في عصر يتسارع فيه نمط الحياة وتزايد الاهتمام بالصحة والعافية، أصبحت المكملات الغذائية جزءاً متزايد الأهمية في حياة الكثيرين حول العالم. يتجاوز دورها السابق كمكمل للنظام الغذائي، حيث أصبحت تلعب دوراً حيوياً في تحسين الصحة والأداء البدني.
تحظى هذه المكملات بشعبية متزايدة في مجموعة متنوعة من المجتمعات، ويعزى ذلك جزئياً إلى الوعي المتزايد بأهمية التغذية وتأثيرها على الحياة اليومية.
مع التقدم في البحث العلمي وزيادة الوعي بأهمية العناية بالجسم، يتجه الكثيرون نحو استخدام المكملات الغذائية لتلبية احتياجاتهم الغذائية وتعزيز صحتهم. وتتنوع استخدامات هذه المكملات بين دعم اللياقة البدنية وبناء العضلات إلى تحسين وظائف الجهاز المناعي وتقليل مخاطر بعض الأمراض.
إلا أن دورها في تعزيز الصحة قد ينقلب ضدها في حال أخذها بشكل متزايد ودون حاجة للجسم بها، لهذا ينصح بتوخي الحذر واستشارة الطبيب قبل القدوم على تناولها.
ما هي المكملات الغذائية؟
يشير مصطلح "المكملات الغذائية" إلى مجموعة متنوعة من المنتجات التي يتم تناولها بهدف دعم الصحة وتكملة النظام الغذائي. يهدف استخدام هذه المكملات إلى تحسين الحالة الصحية العامة وتقديم العناصر الغذائية الضرورية التي قد تكون ناقصة في النظام الغذائي اليومي. يجدر بالذكر أن المكملات الغذائية لا تعتبر بديلاً عن الطعام أو الأدوية في حالات المرض.
تُستخدم هذه المكملات بشكل رئيسي للمساعدة في تقليل مخاطر بعض المشاكل الصحية مثل هشاشة العظام والتهاب المفاصل، ولكنها لا تُعلن بشكل قانوني عن قدرتها على علاج أو منع الأمراض. يحظر على مصنعي المكملات الغذائية الترويج لمنتجاتهم باعتبارها علاجاً للأمراض، وبدلاً من ذلك، يُعتبر دورها التكميلي في توفير الدعم الغذائي الإضافي.
تعتبر هذه المكملات وسيلة لتحسين توازن النظام الغذائي وتعزيز الصحة العامة، خاصة في حالة نقص بعض العناصر الغذائية أو عدم تحقيق التوازن الكافي. يتم تصميمها لتلبية احتياجات الجسم وتحسين جودة الحياة اليومية، ولكن يتعين استخدامها بحذر وتحت إشراف طبي، خاصةً في حالة وجود حالات صحية معينة أو تناول أدوية أخرى.
التصنيع العالمي للمكملات الغذائية
عندما نلقي نظرة على عالم صناعة المكملات الغذائية، نجد أنها تتوسع بسرعة مذهلة في جميع أنحاء العالم. يمكن العثور على حبوب وأقراص لتحسين كل شيء، ورغم ذلك، يطلق الأطباء والخبراء تحذيرات حول مخاطر بعض هذه المكملات.
وفقاً لتقرير من "شي فايندس"، نقل الموقع تصريحات الطبيب تشارلز، الذي يشارك في نشر مقاطع فيديو توعوية بانتظام عبر حساباته على منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وتيك توك. يحذر تشارلز من 4 مكملات غذائية يعتبرها "خطيرة بالفعل".
وفقاً لتشارلز، يؤكد أن "فيتامين أ" و"فيتامين إي" و"الحديد" و"البيوتين" تكون فعّالة أكثر عندما تأتي من مصادر طبيعية في الطعام بدلاً من المكملات الغذائية.
فيما يتعلق بالفيتامين A، يشير تشارلز إلى أهميته للحفاظ على صحة الجلد والرؤية، ولكنه يحذر من التناول المفرط للمكملات الخاصة به، حيث يمكن أن يتراكم في الجسم ويتسبب في تلف الكبد.
أما بالنسبة لفيتامين E، فيشير إلى أن جرعاته العالية ترتبط فعلياً بارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان، بينما يحذر من استهلاك مكملات الحديد دون استشارة طبية، مشدداً على أنه يمكن أن يلحق الضرر بالقلب ما لم يتم توجيهها بشكل صحيح.
أخيراً، يلقي الضوء على البيوتين، مشيراً إلى دوره الإيجابي في تعزيز جمال الشعر والأظافر، ولكن يحذر من الإفراط في تناوله لتجنب التأثير السلبي على نتائج الاختبارات المعملية وتشخيصات غير صحيحة.
أنواع المكملات الغذائية
يُعتبر مصطلح "المكمل الغذائي" واحداً من الأوصاف الشاملة التي تضم مجموعة واسعة من المنتجات التي يُتناولها أو يُشربها الفرد بهدف دعم الصحة الجيدة وتكميل النظام الغذائي. وتندرج هذه المكملات تحت فئات متنوعة من المواد، من بينها:
1. مكملات الفيتامينات: تعتبر الفيتامينات أحد العناصر الأساسية التي يحتاجها الإنسان في كميات قليلة، والتي يتم الحصول عليها بشكل رئيسي من الطعام. يشتمل هذا النوع على فيتامينات مثل A، B1 (الثيامين)، B2 (الريبوفلافين)، B3 (النياسين)، B5 (حمض البانتوثنيك)، B6، B7 (بيوتين)، B9 (حمض الفوليك)، B12، C، D، E، H (بيوتين)، وK.
2. مكملات العناصر الغذائية: تشمل هذه الفئة المكملات التي تحتوي على العناصر الغذائية الأساسية مثل المعادن والمغذيات المهمة، مثل الكالسيوم والحديد والزنك والمغنيسيوم وغيرها. تستخدم هذه المكملات لتعزيز التوازن الغذائي وتحسين وظائف الجسم.
3. مكملات الأحماض الأمينية: تحتوي هذه المكملات على الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم لبناء البروتين وتحفيز النمو والتجديد الخلوي. يشمل ذلك الأحماض الأمينية مثل الليسين والأرجينين والتاورين وغيرها.
4. مكملات الدهون الأوميغا-3: تحتوي هذه المكملات على الأحماض الدهنية الأوميغا-3، التي تعتبر ضرورية لصحة القلب والدماغ. تأتي هذه الأحماض غالباً من زيوت السمك وزيت الكريل.
5. مكملات الأعشاب والنباتات: تحتوي على مستخلصات من الأعشاب والنباتات التي يُعتقد أن لديها فوائد صحية. تشمل ذلك الجينسنغ والزنجبيل والكركمين والصبار وغيرها.
يجب مراعاة استشارة الطبيب أو الخبير الغذائي قبل تناول أي مكمل غذائي لضمان توافقه مع الاحتياجات الصحية الفردية والتجنب من أي تأثيرات جانبية محتملة.
ما هي مخاطر المكملات الغذائية وفاعليتها؟
على الرغم من أن بعض المكملات الغذائية قد أظهرت فوائد محتملة للصحة، إلا أنه يتعين على الأفراد أن يكونوا حذرين ويتبعوا نهجاً حذراً عند استخدامها. لقد ثبت أن بعض أنواع المكملات تقدم دعماً للصحة، ولكن يظل البحث والتقييم الدقيق ضروريين لضمان سلامة وفاعلية هذه المنتجات.
ليس لدى جميع أنواع المكملات الغذائية فاعلية مثبتة علمياً، ولذا يجب على الأفراد أن يكونوا حذرين ويعتمدوا على مصادر موثوقة وأبحاث علمية قبل تناول أي مكمل غذائي. لا يمكن للمكملات أن تحل محل تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية الأساسية في النظام الغذائي الصحي.
تناول المكملات الغذائية بشكل غير مدروس قد يؤدي إلى ظهور آثار جانبية غير متوقعة، خاصةً عند تناول منتج جديد أو استخدامها بديلاً للأدوية الموصوفة من قبل الطبيب. كما يمكن أن يتسبب تناول عدة مكملات غذائية معاً في التفاعلات غير المرغوبة. يُحذر أيضاً من تناول المكملات دون استشارة الطبيب، خاصةً في حالة الحمل والرضاعة الطبيعية ولدى الأطفال.