قد تشعر المرأة الحامل بالذعر والارتباك إذا ما وجدت نفسها في توق دائم لتناول الأطعمة الحريفة والوجبات المليئة بالفلفل الحار، إذ قد تعتبر أن مثل هذه النكهات القوية يمكنها أن تتداخل مع إمكانية جنينها على النمو بشكل طبيعي.
صحيح أن هناك بعض الشروط التي يجب اتباعها، وبعض المحاذير التي ينبغي وضعها في الاعتبار، لكن وحم الشطة أو الفلفل الحار أثناء الحمل قد يكون، للمفاجأة، قراراً صحياً لها ولحملها.
في هذا التقرير نستعرض فوائد الشطة للحامل، والشروط التي يجب مراعاتها عند تناول الفلفل الحار والوجبات الحريفة لتجنُّب أي تبعات صحية أو آثار جانبية غير مرغوب فيها.
الوحم وعلاقة الجنين باشتهاء الأم للطعام
الحمل يمكن أن يجعل السيدات يتُقن لجميع أنواع الأطعمة الغريبة والمذاقات المختلفة، حتى تلك التي لم تكن ضمن تفضيلاتهن في وقت سابق.
بدايةً من المخللات والآيس كريم ومربى الفراولة وصولاً للهامبرغر والأنشوجة أو المقليات، فكلها يمكن أن تصبح رغبات من "الوحم الشديد" للمرأة عندما تصبح رغباتها غاية في الإرباك قبل ولادة طفل جديد.
هناك تفسير واحد بشكل عام لتلك الحالة: وهي الهرمونات، فهي المسؤولة عن كل شيء تقريباً.
لا توجد حيلة أو وسيلة لفك شفرات هذا الوحم المصاحب للحمل، ولكن هناك بعض الأساطير والشائعات المغلوطة المنتشرة على الإنترنت حول سبب اشتهاء العديد من النساء للأطعمة الغنية بالتوابل أثناء الحمل.
يعتقد البعض مثلاً أن الأمر يحدث أكثر إذا كانت المرأة حاملاً في ولد، ولكن في حالة الحمل في أنثى فقد يختلف ذلك وتشتهي المرأة الأطعمة الخفيفة والحلويات.
لكن بالطبع، كل هذه المقاييس لا تتجاوز كونها محض خرافات شعبية.
ويشير موقع Very Well Family للأمومة والطفولة إلى أنه في كلتا الحالتين، غالباً ما تتغير براعم التذوق أثناء الحمل وبعده، لذلك لا يجب القلق أبداً إذا اشتهت المرأة فجأة تناول الفلفل الحار، فهو ليس مؤشراً خطيراً، كما يتضح أنه اختيار له العديد من المزايا والفوائد الصحية أثناء الحمل بعكس ما قد يشاع عنه.
هل هناك مخاطر لتناول الشطة للحامل؟
الخبر السار هو أن تناول الأطعمة الغنية بالتوابل أو الشطة لن يضر الأم أو طفلها. وتشرح الطبيبة الأمريكية والأخصائية في التغذية، جينيفر هانز: "لا يوجد ضرر للطعام الحار على صحة الأم أو الطفل ونموه".
ومع ذلك، قد يتفاعل الجسم بشكل مختلف مع الأطعمة الغنية بالتوابل والشطة أثناء الحمل.
ففي بداية الحمل، قد يؤدي غثيان الصباح إلى جعل هذه الأطعمة غير مستساغة، وفي وقت لاحق، قد تساهم في حرقة المعدة أو عسر الهضم.
لذا يعتبر تناول الطعام الحار أثناء الحمل آمناً بشكل عام، ولكنه قد يساهم في انزعاج الحمل المرتبط بالهضم والمعدة.
كما أن الشطة لن تؤذي نمو الطفل؛ لذلك إذا كان تناول الطعام الحار يزعج معدتك أو لديك نفور منه، حاولي تجنبه في الوجبات، لكن لا داعي للقلق بشأن صحة الطفل ونموه في كل الأحوال.
فوائد الشطة للحامل
للأطعمة الغنية بالتوابل بعض الفوائد أثناء الحمل؛ إذ ثبت بحسب مجلة Healthline للصحة والمعلومات الطبية أنها تقلل نسبة الكوليسترول في الجسم، ويُعد التعرض المبكر للنكهات الحارة عاملاً لتشجيع الأطفال على تجربة مجموعة متنوعة من الأطعمة عندما يكبرون، كما أنها تساهم في تعزيز صحة المرأة الحامل بطرق عديدة.
تدريب الطفل على تناول مختلف المذاقات
قد يكون لتناول مجموعة متنوعة من الأذواق المختلفة فوائد في المستقبل، إذ تشير بعض الأبحاث إلى أن تناول العديد من النكهات المختلفة أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية يزيد من احتمال قبول الطفل لتلك النكهات لاحقاً.
إذ تنتقل النكهات من الطعام الذي تتناوله الأم الحامل إلى السائل الأمنيوسي. وعندما يبتلع الطفل هذا السائل، بحلول تسعة أسابيع تقريباً يكون بإمكانه تذوق طعمه.
هذا هو أول تعرض للطفل لأذواق ونكهات المطابخ المختلفة، وكلما كانت متنوعة، زاد احتمال أن يستمتع الطفل مستقبلاً بمجموعة متنوعة من الأطعمة عندما يكبر.
تعزيز صحة القلب
أظهرت بعض الدراسات أن تناول الأطعمة الغنية بالتوابل يمكن أن يقلل من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة الضار (LDL) مع زيادة كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL)، وهو "الكوليسترول الجيد" الذي يحتاجه الجسم لطرد الكوليسترول الضار من الجسم.
وبالتالي يقلل تناول الشطة للحامل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
ومع ذلك من الضروري الانتباه لبعض المحاذير والتبعات السلبية التي قد تترتب على تناول الأطعمة الحريفة والشطة أثناء الحمل، ومن بينها:
ومع ذلك، قد تزيد حرقة المعدة
يعاني الكثير من السيدات من حرقة المعدة في وقت لاحق من الحمل.
إذ مع نمو الطفل، يتمدد رحمك ويزيح باقي الأعضاء التي تعيد ترتيبها وتسحق نفسها في أي مساحة متبقية لإفساح المجال والمكان للطفل لكي ينمو.
ويشمل ذلك المعدة، التي قد تصبح أصغر بكثير وأكثر عرضة للحموضة المعوية بسبب عودة الأحماض إلى المريء بسبب الانضغاط في المساحة.
وتُعد الحموضة المعوية عرضاً شائعاً جداً للحمل وتتفاقم بشكل عام بسبب الأطعمة الحارة. وتشمل الأطعمة الأخرى التي يمكن أن تزيد من حرقة المعدة الوجبات التي تضم الطماطم والدهن والنعناع والكافيين والشوكولاتة وغيرها.
زيادة المعاناة من عسر الهضم
مع تقدم الحمل، يتباطأ معدل قدرة المعدة على إفراغ نفسها؛ قد تكون الأعضاء المتغيرة والمساحات الضيقة مسؤولة أيضاً عن أنواع أخرى من عسر الهضم أثناء الحمل، وقد يتفاقم ذلك بشكل خاص إذا كانت الأطعمة الغنية بالتوابل جزءاً من النظام الغذائي اليومي.
زيادة الشعور بالغثيان
غثيان الصباح هو أحد أعراض الحمل المبكرة الكلاسيكية، ولا يقتصر على مجرد الغثيان المنهك والقيء المستمر ونفور الطعام الشديد. بدلاً من ذلك، يمكن أن تستمر هذه الأعراض طوال اليوم ولمدة أسابيع إلى شهور.
وبالتالي إذا كانت المرأة الحامل تعاني من غثيان الحمل، فمن المحتمل أن يؤدي تناول الأطعمة الغنية بالتوابل إلى زيادة شعورها بالسوء.
بالإضافة إلى ذلك، إذا كانت الحامل تتقيأ كثيراً، فإن الفلفل الحار أو أي توابل قوية أخرى قد تجعل القيء أكثر إزعاجاً وإيلاماً مما هو عليه بالفعل ويؤلمها أكثر.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.