ربما تعلم بالفعل أن ممارسة الرياضة ضرورية للحفاظ على قوة العضلات، والحفاظ على قوة قلبك، والحفاظ على وزن صحي للجسم، ودرء الأمراض المزمنة مثل مرض السكري، لكن هل كنت تعلم أنّ ممارسة التمارين تزيد الذكاء؟
1- ممارسة التمارين تزيد الذكاء
ويؤكد الدكتور سكوت ماكجينيس، أستاذ علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة هارفارد، أنّ التمارين الرياضية تعمل على تعزيز مهارات الذاكرة والتفكير بشكل مباشر وغير مباشر، وإذ إنها تعمل مباشرة على الجسم عن طريق تحفيز التغيرات الفسيولوجية مثل انخفاض مقاومة الأنسولين والالتهابات، إلى جانب تشجيع إنتاج عوامل النمو – المواد الكيميائية التي تؤثر على نمو الأوعية الدموية الجديدة في الدماغ، وحتى وفرة، والبقاء، والصحة العامة من خلايا المخ الجديدة.
وأضاف ماكجينيس، وفقاً لما ذكره الموقع الرسمي لموقع جامعة هارفارد الأمريكية على الإنترنت: "التمارين الرياضية تعمل مباشرة على الدماغ نفسه، إذ أشارت العديد من الدراسات إلى أن أجزاء الدماغ التي تتحكم في التفكير والذاكرة تكون أكبر حجماً لدى الأشخاص الذين يمارسون الرياضة، مقارنةً بالأشخاص الذين لا يمارسونها".
وتابع: "الأمر الأكثر إثارة هو اكتشاف أن الانخراط في برنامج من التمارين الرياضية المنتظمة ذات الشدة المعتدلة على مدى 6 أشهر أو سنة، يرتبط بزيادة في حجم مناطق مختارة من الدماغ".
2- التمارين تخفف القلق وتساعد على البقاء هادئاً في المواقف الصعبة
في حين كشفت دراسات أجراها جهاز الصحة العسكرية الأمريكي أن الإجهاد المزمن قد يُفقد القادة حماستهم وثقتهم في قراراتهم، ويدفعهم إلى التركيز على أنفسهم بدلاً من الفريق.
وعلى الجانب الإيجابي، وجدت دراسة نشرتها دورية Brain Plasticity العلمية في عام 2017 أن التمارين الهوائية تتمتع بـ"قدرةٍ جوهرية على خفض معدلات القلق"، وذلك أثناء ممارسة التمرين وعلى مدار الساعات التالية.
وأفاد الباحثون بأن ممارسة التمارين تقلل القلق، كما تساعدك في البقاء هادئاً عندما تواجهك المواقف الصعبة.
بينما يؤدي النشاط البدني إلى توسيع أوعيتك الدموية وزيادة تدفق الدماء والأكسجين إلى الدماغ.
دورية Proceedings of the National Academy of Science نشرت دراسة في عام 2011، أكدت أن ممارسة التمارين تزيد حجم الحصين في دماغك، حتى وإن بلغت الستينيات أو السبعينيات من عمرك، مما يخفف آثار فقدان الذاكرة المرتبط بالعمر، وتحمل هذه العملية اسم "تَخلُّق النسيج العصبي الحصيني".
ولا شكّ أنّ زيادة حجم الحصين يزيد معه من قدرتنا على معالجة المعلومات والاحتفاظ بها بصورةٍ طبيعية.
3- ممارسة التمارين تحسّن حالتك المزاجية
وجد باحثون في جامعة فيرمونت، وهي واحدة من أقدم الجامعات الأمريكية، أن التدريبات الهوائية "متوسطة الكثافة"، بسرعة ضربات قلب متوسطة تبلغ نحو 112 نبضة في الدقيقة، يمكنها تحسين الحالة المزاجية للمشاركين لمدة تصل إلى 12 ساعة بعد التمرين.
وكتب الباحثون وفقاً لما ذكرته مجلة Inc. الأمريكية: "تؤدي ممارسة التمارين الهوائية متوسطة الكثافة إلى تحسين حالتك المزاجية بشكلٍ فوري، وقد تستمر تلك التحسينات لمدة تصل إلى 12 ساعة. ويبرهن هذا الأمر على أن التمارين الهوائية المعتدلة تتمتع في حد ذاتها بالقدرة على تخفيف التوترات اليومية، التي تستطيع بدورها تعكير صفو مزاجك".
4- ممارسة التمارين قد تجعلك أكثر سعادة
دراسة أجرتها مجلة دراسات السعادة الأمريكية، التابعة للجمعية الدولية لدراسات جودة الحياة في عام 2018، وجدت أنّ التمارين الرياضية كانت مرتبطة بقوة بالسعادة بالنسبة لمعظم الأشخاص الذين شملتهم الدراسة، ويبلغ عددهم نحو 500 ألف شخص تتراوح أعمارهم من سن المراهقة وحتى كبار السن.
وأضافت الدراسة أنه إذا مارس الأشخاص التمارين لمدة 30 دقيقة على الأقل في معظم الأيام، وهي التوصية الأمريكية والأوروبية القياسية للصحة الجيدة، فإنهم كانوا أكثر عرضة بنسبة 30% لاعتبار أنفسهم سعداء من الأشخاص الذين لم يستوفوا الإرشادات.
5- ممارسة التمارين تعزز نمو خلايا المخ الجديدة
ووفقاً لما ذكرته شبكة CNBC الأمريكية فإن إحدى أهم فوائد التمارين الرياضية هي أنها تعزز تكوين الخلايا العصبية، أو تساعد في ولادة خلايا دماغية جديدة، وهذا ضروري لتحسين الوظيفة الإدراكية.
وأضافت الشبكة أنّ ممارسة التمارين تساعد في تكوين خلايا دماغية جديدة في الحصين، وتحسن صحة ووظيفة المشابك العصبية بين الخلايا العصبية في هذه المنطقة، مما يسمح لخلايا الدماغ بالتواصل بشكل أفضل.
6- ممارسة التمارين تحمي دماغك من الشيخوخة والأمراض العصبية
تخيل أن عقلك عبارة عن عضلة: كلما زاد تمرينك عليه، أصبح أقوى وأكبر.
تشير الدراسات الطولية على البشر، التي نُشرت على مجلة ALZFORUM البحثية في عام 2018 إلى أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تزيد من حجم الحصين وقشرة الفص الجبهي، وكلاهما عرضة للأمراض التنكسية العصبية مثل الخرف ومرض الزهايمر.
وعلى الرغم من أن ممارسة الرياضة لن تمنع أو تعالج التدهور المعرفي الطبيعي الناتج عن الشيخوخة بشكل كامل، فإنّ القيام بها باستمرار يمكن أن يساعد في تقليل أو تأخير ظهوره.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.