لا تساعدك الثقة بالنفس على جذب اهتمام الناس وزيادة فرص النجاح في المجالات المختلفة فحسب، بل أثبتت الدراسات أن الثقة مهمة كذلك للحفاظ على الصحة النفسية، لكن إذا كنت تعاني من مشاكل في هذا الصدد، فكيف يمكن أن تزيد ثقتك بنفسك وفقاً لعلماء النفس؟
طرق لزيادة الثقة بالنفس
لحسن الحظ، هناك عدة طرق يمكنك من خلالها زيادة ثقتك بنفسك، سواء كنت تفتقر إلى الثقة في مجال معين، أو كنت تكافح من أجل الشعور بالثقة حيال أي شيء، يمكن أن تساعدك هذه النصائح التسع على أن تكون أكثر ثقة.
1 – توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين
هل تقارن مظهرك ونمط حياتك بالأشخاص الذين تتابعهم على إنستغرام، أو ربما تقارن راتبك بما يكسبه زملاؤك في العمل. توضح نظرية المقارنة الاجتماعية أن إجراء المقارنات أمر طبيعي. لكن من غير المحتمل أن تساعد في تعزيز ثقتك بنفسك، بل قد يكون لها تأثير معاكس.
وجدت دراسة نُشرت عام 2018 في مجلة Personalality and Individual Differences وجود صلة مباشرة بين الحسد والطريقة التي نشعر بها تجاه أنفسنا.
على وجه التحديد، لاحظ الباحثون أنه عندما يقارن الناس أنفسهم بالآخرين، فإنهم يشعرون بالحسد، وكلما زاد شعورهم بالحسد، قلت الثقة بأنفسهم.
2 – أحط نفسك بأناس إيجابيين
إذا كنت محاطاً بأناس ينتقدونك باستمرار، فمن المرجح أن تنخفض ثقتك بنفسك، لذا من المفيد أن تفكر بطبيعة أصدقائك. إذ يمكن للأشخاص الذين تقضي الوقت معهم التأثير على أفكارك ومواقفك تجاه نفسك، ربما أكثر مما تتوقع.
إذا كنت تشعر بالسوء حيال نفسك بعد الخروج مع أشخاص معينين، فقد يكون الوقت قد حان لتوديعهم .
أحط نفسك بأشخاص يحبونك ويريدون الأفضل لك. وابحث عن الأشخاص الإيجابيين الذين يمكنهم مساعدتك في بناء ثقتك بنفسك.
3 – ممارسات الرعاية الصحية
ترتبط الثقة والشعور بالرضا عن النفس مع ممارسات الرعاية الذاتية، التي تشمل الاهتمام بجسمك وصحتك وحالتك النفسية.
فيما يلي بعض ممارسات الرعاية الذاتية المرتبطة بمستويات أعلى من الثقة بالنفس:
- النظام الغذائي: الأكل الصحي له فوائد عديدة، بما في ذلك مستويات أعلى من الثقة واحترام الذات. عندما تغذي جسمك بأطعمة غنية بالعناصر المغذية، فإنك تشعر بأنك أكثر صحة وقوة ونشاطاً، مما قد يؤدي إلى الشعور بتحسن تجاه نفسك.
- التمرين: تُظهر الدراسات باستمرار أن التمارين البدنية تعزز الثقة بالنفس. على سبيل المثال، وجدت دراسة أُجريت عام 2016 أن النشاط البدني المنتظم ساهم في تحسين شكل أجسام المشاركين، وبالتالي زاد من ثقتهم بأنفسهم.
- التأمل: يعتبر التأمل أكثر من مجرد ممارسة للاسترخاء، إذ يمكن أن يساعد في تعزيز الثقة بالنفس بعدة طرق. أولاً، يساعدك على التعرف على نفسك وقبولها. كذلك يعلّمك التأمل أيضاً أن تتوقف عن الحديث السلبي عن النفس.
- النوم: التقليل من النوم يمكن أن يؤثر سلباً على عواطفك. على العكس من ذلك، تم ربط النوم الجيد بسمات الشخصية الإيجابية، بما في ذلك التفاؤل واحترام الذات.
4 – كن لطيفاً مع نفسك
يتضمن التعاطف مع الذات معاملة نفسك بلطف عندما ترتكب خطأً أو تفشل أو تتعرض لانتكاسة. يتيح لك أن تصبح أكثر مرونة من الناحية العاطفية ويساعدك على التعامل بشكل أفضل مع المشاعر الصعبة، كما يعزز اتصالك بنفسك وبالآخرين.
تربط دراسة أُجريت عام 2015 بين التعاطف الذاتي والثقة بالنفس. لذلك في المرة القادمة التي تواجه فيها موقفاً مليئاً بالتحديات، أدرك أن عدم الكمال أو التقصير في بعض الأحيان هو جزء من كونك إنساناً.
5 – مارس الحديث الذاتي الإيجابي
الحديث السلبي مع النفس يمكن أن يحدّ من قدراتك، ويقلل من ثقتك بنفسك من خلال إقناع عقلك الباطن بأنه "لا يمكنك التعامل مع" شيء ما، أو أنه "صعب للغاية"، وأنه "لا يجب عليك حتى المحاولة". من ناحية أخرى يمكن للحديث الذاتي المتفائل أن يعزز التعاطف مع الذات، ويساعدك في التغلب على الشك بالنفس ومواجهة تحديات جديدة.
فيما يلي بعض الأمثلة على طرق تحدي الحديث الذاتي المتشائم وإعادة صياغة أفكارك إلى طريقة تفكير أكثر إيجابية، والتي تسهم بالتالي في زيادة ثقتك بنفسك:
- حوّل "لا أستطيع التعامل مع هذا" أو "هذا مستحيل" إلى "يمكنني القيام بذلك" أو "كل ما عليّ فعله هو المحاولة".
- حوّل "لا يمكنني فعل أي شيء بشكل صحيح" إلى "يمكنني القيام بعمل أفضل في المرة القادمة" أو "على الأقل تعلمت شيئاً".
- حوّل "أنا أكره التحدث أمام الجمهور" إلى "أنا لا أحب التحدث أمام الجمهور" و"كل شخص لديه نقاط قوة ونقاط ضعف".
6 – واجه مخاوفك
توقف عن تأجيل الأمور حتى تشعرك بمزيد من الثقة بالنفس – مثل خوض تحدي جديد أو التقدم بطلب للحصول على ترقية. واحدة من أفضل الطرق لبناء ثقتك بنفسك في هذه المواقف هي مواجهة مخاوفك وجهاً لوجه .
تدرّب على مواجهة بعض مخاوفك التي تنبع من قلة الثقة بالنفس. إذا كنت تخشى أن تحرج نفسك أو تعتقد أنك ستفشل، فحاول بكل الأحوال. يمكن أن يساعد القليل من الشك الذاتي في تحسين الأداء. أخبر نفسك أنها مجرد تجربة، وانظر ماذا سيحدث.
7 – افعل الأشياء التي تجيدها
ماذا يحدث عندما تفعل أشياء تجيدها؟ تبدأ ثقتك بنفسك في الارتفاع. تصبح نقاط قوتك أقوى، مما يساعد في تحسين إيمانك بنفسك. إن اتباع هذا النهج له فائدة أخرى أيضاً: يمكن أن يزيد من مدى رضاك عن حياتك.
وجدت إحدى الدراسات أن الإيمان بقدرتك على البناء على نقاط قوتك الشخصية مرتبط بشكل معتدل بمستويات الرضا عن الحياة. يبدأ هذا بتحديد نقاط القوة تلك، ثم العمل على تقويتهم من خلال التعامل معهم بانتظام.
إذا كنت جيداً في رياضة معينة، على سبيل المثال، اجعلها نقطة للتدريب أو اللعب مرة واحدة على الأقل في الأسبوع. إذا كنت جيداً في مهمة معينة في العمل، فحاول القيام بهذه المهمة في كثير من الأحيان.
8 – متى تقول لا
في حين أن القيام بالأشياء التي تجيدها يمكن أن يمنح ثقتك بنفسك دفعة قوية، فمن المهم بنفس القدر التعرف على المواقف التي يمكن أن تتسبب في تدهور ثقتك بنفسك. ربما تجد أنه في كل مرة تشارك فيها في نشاط معين، تشعر بالسوء تجاه نفسك، بدلاً من الشعور بالتحسن.
إن رفض الأنشطة التي تميل إلى تقويض ثقتك بنفسك أمر جيد. بالتأكيد، لا تريد تجنب فعل أي شيء يجعلك تشعر بعدم الارتياح لأن الانزعاج غالباً ما يكون جزءاً من عملية النمو الشخصي. في الوقت نفسه ، لكن لا حرج في معرفة حدودك والالتزام بها.
يتيح لك وضع الحدود الاجتماعية والعاطفية الشعور بالأمان النفسي. يمكن أن يساعدك أيضاً على الشعور بمزيد من التحكم.
9 – ضع أهدافاً واقعية
لتحديد أهداف واقعية، اكتب ما تريد تحقيقه. بعد ذلك، اسأل نفسك ما هي فرصتك في تحقيق ذلك. (كن صادقاً!) إذا كانت احتماليات تحقيق الهدف ضئيلة، فقد يكون الهدف غير واقعي بعض الشيء. حاول مرة أخرى لتكون أهدافك أكثر واقعية وأكثر قابلية للتحقيق.