لا شكَّ أنّ ارتفاع ضغط الدم يسبب العديد من المشاكل الصحية، وبالتالي فإنّ تناول الأدوية لخفضه أمر لا مفر منه إذا ما أردنا الاعتناء بصحتنا، وفي الوقت ذاته، فإن دراسة حديثة كشفت إمكانية خفض ضغط الدم بسرعة في المنزل من خلال تمارين خاصة.
خفض ضغط الدم بسرعة في المنزل
عندما يتعلق الأمر بخفض ضغط الدم بسرعة في المنزل، فقد أظهرت الدراسات عادةً أن التمارين الهوائية هي الأفضل، لكن الآن، تشير الأبحاث الجديدة إلى أن نوعاً آخر من النشاط البدني يستحق تضمينه كأداة فعالة للوقاية من ارتفاع ضغط الدم وعلاجه في حال صعوده.
وأظهرت دراسة كبيرة نُشرت، يوم الثلاثاء، في المجلة البريطانية للطب الرياضي أن التمارين التي تشغل العضلات دون حركة، مثل القرفصاء على الحائط والألواح الخشبية، قد تكون أفضل لخفض ضغط الدم.
ويُعرف هذا النوع من التدريب باسم التمارين المتساوية أو الثابتة، وفقاً لمركز Mayo Clinic الطبي الأمريكي، إذ تكون العضلات في هذا النوع من التمارين متساوية القياس، وبالتالي فإنها لا تنقبض ولا تتسبب في تحرك المفاصل، الأمر الذي يسهّل من استقرار الجسم.
ويمكن القيام بالتمارين المتساوية من خلال الاستعانة ببعض الأوزان، أو من دونها تماماً فقط من خلال الاعتماد على وزن الجسم.
من جهته قال الطبيب جيمي أودريسكول، وهو مؤلف مشارك في الدراسة ومتخصص في أمراض القلب والأوعية الدموية في كلية علم النفس وعلوم الحياة بجامعة كانتربري كريست تشيرش في إنجلترا: "بشكل عام، يعد التدريب على التمارين المتساوية الأسلوب الأكثر فاعلية في خفض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي".
ويقيس ضغط الدم الانقباضي أقصى ضغط في الشرايين مع انقباض القلب واسترخائه، بينما يشير ضغط الدم الانبساطي إلى ضغط الدم الشرياني عندما يرتاح القلب بين الضربات، وفقاً للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وأضاف وفقاً لما ذكرته شبكة CNN الأمريكية: "إنّ تمارين خفض ضغط الدم القديمة التي تعتمد على التمارين الهوائية أو الجري أو ركوب الدراجات، فعالة ولكنها تستند أيضاً إلى أبحاث قديمة كانت تستبعد بروتوكولات التمرين المعتمدة مؤخراً مثل التدريب عالي الكثافة والتدريب متساوي القياس.
وحسب الدراسة فإن أداء تمارين القرفصاء على الحائط التي يطلق عليها (تمارين متساوية القياس)، هو أكثر فاعلية من أجل تقليل الضغط الانقباضي.
بينما الركض وركوب الدراجات (تمارين هوائية) أكثر فائدة لتقليل الضغط الانبساطي، ولكن "التمرين متساوي القياس" كان الأفضل لخفض كلا عنصري الضغط بشكل عام.
وحسب المبادئ التوجيهية الصادرة عن "منظمة الصحة العالمية" فيجب على الأشخاص ممارسة 150 دقيقة من التمارين "متوسطة الشدة أسبوعياً"، والتي تتضمن جلستين تدريبيتين تعتمدان على القوة.
فيما أكد مؤلفو الدراسة أيضاً على ضرورة إجراء المزيد من البحوث لتحديد السبب الذي يجعل التمارين "متساوية القياس" أفضل لخفض ضغط الدم مقارنة بأنواع التدريب الأخرى.
مخاطر ارتفاع ضغط الدم
يعرَّف ضغط الدم، وفقاً لما ذكره موقع MedlinePlus الطبي الأمريكي، بأنّه قوة الدم التي تضغط على جدران الشرايين، ففي كل مرة ينبض فيها القلب يضخّ الدم إلى الشرايين، وعندما ينبض القلب يرتفع الضغط ليضخَّ الدم ويسمى الضغط الانقباضي، بينما عندما يكون القلب في حالة استرخاء بين النبضات، ينخفض ضغط الدم ويسمّى الضغط الانبساطي.
لذا عند قياس الضغط تكون القراءة عبارة عن رقمين على سبيل المثال 120/80، وهما الضغط الانقباضي والانبساطي.
قد لا يلاحظ أي شخص مصاب بارتفاع ضغط الدم أية أعراض، وغالباً ما يُطلق عليه القاتل الصامت، على الرغم من أنه لم يتم اكتشافه إلا أنه قد يتسبب في تلف نظام القلب والأوعية الدموية والأعضاء الداخلية، مثل الكلى.
عندما يبقى ضغط الدم مرتفعاً دون علاجه، فبمرور الوقت قد يتسبب في ضخ القلب بطريقة أصعب، ما قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.
فيمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم طويل الأجل مضاعفات من خلال تصلُّب الشرايين، حيث يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية. هذا يجعل ارتفاع ضغط الدم أسوأ، حيث سيواجه القلب صعوبة في توصيل الدم للجسم.
كما أنَّ تصلُّب الشرايين المرتبط بارتفاع ضغط الدم يمكن أن يؤدي إلى فشل القلب والنوبات القلبية، وتمدد الأوعية الدموية، وانتفاخ غير طبيعي في جدار الشريان قد يؤدي إلى انفجاره وحدوث نزيف تعقبه الوفاة في بعض الحالات.
كذلك يؤدي تصلُّب الشرايين إلى الفشل الكلوي، والسكتة الدماغية، واعتلال الشبكية، وارتفاع ضغط دم العين، ما قد يصيب بالعمى.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.