هناك العديد من الأطباق الشهية التي لا تخلو منها مائدة الإفطار الرمضانية في المغرب، ولعل أبرز هذه الأطباق هو "سلو"، وهو نوع من الحلويات، التي تمتاز بطريقة تحضيرها الخاصة، ومذاقها المميز.
ولطبق سلو العديد من الأسماء، التي تختلف من منطقة إلى أخرى، فهناك من يسميه "السفوف"، وآخرون يطلقون عليه اسم "الزميطة"، كما أن البعض اختار وصفه بكلمة "التقاوت"، وذلك لأنه يعتبر من الأكلات المقوية، والتي تمد الإنسان بالطاقة.
وسلو عبارة عن مزيج مكون من عدة مكسرات (الفواكه الجافة)، التي يتم مزجها مع الدقيق المحمر، وزيت الزيتون والعسل، ليصبح قوامه مرملاً، والبعض يفضل أن يكون متماسكاً أكثر.
سلو.. حلويات مغربية لتزويد الجسم بالطاقة وزيادة الوزن
بالرغم من ارتباطه بشكل وثيق بشهر الصيام، فإن هناك روايات تقول إن طبق "سلو" اكتُشف قديماً ليكون وجبة مناسبة للحجاج خلال رحلاتهم الطويلة إلى الديار المقدسة، وذلك لأنه يحتوي على العديد من العناصر الغذائية المقوية، زيادة إلى كونه سهل التخزين.
وبعد ذلك انتشرت هذه الأكلة المغربية، التي تدخل في خانة الحلويات، في جميع مدن البلاد، أصبحت تحضّر في العديد من المناسبات الخاصة، أبرزها الأعياد، وخلال شهر رمضان.
إذ يتم تناول سلو غالباً عند وجبة الإفطار، فيما يفضل البعض تناوله خلال السحور، لكي يتمكنوا من الاستفادة من عناصره المقوية، والصمود أمام يوم طويل من الصيام.
ولنفس الأسباب، يتم تحضير سلو المغربي بشكل خاص للمرأة النفساء، لأنه يساعدها على زيادة الحليب، وكذلك استعادة طاقتها بشكل أكبر في أسرع وقت.
وليس هذا فقط، فقد أصبح هذا النوع من الحلويات حلاً من أجل زيادة الوزن، يتم تناوله من طرف الأشخاص الذين يعانون من الوزن المنخفض، وذلك لأنه يحتوي على السمسم، والفول السوداني، والدقيق الأبيض، ونسبة من السكريات والدهون.
مقادير سلو المغربي
يحتوي سلو على العديد من المكونات، التي تتنوع ما بين مكسرات، وسكريات، ومواد دهنية، وهذه المقادير المقدمة كافية لعائلة مكونة من 4 أفراد، طيلة شهر رمضان، وهي كالتالي:
- كيلو دقيق أبيض محمر.
- نصف كيلو لوز مقشر ومحمر ومطحون.
- نصف كيلو فول سوداني محمر ومطحون (يمكن الاستغناء عنه وتعويضه باللوز فقط).
- كيلو سمسم محمر ومطحون.
- 125غ نافع (اليانسون) مطحون.
- 125غ شمر مطحون.
- القليل من المسكة الحرة (الصمغ العربي أو اللبان).
- القليل من الكوزة المحكوكة.
- ملعقتان كبيرتان من القرفة المطحونة.
- 250غ سكر ناعم، يمكن تعويضه بالعسل حسب الذوق.
- زيت الزيتون في النهاية من أجل تجميع الخليط.
طريقة التحضير
كأول مرحلة تتم تنقية السمسم وتنظيفه بالماء، ثم تحميصه وطحنه، ونفس الشيء يتم مع اللوز والفول السوداني.
نقوم بعد ذلك بتنقية اليانسون والشمر وطحنهما كذلك، إذ يجب أن يصبح شكلهما ناعماً جداً، ولا توجد بهما أي شوائب.
بعد ذلك يتم تحمير الدقيق الأبيض في الفرن، إلى أن يصبح شكله بنياً، يمكن كذلك تحميره في المقلاة مع التقليب المستمر.
الآن نصل إلى المرحلة الثانية، وهي تجميع المكونات، من خلال خلط كل المكونات السابقة مع بعضها البعض، وإضافة الصمغ العربي، أو المسكة الحرة المطحونة، والقرفة.
وبعد ذلك يتم إضافة السكر الناعم، وزيت الزيتون بشكل تدريجي، إلى أن يصل سلو للقوام المطلوب، إذ البعض يحبه مرملاً، والبعض الآخر يريده متماسكاً أكثر.
وبهذا الشكل يكون سلو جاهز للأكل، فهو لا يحتاج للقلي، أو إكمال مرحلة الطبخ في الفرن الكهربائي، ويقدم في الأخير مزيناً بحبات من اللوز المحمر، إلى جانب الشاي.
سلو بطريقة صحية أكثر
يمكن أن يجد البعض أن إضافة السكر وكميات كبيرة من زيت الزيتون والدقيق الأبيض أمر غير صحي، ويمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن بشكل مبالغ فيه، أو تأثيره بشكل سلبي على الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.
لذلك أصبح الكثير من الأشخاص عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يقترحون طرقاً مختلفة من أجل تقديم طبق سلو المغربي بطريقة صحية أكثر، وهي كالتالي:
- تعويض السكر الأبيض بالعسل الطبيعي، مما يساعد على تقليل كمية الزيت من أجل تجميع الخليط.
- يمكن الاستغناء عن زيت الزيتون بشكل كامل، من خلال طحن المكسرات لمدة طويلة إلى أن تصل لقوام سائل، وذلك لأنها تحتوي بشكل طبيعي على الزيت.
- يمكن تعويض الدقيق الأبيض بدقيق الشوفان، أو دقيق القمح الكامل.