قد تؤثر على القراءة والتعلم عند الطفل.. ما هي الكتابة المعكوسة، وكيف يمكن علاجها؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/12/14 الساعة 13:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/12/14 الساعة 13:46 بتوقيت غرينتش
ما هي الكتابة المعكوسة، وكيف يمكن علاجها؟/ shutterstock

خلال السنوات الأولى من الدراسة، عادة ما يقوم بعض الأطفال بعكس الكتابة أو بعض الحروف، وذلك بسبب انتقالهم من مرحلة الرسم، التي تعتبر الأولى عند الطفل، إلى الكتابة، إلا أن هذه الكتابة المعكوسة قد لا تكون بدون سبب في بعض الأحيان.

قد تدل الكتابة المعكوسة، أو ما يسمى بالكتابة المرآتية، على إصابة الطفل بمرض قد يعيق قدرته على الكتابة أو القراءة، ما يستلزم التدخل الطبي وطرقاً خاصة في العلاج، فلماذا تحدث الكتابة المرآتية، وكيف يمكن مساعدة الطفل الذي يقوم بعكس الحروف، وهل عكس الحروف علامة على عسر القراءة أو الكتابة؟

ما هي الكتابة المعكوسة؟ 

الكتابة المعكوسة أو المرآة، هي صورة غير تقليدية؛ حيث تتم كتابة النص باتجاه معاكس للاتجاه الطبيعي، مع عكس الحروف الفردية، مما يتيح قراءته بسهولة أكبر باستخدام المرآة. يظهر هذا النوع من الكتابة بشكل طبيعي لدى الأفراد الأصحاء، وترتبط أيضاً بالآفات البؤرية التي تؤثر غالباً على نصف الكرة الأيسر من الدماغ، وكذلك مع بعض الاضطرابات الدماغية المنتشرة.

قد تتسبب الكتابة المعكوسة عند الطفل بإعاقة القراءة، وهذا هو أحد اضطرابات التعلم، ويشمل صعوبةً في القراءة بسبب وجود مشكلات في التعرف على أصوات الكلام ومعرفة مدى صلتها بالحروف والكلمات، كما تحدث إعاقة القراءة بسبب فروق فردية في مناطق الدماغ التي تُعالج اللغة.

<strong>ما هي الكتابة المعكوسة؟ </strong>/ shutterstock
ما هي الكتابة المعكوسة؟ / shutterstock

لا تحدث إعاقة القراءة نتيجة مشكلات تتعلق بالذكاء أو السمع أو البصر. ويمكن لمعظم الأطفال المصابين بهذا المرض النجاح في المدرسة من خلال التدريس الخاص، أو برنامج تعليمي تخصصي. كما يؤدي الدعم المعنوي دوراً مهماً أيضاً.

وعلى الرغم من عدم وجود علاج لإعاقة القراءة، فإن التقييم والتدخل المبكرين يؤديان إلى أفضل النتائج. وقد تستمر إعاقة القراءة أحياناً بدون تشخيص لسنوات، ولا يُتعرف عليه حتى سن البلوغ، ولكن يمكن طلب المساعدة في أي مرحلة.

أعراض الإصابة بالكتابة المعكوسة

عندما يتعلق الأمر بالكشف المبكر عن عسر القراءة الناتج عن الكتابة المعكوسة عند الأطفال قبل دخولهم المدرسة، يظهر أن هناك تحديات تعترض الكشف المبكر عن هذه الحالة. إلا أن هناك علامات تشير إلى وجود مشكلات تظهر في وقت مبكر، خاصة عندما يبدأ الطفل في تعلم القراءة.

في هذا السياق، قد يلعب المعلم دوراً حيوياً في اكتشاف هذه المشكلة عند دخول الطفل المدرسة. تتفاوت درجات الحدة في هذه المشكلة، وتصبح واضحة، خاصة عندما يواجه الطفل تحديات في تعلم القراءة.

من الدلائل المبكرة التي قد تشير إلى احتمال إصابة الطفل بالكتابة المعكوسة قبل دخول المدرسة:

  • التأخر في الكلام.
  • تعلم الكلمات الجديدة ببطء.
  • مشكلات في تكوين الكلمات بشكل صحيح، مثل عكس ترتيب الأصوات في الكلمات أو الخلط بين الكلمات المتشابهة.
  • مشكلات في تذكر الحروف والأرقام والألوان أو تسميتها.
  • صعوبة في تعلّم أغاني الأطفال أو لعب ألعاب الكلمات المُقفاة.
<strong>أعراض الإصابة بالكتابة المعكوسة</strong>/ shutterstock
أعراض الإصابة بالكتابة المعكوسة/ shutterstock

عندما يبدأ الطفل في الدراسة، تتجلى أعراض عسر القراءة بشكل أكبر، وتشمل:

  • انخفاض القدرة على القراءة كثيراً عن المستوى المتوقع لعمر الطفل.
  • معالجة المشكلات وفهم ما يسمعه.
  • صعوبة في الوصول إلى الكلمة الصحيحة أو تكوين إجابات للأسئلة.
  • مشكلات في تذكر تسلسل الأشياء.
  • صعوبة رؤية (وأحياناً سماع) أوجه التشابه والاختلاف في الحروف والكلمات.
  • عدم القدرة على نطق الكلمات غير المألوفة.
  • صعوبة البلع.
  • قضاء وقت أطول من المعتاد في إكمال المهام التي تشتمل على القراءة أو الكتابة.
  • تجنُّب الأنشطة التي تتضمن القراءة.

هذه العلامات تلقي الضوء على أهمية التحقق من أداء الأطفال في مراحل مبكرة وتوفير الدعم المناسب للتغلب على تحديات عسر القراءة.

الكتابة المعكوسة وعسر القراءة عند الشباب 

مع تقدم الأفراد في العمر، يظهر أن هناك تشابهاً كبيراً في مؤشرات عسر القراءة الناتجة عن الكتابة المعكوسة بين المراهقين والبالغين، وتلك التي تظهر لدى الأطفال. تشمل بعض الأعراض الشائعة لعسر القراءة لدى هذه الفئة العمرية:

<strong>الكتابة المعكوسة وعسر القراءة عند الشباب </strong>/ التواصل الاجتماعي
الكتابة المعكوسة وعسر القراءة عند الشباب / التواصل الاجتماعي
  • صعوبة القراءة، بما في ذلك القراءة بصوت عالٍ: يعاني الأفراد من صعوبة في قراءة النصوص، وقد يترافق ذلك مع تحسين القراءة بصوت عالٍ.
  • القراءة والكتابة ببطء وبمجهود شاق: يظهر تأخر في أداء المهام القرائية والكتابية، وغالباً ما يتطلب جهداً إضافياً.
  • مشكلات في التهجي: صعوبة في تهجي الكلمات وفهم القواعد اللغوية.
  • تجنُّب الأنشطة التي تتضمن القراءة: يتجنب الأفراد الأنشطة التي تتطلب مهارات القراءة.
  • نطق الأسماء أو الكلمات بشكل خاطئ، أو مشكلات في استرجاع الكلمات: تظهر صعوبات في نطق الكلمات أو استرجاعها بشكل صحيح.
  • قضاء وقت أطول من المعتاد في إكمال المهام التي تشتمل على القراءة أو الكتابة: يتطلب إكمال المهام القرائية والكتابية وقتاً أطول من المعدل المتوقع.
  • صعوبة في تلخيص قصة: يواجهون صعوبة في فهم وتلخيص الأحداث القصصية.
  • صعوبة في تعلم لغة أجنبية: يواجهون صعوبات في استيعاب وتعلم لغات أخرى.
  • صعوبة في حل مسائل الرياضيات اللفظية: يظهر صعوبة في فهم وحل المسائل الرياضية ذات الطابع اللفظي.

عندما يظهر أي من هذه العلامات، يُنصح بزيارة الطبيب. يجب أن يتحدث الأهل مع الطبيب إذا كان أداء الشخص في القراءة أقل من المتوقع لعمره. في حال عدم التشخيص والعلاج، يمكن أن تمتد صعوبات القراءة في فترة الطفولة حتى مرحلة البلوغ.

كيف يمكن مساعدة الطفل؟

لتعويد الطلاب على الكتابة الصحيحة، يُفضل اتباع بعض الإرشادات التربوية. يمكن تحقيق ذلك من خلال شرح المفاهيم المطلوبة بصوت عالٍ وتكرار اتجاهات الكتابة. يُنصح أيضاً بتلوين اتجاهات الكتابة بألوان مختلفة لجذب انتباه الطلاب، وإضافة ملاحظات ملصقة على أوراق العمل. 

<strong>كيف يمكن مساعدة الطفل؟</strong>/ shutterstock
كيف يمكن مساعدة الطفل؟/ shutterstock

يمكن استخدام رسومات توضيحية للمساعدة في توضيح الاتجاهات المكتوبة، ويجب إعطاء الطلاب الوقت الكافي لطرح الأسئلة حول اتجاهات الكتابة.

من بين التوصيات، يُنصح بالسماح بحل الاختبار في ورقة بيضاء لتقليل التشتيت، ويمكن استخدام ورقة أخرى لتغطية جزء من الصفحة عند الحل في الورقة نفسها.

فيما يتعلق بالكتابة المعكوسة، يُشير الأخصائيون إلى أهمية متابعة تطور الأطفال في هذا السياق. يُظهر أن الكتابة المعكوسة تكون طبيعية في الأعوام الأولى من تعلم الكتابة، ولكن عندما يستمر الأمر بعد سن الثامنة، يجب أن يكون ذلك موضع قلق. 

في هذه الحالة، يُنصح بالتوجه إلى اختصاصي لتقييم الوضع، سواء كان ذلك في إطار العلاج النفسي الحركي أو اختصاصي النطق واللغة، لتحديد المشكلة والتعامل معها بشكل فعّال.

تحميل المزيد