الناس اللطفاء بحاجة إلى أن يكونوا حازمين. ويجب عليهم التواصل مع الأشخاص من حولهم بشكل صريح لتوضيح احتياجاتهم وتوقعاتهم.
4- سيكون لديك توقعات غير منطقية من الناس
وفقاً لقوة الإيجابية، عندما تتعامل باللطف الزائد مع الناس، فإنك تضع توقعات غير واقعية لهم، وعادةً هم لن يفعلوا الشيء نفسه. عندما لا يلبون هذه التوقعات، قد تشعر بالغضب والاستياء.
ويمكن أن نقع في شعور زائف بالأمان والرضا عن النفس، ونتوقع تلقي المثل من المعاملة اللطيفة، ونقدم الكثير لأشخاص قد لا يحترمون أو يتبادلون معنا اللطف نفسه، ونجد أنفسنا مجروحين في هذه العملية.
5- قد تنسى أن تكون لطيفاً مع نفسك
عندما تكون مشغولاً بالعناية بالآخرين، وباللطف الزائد معهم، فقد تنسى أن تكون لطيفاً مع نفسك. قد يؤدي ذلك إلى عدم تلبية احتياجاتك الأساسية، ويؤدي إلى الاكتئاب والإرهاق.
لذا من الضروري التوازن في العطاء، وقضاء بعض الوقت في البحث بداخلك وتعلُّم الاعتماد على نفسك للتحقق من صحتها.
6- قد يعتبرك البعض ضعيفاً وبلا شخصية
كونك لطيفاً جداً يمكن أن يدفع الآخرين إلى رؤيتك ضعيفاً. لا يؤدي ذلك إلى استغلال الآخرين لك فحسب، بل قد يؤدي أيضاً إلى عدم رؤيتك كقائد أو كسلطة قوية في محيطك.
7- سوف تجذب الشخصيات المتطلبة
عندما تكون لطيفاً بشكل زائد، طوال الوقت، فسوف تجذب الأشخاص المحتاجين والمتلاعبين والمتطلبين. إذ يرى هؤلاء الأشخاص فرصة للاستفادة منك، لأنك لم تضع حدوداً معهم.
ومن ثم، من الجيد أن تكون صديقاً جيداً وحاضراً من أجل الناس، ولكن من الجيد أيضاً أن تخبرهم بأنك لن تكون متاحاً إلا لفترة قصيرة من الوقت، وفي أيام معينة، وفقاً لظروفك الخاصة والتزاماتك تجاه نفسك.
8- قد لا يثق بك الناس
نظراً إلى أن عدداً قليلاً جداً من الناس يكونون لطفاء فعلاً بدون أجندات، فعندما تكون معتاداً على اللطف الزائد مع الناس، قد يبدأ البعض في التساؤل عما إذا كانت لديك دوافع خفية.
لذلك، من المحتمل أن تُقابَل بعدم الثقة، الأمر الذي سيؤدي إلى صعوبات في إقامة العلاقات الصحية طويلة المدى.
لذا، من الضروري تعلُّم كيفية وضع الحدود، سواء في العمل أو في التفاعلات الاجتماعية، وتقدير نفسك أكثر، لكي يبدأ الآخرون في فعل الشيء نفسه.
9- المعاناة من النقد الذاتي
ما يجعلك معروفاً بين معارفك باللطف الزائد، يجعلك أيضاً عرضة للوم نفسك أكثر من أي شخص آخر، ويمكنك ترديد عبارات توبيخ الذات مثل: إنه خطأك، كان يجب أن تعرف عن أمر ما بشكل أفضل، إلخ.
وعادةً ما سيكون لديك هذا الصوت الناقد الذي يأتي إليك طوال الوقت. وفي ظل هذه الإساءة اللفظية المستمرة، فإنك تتعهد ببذل جهد أكبر، وأن تكون أكثر لطفاً، ومن ثم البدء في الاحتراق ذاتياً.
وإذا كنت ترفع الأشياء الثقيلة طوال الوقت، فأنت عرضة للانهيار الدوري. قد يكون الانهيار في صورة إرهاق دائم، أو مرض أو غرق في أعماق الاكتئاب الشديد.
10- الاعتذار دون داعٍ
يميل الأشخاص اللطفاء بشكل زائد إلى الاعتذار عن كل شيء وأي شيء، وأحياناً لمجرد وجودهم أو شغلهم مساحة ما من أي محيط اجتماعي يشغلونه. وحتى لو كان هدفك هو أن تكون لطيفاً ومهذباً، فإن الاعتذار على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع ليس ضرورياً على الإطلاق، وقد يؤدي القيام بذلك كثيراً إلى فقدان الأمر لمعناه.
إذا قلت شيئاً فظاً، أو اضطررت إلى إلغاء خططك في اللحظة الأخيرة، أو ارتكبت خطأً ما، فمن الواضح أنه ينبغي الاعتذار. ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فإن الاعتذار يجعل الأمر يبدو كأنك ارتكبت خطأً ما.