تُعد عشبة القرض أو الأكاسيا، من الأعشاب التي تمتلك فوائد طبية لعلاج العديد من الأمراض المختلفة، كما أنها قد تدخل ضمن مكونات بعض الأدوية لعلاج بعض الحالات الصحية أيضاً.
وتنمو هذه العشبة متوسطة الحجم في المناطق الجافة بإفريقيا وأستراليا والهند، وتُعرف باسم شجرة السنط أيضاً، وتمتلك هذه العشبة تاريخاً طويلاً في الحضارات القديمة بالأخص عند قدماء المصريين والقبائل الأصلية في أستراليا؛ إذ استخدمت هذه الممالك والقبائل عشبة القرض بطرق متنوعة، من صنع الحلويات إلى علاج البواسير.
في القرن الثامن عشر الميلادي أطلق العالم السويدي كارل لينيوس على أول نوع من عشبة القرض تم اكتشافه على الإطلاق اسم Acacia nilotica، ومنذ ذلك الحين ، تمت إضافة ما يقرب من 1000 نوع إلى جنس الأكاسيا.
ما هي عشبة القرض؟
عشبة القرض (Acacia nilotica) هي شجرة شوكيّة ذات أزهار صفراء اللون وثمار كثمار الخروب ولحاء مشقق ننتج عنه مادة صمغية، وهي تنتمي إلى العائلة البقولية (Fabaceae).
تساعد عشبة القرض على علاج عدة مشاكل صحية، كما أنّ كل شيءِ منها مفيد؛ إذ يتم استخدام كل من: اللحاء، والجذور، والأوراق، والصمغ، للأغراض العلاجية؛ وذلك لاحتوائها على مكونات فعالة وذات أهمية لعلاج الأمراض.
ما فوائد عشبة القرض؟
أثبتت بعض الأبحاث العلمية عدداً من الآثار العلاجية المحتملة لعشبة القرض، أهمها ما يلي:
تسهم في علاج مرض السكري
وفقاً لـ webteb، أشارت بعض الأبحاث العلمية التي أُجريت على الجرذان المصابة بداء السكري أنها تساهم في خفض نسبة الجلوكوز في الدم بشكل ملحوظ.
تُخفف الآلام والتهيّج وتسهم في علاج التهاب اللثة
صمغ الأكاسيا له ملمس لزج بشكل طبيعي. غالباً ما تستخدم المواد ذات هذه الخاصية لتقليل التهيج والالتهاب، كما وجد أن استخدام جل يحتوي على صمغ العشبة بعد تنظيف الأسنان بالفرشاة لمدة 6 أسابيع يمكن أن يقلل من شدة التهاب اللثة، كما أن مضغ علكة الصمغ يساعد في التخفيف من جير الأسنان.
تساعد في التئام الجروح
غالباً ما تستخدم عشبة الأكاسيا في العلاجات الموضعية للمساعدة في التئام الجروح؛ إذ يعتقد الأطباء والعلماء والباحثون أن هذا التأثير قد يكون بسبب بعض مواده الكيمائية؛ مثل القلويات والجليكوسيدات والفلافونويد.
في إحدى الدراسات، تم اختبار نوع من الأكاسيا يُعرف باسم أكاسيا قيسيا على الفئران كجزء من علاج الجرح الموضعي. أدى إلى التئام الجروح بشكل أسرع من العلاج القياسي، كما افترضت دراسة أخرى على الحيوانات أن الأكاسيا قد تساعد أيضاً في التئام القرحة.
مصدر جيد للألياف
يحتوي صمغ عشبة القرض على ألياف غذائية قابلة للذوبان في الماء، هذه الألياف ليست جيدة فقط لنظامك الغذائي ولكنها تساعد أيضاً في الحفاظ على الكوليسترول تحت السيطرة.
تقلّل من دهون الجسم ويخفض الوزن
لدى صمغ عشبة القرض القدرة على الحفاظ على الوزن الصحي لمستخدمه؛ إذ يعمل على تقليل دهون الجسم بشكل عام، ففي دراسة شملت 120 امرأة، تناولت 60 امرأة 30 جراماً يومياً من صمغ الأكاسيا لمدة ستة أسابيع، بينما تناولت 60 امرأة أخرى علاجاً وهمياً يحتوي على جرام واحد فقط من البكتين.
أظهرت النتائج أن النساء اللواتي تناولن صمغ الأكاسيا قللن من الوزن، كما تم تخفيض نسبة الدهون في الجسم بنسبة تزيد على 2%.
تسهم في علاج أمراض الجهاز الهضمي
أظهرت النتائج المخبرية أن للعشبة دوراً في الوقاية من قرحة المعدة، كما أنها تعمل كطارد للديدان عن طريق تثبيط تفقيس البيض وتطور اليرقات، كما وُجد أنها ذات فعالية في علاج الإسهال.
مضاد فعال للأكسدة والالتهابات
من إحدى فوائد عشبة القرض أنها من الممكن أن تعمل كمضاد للأكسدة والميكروبات والالتهابات أيضاً في بعض الحالات الأخرى.
ومن الجدير بالذكر أننا بحاجة لمزيد من الدراسات التجريبية للتحقق من الآثار العلاجية لعشبة القرض، والمواد الكيميائية المسؤولة عن فعاليتها.
تساعد في التخفيف من أعراض الزهايمر
أظهرت إحدى الدراسات أن هذه العشبة قد تعمل على تثبيط إنزيم أستيل كولين استريز (Acetylcholinesterase)، وبالتالي المساهمة في تعزيز الذاكرة، وهي من فوائد عشبة القرض المميزة.
الآثار الجانبية المحتملة
وفقاً لـ healthline، تحتوي بعض أنواع عشبة الأكاسيا على مواد كيميائية سامة يمكن أن تسبب تساقط الشعر وتؤثر على قدرة الجهاز الهضمي على امتصاص العناصر الغذائية وتعيق النمو.
لذا ننصحك ألا تستهلك أي نوعٍ من أنواع عشبة الأكاسيا التي لست معتاداً عليها، كما ننصحك دائماً باستشارة طبيبك أو خبير قبل تناول عشبة القرض وذلك تفادياً لآثارها الجانبية.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.