ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بقصة سيدة بريطانية أصيبت بحالة نادرة تسمى التهاب اللفافة الناخر أو بمعنى آخر "البكتيريا الآكلة للحوم البشر". من حسن حظ السيدة أنها استطاعت النجاة من هذا المرض الخطير على عكس لاعب كرة قدم لقي حتفه العام الماضي بعد إصابته بنفس الحالة، فما هي وما أسبابها وكيف من الممكن أن تعالج؟
ما هي البكتيريا الآكلة للحوم البشر (التهاب اللفافة الناخر)؟
البكتيريا الآكلة للحوم (التهاب اللفافة الناخر) هي عدوى نادرة تصيب الجلد والأنسجة الموجودة تحته، ويمكن أن تكون مميتة إذا لم يتم علاجها بسرعة.
ينتشر التهاب اللفافة الناخر بسرعة وبقوة إن أصاب الإنسان، ويسبب موت الأنسجة في موقع الإصابة في بادئ الأمر ثم يبدأ بالانتشار في بقية الجسد.
في كل عام، يتم تشخيص ما بين 600 و700 حالة بهذا الالتهاب في الولايات المتحدة فقط، وفقاً لما ورد في موقع webmd، ويسبب الوفاة لحوالي 25% إلى 30% من تلك الحالات، ونادراً ما يصيب الأطفال.
أسباب التهاب اللفافة الناخر
عادة ما يحدث التهاب اللفافة الناخر بسبب بكتيريا المجموعة A العقدية (GAS). هذا هو نفس نوع البكتيريا التي تسبب التهاب الحلق. ولكن، تم أيضاً ربط عدة أنواع من البكتيريا، مثل المكورات العنقودية وغيرها، بالمرض.
يحدث التهاب اللفافة الناخر عندما تصيب هذه الأنواع من البكتيريا اللفافة السطحية، وهي طبقة من النسيج الضام تحت الجلد مباشرة.
انتقال البكتيريا آكلة اللحم
يمكن للبكتيريا المسببة لالتهاب اللفافة الناخر أن تدخل الجسم من خلال:
- الجروح.
- الإصابات.
- الحروق.
- لدغ الحشرات
في بعض الحالات، من غير المعروف كيف تبدأ العدوى. لكن بمجرد أن تنتشر تدمر بسرعة العضلات والجلد والأنسجة الدهنية. وقد تتسبب الإصابة بهذا الالتهاب بضعف الجهاز المناعي كذلك.
من الممكن أن تكون احتماليات الإصابة بهذا المرض مرتفعة لدى:
- مدمني الكحول.
- مرضى السرطان
- الذين أصيبوا بجدري الماء في الطفولة.
- المصابين بالتليف الكبدي.
- المصابين بالسكري.
- المصابين بأمراض القلب.
- مرضى الكلى.
- المصابين بأمراض الرئة، بما في ذلك السل.
- المصابين بأمراض الأوعية الدموية الطرفية.
- مستخدمي الستيرويد.
- مستخدمي الأدوية التي تؤخذ عن طريق الحقن أو الأدوية الوريدية.
أعراض البكتيريا آكلة اللحم
تظهر الأعراض المبكرة للعدوى ببكتيريا آكلة اللحم عادةً خلال الـ24 ساعة الأولى من الإصابة. تتشابه الأعراض مع حالات أخرى مثل الإنفلونزا أو العدوى الجلدية الأقل خطورة. كذلك تتشابه الأعراض المبكرة أيضاً مع الشكاوى الشائعة بعد الجراحة، مثل:
غالباً ما تتضمن الأعراض مزيجاً مما يلي:
- زيادة الألم في المنطقة المحيطة بجرح طفيف أو خدش أو أي فتحة جلدية أخرى.
- ألم أسوأ مما هو متوقع من ظهور الجروح.
- احمرار وسخونة حول الجرح.
- أعراض تشبه الإنفلونزا مثل الإسهال والغثيان والحمى والدوخة والضعف والشعور بالضيق العام.
- العطش الشديد بسبب الجفاف.
تحدث أعراض أكثر تقدماً حول موقع الإصابة المؤلم في غضون 3 إلى 4 أيام من الإصابة. تشمل:
- تورماً، ربما مصحوباً بطفح جلدي أرجواني.
- علامات كبيرة بنفسجية اللون تتحول إلى بثور مملوءة بسائل داكن كريه الرائحة.
- يحدث تلون وتقشير وهشاشة مع موت الأنسجة (الغرغرينا).
تشمل الأعراض الحرجة، التي تحدث غالباً في غضون 4 إلى 5 أيام من الإصابة، ما يلي:
- انخفاضاً حاداً في ضغط الدم.
- صدمة سامة.
- فقدان الوعي.
تشخيص التهاب اللفافة الناخر
تؤثر البكتيريا آكلة اللحم (التهاب اللفافة الناخر) على الجسم بسرعة، مما يجعل التشخيص المبكر مهماً للبقاء على قيد الحياة.
سيقوم الطبيب بفحص المريض ومراجعة الأعراض. وبما أن الإصابة ببكتيريا آكلة اللحم تعتبر حالة طبية طارئة، سيقوم الطبيب بتحويل المريض إلى المشفى على الفور في حال اشتبه بإصابته بها.
تشمل اختبارات تشخيص البكتيريا آكلة اللحم (التهاب اللفافة الناخر) ما يلي:
تحاليل الدم. الأشخاص المصابون بالمرض لديهم مستويات عالية من خلايا الدم البيضاء.
خزعة الأنسجة. قد يحتاج المريض إلى جراحة استكشافية لإزالة بعض الأنسجة من المنطقة المصابة. ويتم إرسال الأنسجة إلى المختبر لتحديد البكتيريا المعينة التي تسبب العدوى.
فحص التصوير المقطعي المحوسب. يمكن أن يُظهر الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب مكان تجمع السوائل والقيح في الجسم. كما يظهر وجود فقاعات غازية تحت الجلد؛ مما يساعد على تأكيد التشخيص.
يجب اختبار أفراد الأسرة وغيرهم ممن كانوا على اتصال وثيق بشخص مصاب بالتهاب اللفافة الناخر؛ بحثاً عن المرض إذا ظهرت عليهم أعراض العدوى.
علاج البكتيريا آكلة اللحم
يخضع المرضى المصابون بالبكتيريا آكلة اللحم لأنواع عديدة من العلاج. يعتمد نوع العلاج على مرحلة المرض عند بدء العلاج. ويشمل:
- العلاج بالمضادات الحيوية عن طريق الوريد.
- عملية جراحية لإزالة الأنسجة التالفة أو الميتة من أجل وقف انتشار العدوى.
- أدوية لرفع ضغط الدم.
- بتر الأطراف المصابة في بعض الحالات.
- قد يُوصى بالعلاج بالأوكسجين عالي الضغط للحفاظ على الأنسجة السليمة.
- أجهزة مراقبة القلب وأجهزة التنفس.
- عمليات نقل الدم.
- الغلوبولين المناعي في الوريد. الذي يدعم قدرة الجسم على مكافحة العدوى.
مضاعفات المرض
المضاعفات الخطيرة شائعة وقد تشمل:
الوقاية من البكتيريا آكلة لحوم البشر
يعد غسل يديك بالماء والصابون أو باستخدام معقم اليدين الكحولي من أفضل الخطوات التي يمكنك اتخاذها لمنع البكتيريا التي تتغذى على اللحم والتهابات الجلد الأخرى.
يمكنك أيضاً منع التهابات الجلد باتباع الخطوات التالية:
- قم دائماً بتنظيف الجروح بالماء والصابون.
- بعد التنظيف، قم بتغطية الجرح الناز أو المفتوح بضمادة نظيفة وجافة.
- احصل على علاج من قبل طبيب إذا كان لديك جرح خطير أو عميق، مثل ثقب أو طلق ناري.
- لا تذهب للسباحة أو تستخدم حوض الاستحمام الساخن إذا كان لديك جرح مفتوح أو عدوى جلدية.
لا يوجد لقاح متاح للوقاية من عدوى بكتيريا أكل اللحم.