في أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعلن الاحتلال الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، ما أدى إلى سقوط آلاف الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين الفلسطينيين، وعلى الرغم من الحديث عن اقتراب نهاية الحرب، فإنه من المرجح أن تستمر معاناة الفلسطينيين، إذ دائماً ما تكون الحرب مصحوبة بتفشي الأمراض المعدية.
الأمراض الناجمة عن الحروب
فما هي هذه الأمراض الناجمة عن الحروب، وأسبابها، وأعراضها، وطرق علاجها، والوقاية منها؟
1- أسباب الملاريا
لطالما كان الملاريا المرض الأول والأشهر الذي ينتشر بعد الحروب، ونذكر منها الحرب العالمية الأولى والثانية، والحرب الأهلية الأمريكية، والحرب الكورية، والكثير من الحروب الأخرى.
الملاريا مرض خطير ومميت في بعض الأحيان، يسببه طفيل يصيب عادةً نوعاً معيناً من البعوض الذي يتغذى على البشر.
عادة ما يكون الأشخاص المصابون بالملاريا مرضى للغاية ويعانون من ارتفاع في درجة الحرارة وقشعريرة ومرض يشبه الأنفلونزا.
ووفقاً لما ذكره مركز Mayo Clinic الأمريكي، تحدُث الملاريا بسبب طفيل أحادي الخلية، ينتقل إلى الإنسان غالباً من خلال لدغات البعوض.
تنتشر الملاريا عندما يصبح البعوض مصاباً بالمرض بعد لدغ شخص مصاب، ثم يلدغ البعوض المصاب شخصاً غير مصاب.
وتدخل طفيليات الملاريا إلى مجرى دم الشخص المصاب وتنتقل إلى الكبد.
وعندما تصبح الطفيليات ناضجة، تترك الكبد وتُصيب خلايا الدم الحمراء.
أعراض الملاريا
تشمل مؤشرات وأعراض الملاريا ما يلي:
- الحُمّى
- القشعريرة
- الشعور العام بالانزعاج
- الصداع
- الغثيان والقيء
- الإسهال
- ألم البطن
- ألم المفاصل أو العضلات
- الإرهاق
- سرعة التنفس
- سرعة ضربات القلب
- السعال
علاج الملاريا
بشكل عام، الأدوية المستخدمة للوقاية من الملاريا هي نفسها المستخدمة في علاجه، لذلك بمجرد الشعور بالأعراض عليك زيارة الطبيب مباشرة.
أما خطوات الوقاية من المرض فهي:
- تغطية جلدك
- وضع مستحضر طارد للحشرات على جلدك
- رش طارد الحشرات على الملابس
- النوم تحت شبكة
2- أسباب داء البروسيلات
داء البروسيلات هو أيضاً أحد الأمراض التي قد تنتشر خلال وبعد الحروب، وسببه الرئيسي هو الاتصال المباشر بإفرازات ومفرزات الحيوانات المصابة أو تناول اللحوم غير المطبوخة جيداً، أو شرب الحليب الخام، أو منتجات الألبان التي تحتوي على كائنات حية، أو استنشاق المواد المعدية المتطايرة.
أعراض داء البروسيلات
تتراوح فترة حضانة داء البروسيلات من 5 أيام إلى عدة أشهر، وبمتوسط أسبوعين.
قد تكون البداية مفاجئة، مع الأعراض التالية:
- قشعريرة
- حمى
- صداع شديد
- آلام في المفاصل وأسفل الظهر
- ألم في الجزء الخلفي من الرقبة
- الشعور بالضيق
- إسهال
- ألم في العضلات
- ارتفاع في درجة الحرارة في المساء
ومع تقدم المرض، ترتفع درجة الحرارة إلى 40 أو 41 درجة مئوية، ثم تنخفض تدريجياً إلى وضعها الطبيعي أو شبه الطبيعي مع التعرق الغزير في الصباح.
عادة، تستمر الحمى المتقطعة لمدة تتراوح من 1 إلى 5 أسابيع، تليها فترة هدوء لمدة يومين إلى 14 يوماً عندما تتضاءل الأعراض بشكل كبير أو تختفي.
بعد مرور مرحلة الحمى الأولية، قد يحدث ما يلي:
- فقدان الشهية
- فقدان الوزن
- آلام البطن والمفاصل
- الصداع
- آلام الظهر
- الضعف
- التهيج
- الأرق
- الاكتئاب
علاج داء البروسيلات
يعد داء البروسيلات مميتاً في أقل من 5% من المرضى، وعادةً ما يكون نتيجة لالتهاب الشغاف أو مضاعفات شديدة في الجهاز العصبي المركزي، لذا فإن علاجه أمر ضروري، ويتم من خلال المضادات الحيوية التي يقرر الطبيب أنها مناسبة.
3- أسباب داء الشيغيلا
تعتبر عدوى الشيغيلا، المعروفة أيضاً باسم داء الشيغيلات، من العدوى المعوية التي يُسببها نوع بكتيريا يُعرف بالشيغيلا.
بينما تتجلى أعراض الإصابة بشكل رئيسي في زيادة حدة الإسهال، الذي يتميز عادةً بالتشوهات.
يسبب انتقال الزحار العدوى، حيث يصاب الأفراد عند تلامسهم لكميات صغيرة من البكتيريا الموجودة في البراز الملوث.
يُذكر أن هذا النقل يمكن أن يحدث في سياقات مختلفة، مثل بيئات رعاية الأطفال عندما يوجد العاملون هناك دون غسل الأيدي بشكل كافٍ بعد تغيير حفاضات الأطفال أو مساعدتهم في استخدام المراحيض.
كما يمكن نقل بكتيريا الشيغيلا أيضاً من خلال تناول أطعمة ملوثة، أو جراء شرب مياه ملوثة، أو السباحة في مياه ملوثة.
أعراض داء الشيغيلا
تظهر عادة علامات وأعراض الإصابة بعدوى الشيغيلا "الزحار" في غضون يوم أو يومين من التعرض للشيغيلا، وقد تمتد فترة ظهورها إلى أسبوع.
يمكن أن تشمل هذه العلامات والأعراض:
- الإسهال، الذي قد يحتوي على دم أو مخاط.
- آلام المعدة أو تقلصات المعدة المؤلمة.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- الغثيان.
- القيء.
علاج داء الشيغيلا
وفقاً لما ذكره مركز عيادات Cleveland Clinic الطبية الأمريكية فإن علاج الشيغيلا يعتمد على مدى خطورتها.
إذا كانت أعراضك خفيفة، يمكنك علاجها بالراحة وشرب السوائل لمنع الجفاف (فقدان خطير للمياه في الجسم).
في الحالات الأكثر شدة من داء الشيغيلا، وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، قد يصف الأطباء مضاداً حيوياً لعلاج العدوى.
تأكّد من اتباع التعليمات، وتناول جميع المضادات الحيوية حتى لو بدأت تشعر بالتحسن قبل زوالها.
4- أسباب السل
يعتبر السل أحد الأمراض التي تمثل تحدياً خطيراً للعالم، لا سيما بعد الحروب، فهو مرض مرتبط بالظروف الاقتصادية والاجتماعية السيئة فى المجتمعات التي لا تحظى برعاية صحية واجتماعية كافية، ومن المتوقع أن يزداد عدد الذين يموتون بسبب المرض بنسبة كبيرة.
مرض السل تسببه بكتيريا تسمى المتفطرة السلية، والتي تصيب الرئتين، وهي النوع الأكثر عدوى، لكنها عادة لا تنتشر إلا بعد التعرض لفترة طويلة لشخص مصاب بالمرض.
في معظم الأشخاص الأصحاء، يقوم الجهاز المناعي (دفاع الجسم الطبيعي ضد العدوى والمرض) بقتل البكتيريا، ولا تظهر عليك أي أعراض.
في بعض الأحيان، لا يستطيع الجهاز المناعي قتل البكتيريا، لكنه يتمكن من منع انتشارها في الجسم. وهذا يعني أنه لن يكون لديك أية أعراض، ولكن البكتيريا ستبقى في جسمك. ويُعرف هذا باسم "السل الكامن".
إذا فشل الجهاز المناعي في قتل العدوى أو احتوائها، فيمكن أن تنتشر داخل الرئتين أو أجزاء أخرى من الجسم، وستظهر الأعراض في غضون بضعة أسابيع أو أشهر. ويُعرف هذا باسم "السل النشط".
يمكن أن يتطور السل الكامن إلى عدوى السل النشطة في وقت لاحق، خاصة إذا أصبح جهازك المناعي ضعيفاً.
أعراض السل
تشمل الأعراض النموذجية لمرض السل ما يلي:
- السعال المستمر الذي يستمر لأكثر من 3 أسابيع، وعادة ما يصاحبه بلغم قد يكون دموياً
- فقدان الوزن
- التعرق الليلي
- ارتفاع درجة الحرارة (الحمى)
- التعب والإرهاق
- فقدان الشهية
- تورمات جديدة لم تختفِ بعد بضعة أسابيع
علاج السل
يجب عليك مراجعة الطبيب العام إذا كنت تعاني من سعال يستمر لأكثر من 3 أسابيع، أو إذا كنت تسعل دماً.
وعادة ما سيحتاج معظم الأشخاص إلى دورة من المضادات الحيوية، لمدة 6 أشهر لعلاج المرض.
5- أسباب داء الليشمانيات
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن داء الليشمانيات ينجم عن طفيل من الأوليات ينتمي إلى أكثر من 20 نوعاً من الليشمانيا.
تنتقل طفيليات الليشمانيا عن طريق لدغات أنثى ذبابة الرمل المصابة، والتي تتغذى على الدم لإنتاج البيض.
وغالباً ما يصاب الناس بمرض داء الليشمانيات بعد الحروب بسبب سوء ظروف السكن والصرف الصحي المنزلي والافتقار إلى إدارة النفايات، أو الصرف الصحي المفتوح الذي يؤدي إلى زيادة مواقع تكاثر ذبابة الرمل واستراحتها، فضلاً عن إمكانية وصولها إلى البشر.
أعراض داء الليشمانيات
يصاب بعض الأشخاص بالعدوى الصامتة، دون ظهور أية أعراض أو علامات.
عادةً ما يعاني الأشخاص الذين تظهر عليهم أدلة سريرية على الإصابة من:
- الحمى
- فقدان الوزن
- تضخم (تورم) الطحال والكبد
- انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء (فقر الدم)
- وانخفاض عدد خلايا الدم البيضاء (نقص الكريات البيضاء)
- انخفاض عدد الصفائح الدموية (نقص الصفيحات)
علاج داء الليشمانيات
عادة ما تشفى القروح الجلدية الناجمة عن داء الليشمانيات الجلدي من تلقاء نفسها، حتى من دون علاج، لكن هذا قد يستغرق شهوراً أو حتى سنوات، وقد تترك القروح ندبات قبيحة.
لذلك فإن ضمان العلاج المناسب للعدوى الجلدية قد يساعد في الوقاية من داء الليشمانيات.
6- أسباب الجرب
لقد تم التعرف على الجرب باعتباره مرضاً معدياً لعدة قرون، ويحدث في جميع أنحاء العالم، حيث تشير التقديرات إلى ما يصل إلى 300 مليون حالة سنوياً.
يختلف انتشار الجرب بشكل كبير، ويتقلب بمرور الوقت، لكنه يظل متوطناً في العديد من المجتمعات الفقيرة، أو تلك التي تعاني من الحروب.
يتسبَّب السوس ثُماني الأرجل المجهري في الإصابة بالجرب. تنقب إناث السوس تحت الجلد مباشرة؛ لعمل نفق تضع فيه البيض.
ثم يفقس البيض، وتنتقل يرقات السوس إلى سطح الجلد حيث تنضج. ويمكن لهذا السوس الانتشار إلى مناطق أخرى من جلد الشخص المصاب أو إلى جلد أشخاص آخرين. تنتج الحكة كرد فعل تحسسي من الجسم تجاه السوس وبيضه وفضلاته.
ومن الممكن أن ينتشر السوس نتيجة المخالطة اللصيقة للشخص المصاب بالجرب، وفي أحيان قليلة مشاركته الملابس أو الفراش.
كما يمكن أن تؤدي الحكة الشديدة إلى تشقق الجلد، وربما تسبب عدوى مثل القوباء، وهي عدوى تُصيب سطح الجلد بسبب بكتيريا المكورات (المكورات العنقودية) غالباً أو البكتيريا العقدية (المكورات العقدية) أحيانًا.
أعراض الجرب
تشمل أعراض الجرب ما يلي:
- الحكة التي تزداد سوءاً في ساعات الليل
- مسارات متموجة تتكون من بثور صغيرة أو نتوءات على الجلد
يظهر الجرب عادةً في ثنيات الجلد، ولكن يمكن أن يصيب الكثير من أجزاء الجسم مثل:
- بين أصابع اليدين والقدمين
- في الإبطين
- حول الخصر
- باطن الرسغين
- الوجهة الداخلية للمِرفَقين
- باطن القدمين
- على الصدر
- حول الحلمات
- حول السرة
- حول الأعضاء التناسلية
- في منطقة الفخذ
علاج الجرب
مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها توصي بمعالجة جميع أفراد الأسرة في نفس الوقت لمنع الإصابة مرة أخرى، من خلال الذهاب إلى الطبيب وأخذ الأدوية المناسبة.
كما يجب تطهير الفراش والملابس والمناشف التي يستخدمها الأشخاص المصابون أو أفراد أسرهم في أي وقت خلال الأيام الثلاثة السابقة للعلاج، عن طريق الغسيل بالماء الساخن، والتجفيف في مجفف ساخن، عن طريق التنظيف الجاف.
قد يهمك أيضاً.. قد تكون سبباً للإصابة بأمراض خطيرة.. التوتر الناجم عن الحروب يسبب نقصاً بالفيتامينات