نزلات البرد هي عدوى تصيب الأنف والجيوب الأنفية والحلق والقصبة الهوائية. وهي تنتشر بسهولة وسرعة قياسية، خاصة داخل المنازل بين أفراد الأسرة الواحدة، وفي الفصول الدراسية وأماكن العمل المغلقة. كما أنها تنتشر بشكل مستمر على مدار العام تقريباً.
وبحسب الأبحاث الطبية الحديثة، فإن هناك أكثر من 200 فيروس مختلف يمكن أن يسبب نزلات البرد. وعلى الرغم من أنه لا يوجد علاج لنزلات البرد، باعتبار أنه يزول عادة في غضون ما يتراوح بين أسبوع و10 أيام، فإن هناك خطوات يمكنها تخفيف حدة الأعراض.
ولأن شهر رمضان مرتبط بصيام المسلمين الأصحاء حول العالم عن الطعام والشراب، فقد يقرر البعض استكمال صيامه رغم معاناته من المرض. في هذا التقرير نستعرض خطوات ونصائح عملية يمكنها التخفيف من الأعراض دون الحاجة إلى الإفطار في رمضان.
نزلات البرد الشائعة
البرد هو مرض مُعدٍ في الجهاز التنفسي العلوي يصيب الأنف والحلق والجيوب الأنفية والقصبة الهوائية. ويُعد أكثر أنواع فيروسات البرد شيوعاً هو فيروس الأنف.
نحن نطلق على نزلات البرد "البرد الشائع"، لأنه كما يوحي اسمه، منتشر على نطاق واسع. إذ من المحتمل أن تصاب بنزلات البرد في حياتك أكثر من أي مرض آخر.
ويصاب البالغون ما بين مرتين وثلاث بنزلات البرد سنوياً، بينما يصاب الأطفال الصغار بنزلات البرد من أربع مرات إلى أكثر في العام الواحد.
تظهر أعراض نزلات البرد عادةً على مراحل. تشمل المراحل نزلات البرد الشائع المبكرة والنشطة والمتأخرة.
أعراض نزلات البرد في الأيام الـ3 الأولى
في غضون يوم إلى ثلاثة أيام من الإصابة بفيروس البرد، قد تلاحظ دغدغة في حلقك وشعوراً بالحُرقة أو الالتهاب. وتشمل أعراض البرد الشائعة الأخرى التي قد تواجهها خلال هذه المرحلة المبكرة بحسب منظمة الصحة الوطنية في بريطانيا (NHS):
- العطس.
- سيلان الأنف.
- انسداد الأنف (الاحتقان).
- السعال.
- البحة في الصوت.
أعراض اليوم الـ4 إلى الـ7 من نزلة البرد
عادةً ما تتفاقم الأعراض أو تصل إلى ذروتها خلال هذه المرحلة. إضافة إلى الأعراض في المرحلة الأولى، قد تواجه أيضاً: آلاماً بالجسم، وصداعاً، وسيلاناً بالأنف، وتعباً عاماً، وحُمى.
أعراض اليوم الـ8 إلى الـ10 من نزلة البرد
عادةً ما تبدأ نزلات البرد في التراجع خلال هذه المرحلة، لكن يمكن أن تستمر بعض الأعراض. يصاب بعض الأشخاص بسعال مزعج يمكن أن يستمر مدة تصل إلى شهرين بعد الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي.
إذا ساءت الأعراض أو تكررت الحمى، يجب زيارة الطبيب المتخصص لتلقي العلاج والرعاية اللازمة، إذ قد تعني الحالة الإصابة بعدوى أو مضاعفات أخرى، مثل التهاب الشعب الهوائية أو التهاب الجيوب الأنفية أو الالتهاب الرئوي.
خطوات عملية لتخفيف الأعراض مع الصيام
نظراً إلى أن من شروط الصيام الأساسية عند ملايين المسلمين حول العالم، الامتناع عن تناول الطعام والشراب من شروق الشمس حتى غروبها، فقد يمتنع البعض عن إبطال صومهم بحجة أن دور البرد سيزول من تلقاء نفسه في وقت وجيز، وأنه لا داعي لقضاء اليوم بعد الشهر.
إلا أنَّ تناول المشروبات الساخنة والوجبات الصغيرة والعقاقير المسكنة خلال اليوم، من أبرز الخطوات التي يمكن اتباعها للتخفيف من حدة الأعراض وعلاج البرد وتقليل فترة المعاناة منه. وبالتالي فإن المعضلة قد تكون أصعب بالنسبة للصائمين.
ومع ذلك، هناك عدد من الخطوات التي من شأنها التخفيف من حدة أعراض نزلات البرد، وتعزيز صحة الجسم دون الحاجة لتناول الطعام أو الشراب، وهي كالتالي:
1- المضمضة والغرغرة بالماء والملح
تعمل تقنية الغرغرة بالماء الدافئ والملح على تهدئة التهاب الحلق دون الحاجة لإبطال صيام اليوم خلال شهر رمضان. إذ يمكن الغرغرة مع توخي الحذر من ابتلاع الماء، بمزيج من الماء المالح المكون من نصف كوب من الماء الدافئ مع نصف ملعقة ملح مذاب.
المضمضة والغرغرة بهذا السائل المضاد للبكتيريا يمكن أن يخففا مؤقتاً من التهاب الحلق أو حكة اللوزتين المصاحبة لنزلات البرد الشائعة. لكن بطبيعة الحال، من الضروري معرفة كيفية الغرغرة دون ابتلاع قسط من المياه؛ لكيلا يبطل الصيام. ويمكن الاستعاضة بالمضمضة فقط التي يمكنها قتل البكتيريا المرتبطة بنزلة البرد في الفم واللسان وسقف الحلق.
2- استخدام مرطبات الهواء بالبخار
يمكن لإضافة الرطوبة إلى الهواء أن تساعد في التخفيف من أعراض نزلات البرد بالنسبة للصائمين أيضاً دون الحاجة للإفطار. إذ يمكن أن يضيف المرذاذ أو مرطب البخار إلى منزلك شعوراً بالطراوة، مما قد يساعد في تخفيف انسداد الأنف وضيق الجيوب الأنفية، وهو بدوره ما يساهم في تخلص الجسم من البلغم وتقليل الفيروسات.
فقط من الضروري تغيير الماء في أدوات البخار المنزلي يومياً وتنظيف الوحدة وفقاً لتعليمات الشركة المصنعة؛ لتجنب نقل البكتيريا والأوبئة عبر الآلة.
3- الاستمتاع بحمام ساخن
ينطوي استنشاق البخار والاستحمام بالماء الدافئ على كثير من المزايا للصحة والجسم، فهو يساعد على التخلص من السموم وتعزيز التعرّق، وهما الأمران اللذان يخففان من أعراض نزلات البرد القوية ويسرعان عملية التعافي.
يمكن أيضاً استنشاق البخار من وعاء به ماء ساخن. إذ يمكن أن يؤدي استنشاق البخار الدافئ إلى جعل المخاط أرق، مما يساعد على تصريفه وتخلّص الجسم منه بشكل أفضل.
4- الحصول على الراحة الكافية
عند المعاناة من نزلات البرد خلال شهر رمضان، فإنه الوقت المناسب لإعادة شحن جهاز المناعة في الجسم والحصول على الراحة اللازمة لاستعادة العافية.
وتُعد الراحة والنوم هما أفضل الطرق للقيام بذلك والتعافي من نزلات البرد بسرعة. فقط يجب التأكد من النوم من ثماني إلى 10 ساعات ليلاً، والحصول على قيلولة قصيرة خلال اليوم إذا لزم الأمر.
5- الاسترخاء والتأمل
يجب الوقاية من التوتر والقلق عند الإصابة بالمرض؛ حتى يتمكن الجسم من التركيز على الحفاظ على نظام المناعة تحت السيطرة.
يمكن لفترات التأمل اليومية أن تخفف من التوتر وتساعد على الهدوء واستعادة الصحة تدريجياً، كما تعزز تمارين التنفس على التعافي بسرعة.