أعربت منظمة الصحة العالمية والعديد من المنظمات الإنسانية الأخرى، عن تخوفها من أن يتسبب زلزال تركيا وسوريا إلى انتشار العديد من الأوبئة التي تظهر بعد الزلازل، والتي كثير منها قد ظهر سابقاً بعد وقوع كوارث طبيعية.
ما هي الأمراض والأوبئة؟ وما الذي يسهل من انتشارها بعد وقوع الكوارث الطبيعية؟
الأوبئة التي تظهر بعد الزلازل
منظمة الصحة العالمية تقول، وفقاً لما نقله موقع World News Today الأمريكي، إن التهديدات الصحية من الزلازل يمكن أن تختلف باختلاف حجم الزلزال، وطبيعة البيئة المبنية (مثل المساكن الفقيرة أو الأحياء الفقيرة في المناطق الحضرية)، والآثار الثانوية للزلزال، مثل تسونامي أو الانهيارات الأرضية. يمكن أن يكون للزلازل آثار فورية وطويلة الأجل على الصحة.
1- الكوليرا والسالمونيلا
صحيفة Express البريطانيّة، نقلت عن اليونيسيف تخوفاتها من مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه، مثل الكوليرا والسالمونيلا، مؤكدة أنّ هذه المخاطر باتت في أعلى مستوياتها، سيما في سوريا، التي تعاني من تفشي الكوليرا منذ عام 2022.
يمكن أن تتسبب الزلازل الكبيرة في نزوح السكان، وتدمير البنية التحتية للصرف الصحي، وزيادة التهديدات لموارد المياه، مما قد يعرّض السكان لأوبئة الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا.
كما أنّ إجبار العائلات والأطفال على استخدام المياه الملوثة أو المراحيض غير الآمنة، أو عدم الوصول إلى المراحيض تماماً، سيجعل خطر انتشار الأمراض المنقولة بالمياه بسرعة حقيقة واقعة.
في دراسة نشرتها جامعة Cambridge عام 2013، بحثت العلاقة بين الزلازل وتفشي الكوليرا من خلال دراسة 63 بلداً في العالم من ذوي الدخل المتوسط، وذلك من عام 1995 وحتى عام 2009، وجدت أنّه كان لدى 48 دولة من أصل 63 دولة ما لا يقل عن عام واحد من حالات الإصابة بالكوليرا المبلغ عنها خلال فترة الدراسة التي استمرت 15 عاماً، بينما هناك 36 من هذه البلدان الـ48 تعرضت لكارثة زلزال واحدة على الأقل.
كما لوحظ وجود اتجاه متزايد لخطر الإصابة بمعدلات كوليرا أعلى من المتوسط عندما يتأثر عدد أكبر من الناس بزلزال في بلد ما خلال عام واحد.
وعلى مدى أكثر من 6 عقود، أصبحت الكوليرا الآن متوطنة في معظم البلدان، مع حدوث طفرات في عدد الحالات بشكل دوري، وباتت مصدر قلق رئيسياً.
على سبيل المثال، أثناء الكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات والزلازل، حيث ينتشر المرض من خلال المياه الملوثة، وهذه الأحداث غالباً ما تعرّض موارد المياه والصرف الصحي للخطر.
وفي الأسبوع الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أفادت منظمة الصحة العالمية بأن العدد الإجمالي لحالات الكوليرا المبلغ عنها في جميع أنحاء العالم كان في أعلى مستوياته على الإطلاق.
وتنتج عدوى الكوليرا بسبب أحد أنواع البكتيريا، الذي يسمى ضمة الكوليرا، والآثار المميتة للمرض هي نتيجة لسمّ تفرزه البكتيريا في الأمعاء الدقيقة.
يتسبب السم في إفراز الجسم كميات هائلة من الماء، مما يؤدي إلى الإسهال وفقدان سريع للسوائل والأملاح (الكهارل).
قد لا تسبب بكتيريا الكوليرا المرض لدى جميع الأشخاص الذين يتعرضون لها، لكنها لا تزال تمرر البكتيريا في البراز، وهي يمكن أن تلوث الطعام وإمدادات المياه، لذلك تعتبر المياه مصدراً أساسياً للإصابة بها.
أما أعراض السالمونيلا، فهي وفقاً لما ذكره موقع Mayo Clinic الطبي:
- الإسهال.
- تقلصات المعدة (البطن).
- الحُمّى.
- الغَثَيان.
- القيء.
- القشعريرة.
- الصداع.
- دم في البراز.
2- الإسهال
في يناير 2005 ضرب زلزال عنيف مظفر آباد عاصمة ولاية "آزاد كشمير"، بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر، وأدى إلى وفاة أكثر من 70 ألف شخص.
ليس ذلك وحسب، بل بعد الزلزال بأشهر بدأ مرض الإسهال المائي الحاد يتفشى في المخيمات التي أنشأتها الحكومة للأشخاص الذين لم تعد لديهم منازل، والسبب هو تلوث المياه واستخدام مرافق صحية غير نظيفة، وفقاً لما ذكرته شبكة NBC News الأمريكية.
ويعتبر السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالإسهال هو فيروس يصيب الأمعاء، وعادة ما تستمر العدوى لمدة يومين، وتسمى أحياناً باسم "الإنفلونزا المعوية".
يمكن أن تختلف الأعراض اعتماداً على نوع الإسهال (هل هو خفيف أم حاد)، وكذلك اعتماداً على سبب حدوث الإسهال.
عموماً تتمثل الأعراض الرئيسية للإسهال في وجود براز رخو أو مائي، ويمكن أن تشمل الأعراض الأخرى للإسهال الخفيف ما يلي:
- انتفاخ أو تقلصات في البطن.
- حركة قوية في الأمعاء.
- غثيان (اضطراب في المعدة).
لكن، إذا كنت تعاني من إسهال شديد، فقد تواجه أعراضاً مثل:
- حمى.
- فقدان الوزن.
- جفاف.
- ألم حاد.
- تقيؤ.
- دم مع البراز.
3- داء البريميات
هو أحد الأمراض الأخرى التي قد تنتقل إلى الإنسان بعد الكوارث الطبيعية بسبب شرب المياه الملوثة واستخدام منشآت الصرف الصحي غير النظيف.
والبريميات هو داء حيواني تسببه البريميات المستفهمة، عسيرة التصنيف، لأنها تحتوي على أصناف عديدة، ومن بينها نوع واحد يسبب المرض الإنساني.
يصيب الداء عدداً من الحيوانات الداجنة والوحشية، وقد يتسبب في نفوقها، أو يبقى فيها دون أعراض لشهور، أو سنوات، ويُنقل إلى الإنسان عن طريق الماء، أو التراب الملوث.
وتدخل البريمية عن طريق سحجة في الجلد، أو عن طريق الغشاء المخاطي، ومن أعراضه:
- الحمى.
- الصداع.
- الآلام العضلية.
- اليرقان.
- شح البول.
- الطفح الجلدي.
- التهاب الملتحمة.
4- التهاب الكبد من النوعين A وE
بالإضافة إلى ذلك، يشكل مرض التهاب الكبد من النوعين A وE تهديداً مباشراً على الأشخاص الهاربين من الزلازل، كونهما يرتبطان بشكل أساسي مع مشاكل عدم القدرة على الوصول إلى المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي.
يوجد هذا الفيروس في براز الأشخاص الحاملين للعدوى، وينتقل إلى الأشخاص الآخرين عن طريق استهلاك المياه والطعام الملوث.
ومن أعراض التهاب الكبد:
- الحمى.
- الإعياء.
- فقدان الشهية.
- الغثيان.
- التقيؤ.
- آلام البطن.
- اللون الأصفر للجلد والعينين (اليرقان).
- البول الداكن.
- براز بلون الطين.
- ألم المفاصل.