ماجيروكوفوبيا هو الخوف الشديد من الطهي. قد يظن البعض أن الأمر مزحة عند السماع به للمرة الأولى، لكن الحقيقة أن المصابين بهذا الاضطراب قد يعانون بشكل حاد ويلجأون إلى الطعام السريع وغير الصحي؛ خوفاً من مبدأ الطهي أو حتى دخول المطبخ!
يمكن أن يأخذ رهاب الخوف من الطهي أشكالاً عديدة. فبعض الناس مثلاً يخافون فقط من الطهي لمجموعات كبيرة، بينما يخاف البعض الآخر من تحضير البيض المخفوق لأنفسهم. وعلى الرغم من شيوعه، فإنه لا يعتبر رهاباً إلا عندما يكون شديداً بما يكفي لكي يتدخل ويؤثر على جودة الحياة اليومية للشخص المصاب.
ما هو رهاب الطهي وأسباب الإصابة به؟
ماجيروكوفوبيا أو فوبيا الطهي (Mageirocophobia) هو أحد أنواع الرهاب المحدد (Specific Phobia)، مما يعني أنه الخوف من موقف معين وحالة محددة.
قد تنجم هذه الحالة عند المصاب بمشاكل الصحة العقلية الأخرى، وضمن ذلك:
- اضطراب الوسواس القهري (OCD)، المعروف بالأفكار الهوسية المُلحة والمتكررة بخصوص شأن معين.
- اضطراب الكمالية وتوقُّع العالم والظروف الخالية من العيوب، والذي عندما لا يتم تحقيقه، يسبب نقداً شديداً للذات واضطرابات نفسية.
- قد ينبع هذا الرهاب أيضاً من الخوف من ارتكاب الأخطاء.
ويمكن أن تؤدي هذه الأخطاء إلى اندلاع كوارث يشعر المصاب بالرهبة الشديدة أو الفوبيا منها:
1- الحرائق: يمكن أن تتسبب المواقد والأفران وأجهزة الميكروويف وغيرها من أدوات المطبخ في نشوب حرائق.
2- التسمم الغذائي: يمكن أن تسبب بعض الأطعمة المرض إذا لم يتم طهيها جيداً.
3- الأطعمة غير الشهية: قد تؤدي الأخطاء البسيطة مثل طهي الطعام لفترة طويلة إلى جعل تناول الطعام غير ممتع أو الإحراج أمام الآخرين.
4- الإصابات: هناك خطر محدود للإصابة عند استخدام الأدوات الحادة.
5- الإجهاد: يستغرق الطهي وقتاً وتركيزاً لإتمامه.
أنواع رهاب ماجيروكوفوبيا وأبرز الأعراض
يخاف معظم الأشخاص الذين يعانون من رهاب الطهي "ماجيروكوفوبيا" من عنصر واحد أو أكثر من خطوات أو نتائج عملية الطهي نفسها. ومع ذلك، إذا كانت الفوبيا شديدة، فقد يجد المصاب أن معظم العناصر أو كلها تنطبق عليه:
1- الخوف من التسبب بالمرض للذات أو للآخرين: يبدو أن هذا هو أكثر أنواع رهاب الطبخ شيوعاً على الإطلاق. صحيح أن هناك عدداً من الأمراض التي تنتقل عن طريق الأغذية. الأشخاص الذين لديهم هذا الخوف يخافون عموماً من التلوث أو التلف أو الطهي غير الكافي.
2- الخوف من تقديم الأطعمة غير الصالحة للأكل: يمكن تقسيم هذا الرهاب إلى عدة عوامل. كثير من الأشخاص يتوترون في خيارات التوابل ولا يثقون بقدراتهم على مزج النكهات أو تحديد أفضل الخيارات لكل طبق.
مخاوف تتعلق بالعرض التقديمي: بعض الأشخاص ينشدون الكمال، وبالتالي قد يقلقون بشأن شكل الطعام عند التقديم، وما إذا كانت الأكواب خالية تماماً من البقع وحتى ما إذا كان مفرش المائدة في المنتصف تماماً. يبدو أن هذا الرهاب يحدث في أغلب الأحيان عند إقامة العزائم في المنزل أو حتى عند الطهي لشريك الحياة.
الخوف من عملية الطهي نفسها: يخشى العديد من الطهاة من جرح أنفسهم أو حرق أنفسهم أو مواجهة صعوبات أخرى في أثناء العملية.
المضاعفات المحتملة
كثير من الناس يتعاملون بنجاح مع رهاب ماجيروكوفوبيا الخفيف إلى المتوسط، وذلك ببساطة عن طريق تجنب العناصر المحددة للطهي التي تجعلهم عصبيين ومتوترين. ومع ذلك، يمكن أن تقيد حالات الرهاب الأكثر شدة، الحياة وتسبب معاناة للفرد.
إذ يمكن أن يؤدي التعايش مع أي رهاب في النهاية إلى مضاعفات تتراوح بين الاكتئاب واضطرابات القلق الأخرى والرهاب الاجتماعي ومشاكل التقدير الذاتي.
إضافة إلى ذلك، يلعب الطعام دوراً عاطفياً مهماً في حياة العديد من الأشخاص، مما يجعله مدمراً بشكل خاص لهؤلاء وقد يصيبهم باضطرابات الأكل.
إضافة إلى ذلك، يشعر كثير من الناس بالقلق بشأن معاناتهم من فوبيا الطهي، خاصة عندما يكون لديهم أطفال. إذ قد يشعرون بمسؤولية إطعام أطفالهم وجبات صحية مطبوخة في المنزل، ويشعرون بالذنب أو القلق عندما لا يحدث ذلك.
العلاج
اعتماداً على شدته، يمكن معالجة ماجيروكوفوبيا أو الخوف من الطهي بعدة طرق. إذا كان رهاباً شديداً أو يحد من فرص الحياة، يمكن أن يساعدك العلاج السلوكي المعرفي على تعلم استبدال المخاوف بالحديث الذاتي الأكثر إيجابية.
كذلك يمكن أن تكون الأدوية مفيدة في السيطرة على الرهاب وتقليل القلق.
وبمجرد أن يتلاشى الرهاب نسبياً، قد يجد الشخص أنّ تعلم وممارسة مهارات المطبخ الجديدة مفيد في تغيير السلوك والمشاعر المصاحبة له.
ومع ذلك، فإن محاولة إجبار أنفسهم على التغلب على الرهاب يمكن أن تزيد الأمر سوءاً، لأن الطهي يتطلب سلماً تعليمياً يستغرق الوقت والصبر. لذا من المهم أن يكون الشخص مستعداً نفسياً للتعامل مع الأخطاء الحتمية قبل المتابعة، وإلا فقد يجعل أعراض الرهاب أسوأ.