العلاج بالليزر البارد هو علاج يعتمد على نوع ليزر منخفض الكثافة، يعمل على تحفيز عملية الشفاء من خلال استخدام مستويات منخفضة من الضوء النابع من الجهاز المستعمل في هذه التقنية.
وتسمى هذه التقنية بأسماء أخرى، من بينها العلاج بالليزر منخفض المستوى (LLLT)، والعلاج بالليزر منخفض الطاقة (LPLT)، والتحفيز الحيوي بالليزر الناعم، ثم التعديل الضوئي.
وتأتي كل هذه التسميات من مستويات الضوء المنخفضة مقارنة بأشكال أخرى من الليزر، التي لا تكفي لتسخين أنسجة الجسم.
ويتم استعمال الليزر البارد في المجال الطبي والتجميلي، سواء تعلق الأمر بالتقليل من آلام العضلات، أو لإزالة شعر الجسم، أو حتى التخلص من آثار الندبات والجروح.
كيف يعمل العلاج بالليزر البارد؟
من أجل اعتماد العلاج بالليزر البارد، يتم تطبيق أطوال موجية مختلفة ومخرجات ضوء منخفض المستوى مباشرة على المنطقة المستهدفة من أجل علاجها، لتمتص أنسجة الجسم هذا الضوء.
إذ يتسبب الضوء الأحمر والأشعة تحت الحمراء القريبة في حدوث تفاعل، ثم تستجيب الخلايا التالفة بتفاعل فسيولوجي يعزز التجدد، ما يساعد في عملية العلاج.
وعادة ما يتم علاج الأنسجة السطحية بأطوال موجية تتراوح بين 600 و700 نانومتر، لكن من أجل اختراق أعمق، يتم استخدام أطوال موجية بين 780 و950 نانومتراً.
وعلى الرغم من أنه يمكن الشعور بجهاز الليزر على الجلد، لكنه غير مؤلم، ولا يصدر أي صوت، أو اهتزازات أو حرارة، فيما تستغرق كل حصة بضع دقائق فقط.
يستخدم الأطباء، وأطباء الأسنان، والمعالجون الفيزيائيون وغيرهم من المهنيين الطبيين العلاج بالليزر البارد بعدة طرق، من أجل إصلاح الأنسجة، أو تخفيف الآلام والالتهابات، وهي على الشكل التالي:
علاج الإصابات والالتواءات الطفيفة
غالباً ما يستخدم الطب الرياضي والعلاج الطبيعي العلاج بالليزر البارد في علاج الإصابات الطفيفة والالتواء، والتي تتمثل في:
- التواء الأربطة
- سلالات العضلات
- التهاب الأوتار
- الالتهاب الكيسي
- ألم الرقبة
- آلام أسفل الظهر
- ألم الركبة
- الألم المصاحب للتشنجات العضلية
كما أنها تستخدم للمساعدة في تقليل التورم وتعزيز التئام المفاصل والأنسجة الرخوة.
علاج الالتهابات والآلام
يستخدم أطباء الأسنان الليزر البارد لعلاج الأنسجة الملتهبة في الفم والحد من التقرحات، كما يستخدمه الأطباء بشكل عام لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي (RA)، وأمراض المناعة الذاتية المزمنة الأخرى.
كما يستخدم أطباء العظام العلاج بالليزر البارد لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من الآلام الحادة أو المزمنة من حالات مثل الألم العضلي الليفي ومتلازمة النفق الرسغي.
إزالة شعر الجسم
فيما أصبح الليزر البارد معتمداً بشكل كبير من أجل إزالة شعر الجسم، من خلال تسليط الضوء المحدد بلون واحد، على المنطقة المستهدفة.
ويؤدي ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى إتلاف الأنسجة المحيطة ببصيلات الشعر، المسؤولة في إنتاج الشعر في الجسم.
إذ يمكن اعتماد هذه التقنية في منطقة الذقن، والشفة العليا، ومنطقة البكيني عند السيدات، والساقين والإبطين.
لكن يمنع استعمالها في مناطق أخرى من بينها منطقة الجفن وما يحيط به، إضافة إلى الجسم الموشوم.
المساعدة على تجديد الجلد
يُستخدم العلاج بالليزر البارد من أجل تجديد شباب الجلد، إذ يتم اعتماده من طرف أطباء الجلد لعلاج مشاكل الجلد المختلفة، والمتمثلة في:
- ندبات حب الشباب
- الصدفية
- الحروق
- البهاق
- تورم الجلد
- التهاب الجلد والطفح الجلدي
- التئام الجروح
يستخدم العلاج بالليزر البارد أيضاً لعلاج الجروح التي يصعب التئامها، بما في ذلك تلك التي تصيب مرضى السكري.
الحل البديل للعلاج بالإبر
يستخدم المختصون في الوخز بالإبر العلاج بالليزر البارد للزبائن الذين لا يرتاحون للإبر، إذ يمكن لأشعة الليزر منخفضة المستوى تحفيز نقاط الوخز بالإبر بالطريقة نفسها التي تعمل بها الإبر، دون الحاجة إلى ثقب بشرتك.
فيما أن هناك العديد من الأبحاث التي تركز على استخدامات العلاج بالليزر البارد، حسب ما ذكرته مجلة "healthline" الطبية، إذ يمكن له أن يكون علاجاً لكل من:
- إصابة الدماغ الرضية (TBI)
- إصابة الحبل الشوكي
- مرض الزهايمر
- مرض الشلل الرعاش
محاذير العلاج بالليزر البارد
تمت الموافقة على اعتماد العلاج بالليزر البارد في الاستعمالات الطبية المتنوعة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA).
إذ يعتبر العلاج بالليزر البارد آمناً عند إجرائه تحت رعاية طبيب أو شخص مؤهل لذلك، إذ إنه إجراء غير جراحي وغير مؤلم، ولا يتطلب أي دواء أو تحضير مسبق.
ومع ذلك، لا ينبغي استخدام العلاج بالليزر البارد بالنسبة للأشخاص المصابين بالأورام السرطانية، كما يجب تجنب استخدامه على الغدة الدرقية أو العينين، وكذا بالنسبة للنساء الحوامل.
ويمكن اعتبار أن عدد الحصص الكثيرة، والتي قد تصل إلى شهر، من بين عيوب هذا النوع من العلاج، في الوقت الذي تستغرق فيه كل حصة بضع دقائق فقط.