يسبّب النوم المفاجئ والطويل.. ما هو مرض “النوم القهري”، وما أسبابه وطرق التخلص منه؟

تم النشر: 2023/06/06 الساعة 14:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/06/06 الساعة 14:47 بتوقيت غرينتش
النوم القهري /

إذا كنت تنام فترات طويلةٍ في النهار أو بعد تناولك الأكل، أو تنام فجأةً بعد الاستماع إلى شخصٍ يحدثك، فالغالب أنك قد تكون مصاباً بمرض النوم القهري، وهو حالة نادرة مزمنة للدماغ تسبب النوم المفاجئ في أوقات غير مناسبة، ويطلق على هذا النوع من الاضطراب اسم: الخدار، أو داء التغفيق، وحتى اللحظة لم يجد العلماء والباحثون سبباً مباشراً للإصابة بهذا المرض.

ما هو مرض النوم القهري؟

النوم القهري هو أحد اضطرابات النوم المزمنة التي تحدث نتيجة وجود خلل في المخ، يتميز بالنعاس الشديد المفاجئ، والذي يحدث في الليل ومنتصف النهار وأثناء القيام بأي أنشطة، بحيث يصبح الشخص المصاب غير قادر على مقاومة الرغبة الملحة في النوم ومكافحة النعاس، ويصاحب تلك الحالة عدد من الاضطرابات الأخرى التي تصيب الجسم.

النوم القهري
مرض النوم القهري / shutterstock

ولا يرتبط مرض النوم القهري بمرحلة عمرية محددة، إذ يصيب أي شخص، لكنه يظهر بصورة أكبر في مرحلة الشباب، ولهذا المرض مخاطر كبيرة على الصحة في حال لم يتم علاجه.

وعادة ما تبدأ الأعراض عند المرضى ما بين سن 10 و20 سنة، وأهم أعراضه هي الإفراط في النوم خلال النهار.

ما أعراض النوم القهري؟

بحسب webteb، بسبب عدم فهم المرض وتشخيصه، قد يتعايش المريض معه لسنوات طويلة دون أن يدري بحالته، لذلك لا بد من معرفة أعراض المرض من أجل علاجها في حال ظهورها:

الشعور بالنعاس في فترة النهار

يحدث هذا العارض عند المصابين بمرض النوم القهري، حتى وإن كان الشخص ينام بشكل كافِ في الليل، إذ تأتيه نوبات مفاجئة من النعاس، وفي أوقات غير مناسبة، مثلاً أثناء وجوده في العمل أو المدرسة أو حتى وقت قيادة السيارة.

التوتر العضلي

في الغالب يعاني الشخص المصاب بالنوم القهري بالتوتر العضلي المفاجئ، وتيبس عضلات مختلفة ومتفرقة في الجسم بشكل مفاجئ، بحيث يفقد الشخص المصاب قدرته على الحركة أو الكلام.

عدم التحكم في المشاعر

من الأعراض البارزة للمصابين بهذا المرض، عدم قدرتهم على التحكم في المشاعر، وقد ينخرطون في نوبات من الضحك أو البكاء الهستيري بشكل مفاجئ دون سبب واضح، مع صعوبة التحكم في الوضع.

النوم القهري
أعراض النوم القهري /shutterstock

هلوسة ما قبل النوم

يحدث هذا نتيجة شدة الحاجة للنوم، فيمكن أن يتحدث الشخص بكلام غير مفهوم ونبرة صوت منخفضة؛ لأنه يريد أن ينام بشدة.

اضطراب النوم

بالرغم من شعور مريض النوم القهري بالنعاس نهاراً، فإن نومه عادةً ما يكون متقطعاً ومضطرباً ليلاً.

النوم المفاجئ

وهو أبرز أعراض هذا المرض، حيث ينام المريض فعلياً لمدة لحظات أو ساعات، ومن دون سابق إنذار.

ما أسباب النوم القهري؟

وفقاً لموقع elconsolto، يؤثر النوم القهري على كل من الذكور والإناث، ويتطور مع التقدم في السن، وكما سبق ذكره تظهر الأعراض عادة لأول مرة من سن 10 سنوات حتى 20، وقد تبقى هذه الأعراض غير مكشوفة لكونها تتطور تدريجياً، لكن ما سبب هذا المرض النادر؟

حتى اللحظة، لم يكتشف الأطباء سبباً مباشراً للمرض، الذي صنّف من الأمراض المزمنة التي تصيب الجهاز العصبي، ويفسّر هؤلاء المرض بسبب عدة عوامل تتفاعل لتؤدي إلى حدوث خلل في الأعصاب.

إذ يعتقد بعض الأطباء أن النوم القهري يحدث بسبب نقص في إنتاج مادة الهيبوكريتين (Hypocretin)، وهي مادة تعمل على تنظيم دورة النوم، بالإضافة إلى مادة الأوكسين (Auxin)، هي مادة تحفز اليقظة عند الإنسان.

النوم القهري
لا يوجد سبب مباشر لمرض النوم القهري /shutterstock

كما قد تلعب العوامل الوراثية دوراً في هذا الأمر، حيث إن هناك بعض الجينات التي تتحكم في إنتاج المواد الكيميائية المسؤولة عن نوم الإنسان، وأي خلل في هذه الجينات يؤثر على النوم.

كما تبين أن وجود بعض التشوهات في أجزاء مختلفة من الدماغ يؤدي إلى حدوث اضطرابات في النوم.

توجد أسباب أخرى تؤدي إلى الشعور بالنعاس، لكنها غير مرتبطة بمرض النوم القهري، مثل:

الإصابة بداء المثقبيات الإفريقي البشري، وهو داء تسببه لدغة ذبابة تسي تسي المنتشرة في القارة الإفريقية، والتي تجعل المصاب به يفقد السيطرة على نفسه ليستغرق في نوم عميق بأوقات مختلفة.

التعرض للتعب والإجهاد وعدم أخذ القسط المناسب من النوم إلى أن يصاب الشخص بالنعاس.

علاج النوم القهري

لا يوجد حالياً أي علاج مُعتمد للنوم القهري، ولكن يمكن التخفيف من الأعراض إلى حد يسمح باستئناف الحياة الطبيعية لدى كثير من المرضى، مثل: 

  • تناول بعض العقاقير الطبية المنبهة: والتي يوصي بها الطبيب المعالج لتقليل الشعور بالنعاس وتنظيم النوم بصورة أفضل.
  • النوم لفترات قصيرة في النهار: وذلك في حالة الشعور بالنعاس لتجنب النوم المفاجئ الذي يشكل خطورة على المصاب.
  • تناول بعض مضادات الاكتئاب: حيث تقلل من الهلوسة التي تحدث بسبب هذا المرض، وتُعالج توقف الحركة الذي يصيب المريض في حالة شعوره بالنعاس، والطبيب هو من يحدد الأدوية المناسبة في هذه الحالة.
ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

تحميل المزيد