تعد عشبة الشيبة (Wormwood) من الأعشاب العطرية المعمرة، التي تنمو حتى ارتفاع 1.5 متر، والتي تتميز برائحتها المميزة ونكهتها العشبية، وفوائدها الصحية المحتملة؛ إذ تتميّز الشيبة أيضاً بسيقان مخملية بيضاء أو فضية مخضرة، وأوراق صفراء وخضراء وزهور منتفخة ذات لون أصفر فاتح أو شاحب، وطيلة مئات السنين تم استخدام جميع أجزاء النبات في الممارسات الطبية التقليدية، كما تُستخدم أوراق هذا النوع من النبات عادةً في تصنيع الأدوية.
وفي حين أن موطنه الأصلي في أوروبا، فإنه ينمو بسهولة عبر مناخات مختلفة، بما في ذلك أجزاء من آسيا وإفريقيا والعالم العربي، وحتى في أمريكا الجنوبية والولايات المتحدة.
اقرأ أيضاً
فوائد عشبة الشيبة
مع أنّ الأدلة والإثباتات محدودة فيما يتعلق بفوائد الشيبة لعلاج أو الوقاية من الأمراض؛ لكن مع ذلك، هناك بعض الأبحاث التي توضح تأثير نبات الشيبة على جسم الإنسان، وبعض فوائده، وفقاً لـ healthline، ولعلّ أبرزها ما يلي:
تكافح الألم والالتهابات
من خلال مادة الأرتيميسينين، وهي مركب موجود في نبتة الشيبة، والتي يعتقد أن لها تأثيرات قوية مضادة للالتهابات، فإنّ نبات الشيبة يعدّ من بين الأعشاب الفعالة في حالة حدوث التهابات في الجسم أو آلام حادة ناتجة عنه؛ إذ تشير الأبحاث إلى أنّ مادة الأرتيميسينين التي يحتويها هذا النبات تقوم بتلطيف عمل البروتينات المسماة السيتوكينات التي تساعد في تحريض الالتهاب.
تحارب الطفيليات
ينبع اسم Wormwood من استخدامه التاريخي في علاج الطفيليات، بما في ذلك الديدان الطفيلية مثل الديدان الدبوسية والديدان الأسطوانية والديدان الشريطية التي تسبب مرضاً حاداً في الجهاز الهضمي.
ويعتقد الباحثون أنّ مستخلص الشيبة قد يساعد في دعم الأدوية المضادة للطفيليات في أجزاء من الجسم؛ حيث تنتشر الديدان الشريطية والديدان الأسطوانية والديدان الدبوسية.
مع ذلك، لا يمكن تفسير نتائج الدراسات على الحيوانات على أن لها نفس القيمة لدى البشر.
تحارب البكتيريا والفطريات
علاوةً على محاربة الطفيليات، فإنّ لنبات الشيبة القدرة على محاربة البكتيريا والفطريات؛ إذ يُعتقد أن المركبات المختلفة مسؤولة عن هذه التأثيرات، بما في ذلك المواد الكيميائية التي تسمى التربينات، والتي تعطي نباتات معينة رائحتها العطرية.
أظهرت الشيبة نشاطاً ضد المكورات العنقودية الذهبية، وهي بكتيريا تعد من الأسباب الرئيسية لالتهابات الجلد والأنسجة الرخوة. يتضمن ذلك شكلاً خطيراً يُسمى المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين.
تساعد في الهضم السليم
وفقاً لموقع webteb، تُستخدم الشيبة منذ فترة طويلة لعلاج عسر الهضم وانتفاخ البطن والتهاب المعدة وأعراض مرض المرارة، إذ يُعتقد أن التربينات الموجودة في الشيبة تحفز اللعاب ومخاط المعدة والإفرازات المعوية التي يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض الجهاز الهضمي.
في الوقت نفسه، قد تساعد في تقليل أحماض المعدة التي تُسهم في القرحة الهضمية والارتجاع الحمضي، كما أن عشبة الشيبة تزيد من إفراز الصفراء من المرارة، مما قد يساعد في تحسين الهضم، وتخفيف الإمساك.
تقي من الخلايا السرطانية
أثبتت إحدى الدراسات قدرة هذه العشبة على محاربة الخلايا السرطانية الموجودة في جسم الإنسان والغنية بعنصر الحديد، وذلك من خلال استخدام الطريقة المشابهة التي تم استخدامها في القضاء على الطفيليات.
تقي من أضرار الجذور الحرة
أثبتت دراسة احتواء الشيبة على مركبات الكامازولين (Chamazulene) المعروفة بخصائصها المضادة للأكسدة، والموجودة بتركيز أكبر في الزيوت الأساسية لنبات الشيبة.
يساعد الكامازولين على الوقاية من الإجهاد التأكسدي المرتبط بتطور العديد من الأمراض، مثل: السرطان، وأمراض القلب، والزهايمر.
اقرأ أيضاً
أضرار نبتة الشيبة
على الرغم من الفوائد الصحية المرتبطة بهذه العشبة، فإن هناك بعض الآثار الجانبية والأضرار المحتملة، أهمها:
أثناء الحمل: قد تسبب عشبة الشيبة الإجهاض.
نوبات الصرع والاضطراب: تحتوي عشبة الشيبة على مادة الثوجون (وهي مادة كيميائية معروفة بأنها تسبب النوبات)، قد تقلل الشيبة أيضاً من فاعلية بعض الأدوية المضادة للتشنج.
أمراض القلب: إذا كنت تتناول الوارفارين warfarin لصحة القلب، فقد تتسبب عشبة الشيبة في حدوث نزيف في الأمعاء.
أمراض الكلى: نبتة الشيبة مادة سامة للكلى، وقد تؤدي للفشل الكلوي.
الأرق.
الغثيان.
الإرهاق.
طريقة استخدام عشبة الشيبة
تتعدد طرق استخدام عشبة الشيبة، ومن أهم هذه الطرق، صنع شاي نبتة الشيبة الذي يتكون من:
ملعقة صغيرة من عشبة الشيبة.
كوب من الماء الساخن.
أما طريقة تحضيره، فيتمُّ نقع عشبة الشيبة في الماء الساخن لعدة دقائق، ولأن نبتة الشيبة شديدة المرارة. يمكن تحلية الشاي ببعض السكر.
كما يمكن خلط الشاي مع أعشاب أخرى، مثل النعناع والينسون للحد من مرارته، ولا ينبغي أن تستهلك الشاي كدواء لفترات زمنية أطول من ثلاثة إلى أربعة أسابيع.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.