غالباً ما يكون جفاف الجلد (Xerosis) حالة مؤقتة أو موسمية، تتزامن مع تغيُّر الطقس، ولكن علاجه ليس سهلاً وقد يتطلب متابعة دقيقة وطويلة.
تختلف علامات جفاف الجلد وأعراضه من شخصٍ إلى آخر، حسب العمر والحالة الصحية ولون البشرة ومدى تعرّضه للشمس؛ فجميعها عوامل من شأنها أن تؤثر على شكل الجفاف الذي يُصيب بشرتنا.
لكنه يتسبب عموماً في ملمسٍ خشن للجلد، وقد يتفاقم الأمر إلى مشكلاتٍ أكثر خطورة، لاسيما إذا كانت مصحوبة بحكّة أو طفح جلدي؛ وهذه حالة شائعة نتعرّض لها جميعنا على اختلاف أعمارنا.
يُصاب جلدنا بالجفاف لأسبابٍ عديدة، منها: الطقس البارد أو الجاف، والضرر الناتج عن التعرّض لأشعة الشمس، إضافةً إلى الصابون شديد القلوية، وكثرة الاستحمام.
هناك الكثير مما يُمكنك القيام به بمفردك لتحسين حالة الجلد الجاف، بما في ذلك استخدام المرطبات والحماية من أشعة الشمس على مدار العام.
لكن في حديثٍ مع صحيفة The Guardian البريطانية، يقول طبيب الأمراض الجلدية ساكسون سميث إن مشكلة جفاف الجلد تصبح أكثر شيوعاً مع تقدمنا في العمر. ويعود ذلك جزئياً إلى ضعف قدرة البشرة على الاحتفاظ بالرطوبة، وإفراز المواد المرطبة الطبيعية، وهذا ما يقودها إلى مزيدٍ من الجفاف.
أسباب جفاف الجلد
تعتبر الرياح والهواء البارد من الأسباب البيئية للبشرة الجافة، وقد يساعدان في تقليل مستويات رطوبة الجلد. الأمر نفسه ينطبق على التعرّض إلى التدفئة الداخلية في المنزل، وقضاء وقت أطول في الاستحمام بالماء الساخن.
ولا بدّ أنكم لاحظتم كيف أن جلد أيدينا أصبح جافاً خلال فترة انتشار كوفيد-19؛ يعود ذلك إلى أن غسل اليدين المتكرّر واستخدام المعقمات، لاسيما تلك التي تحتوي على الكحول، تؤثر سلباً على ترطيب البشرة.
في الوقت نفسه، فإن ارتداء أقنعة الوجه لفتراتٍ طويلة أدّى إلى زيادة مشكلات الجلد، من ضمنها جفاف البشرة والحكة.
علاوة على كل ذلك، تشبه منتجات الصابون الشائعة هذه الأيام المنظفات الكيميائية، إذ تُنتج رغوة كثيرة تساهم في جفاف الجلد.
عادة ما يعزو الأطباء جفاف الجلد لتناقص إفرازات زيوت البشرة، وخلل بإنتاج السوائل الضرورية في خلاياها؛ وهو أمر قد تحفزه عدة عوامل مرضية أو بيئية، إضافةً إلى ممارسات يومية اعتدنا عليها.
هذه بعض الأمور التي قد تحفز الإصابة بجفاف الجلد:
- التعرض للشمس لأوقاتٍ طويلة وباستمرار.
- استعمال تدفئة مركزية في البيت أو مكان العمل.
- الإفراط في الاستحمام، والاستحمام بمياهٍ ساخنة جداً.
- تجفيف الجسم بالمنشفة بحركاتٍ قوية بعد كل حمام.
- تنظيف البشرة بإفراط وتقشيرها بحركاتٍ قوية بعض الشيء.
- العيش في أماكن تتميز بطقسها البارد والجاف.
أما الأعراض، فتتراوح بين:
- إحساس بشدّ الجلد
- ملمس ومظهر خشن للبشرة
- حكة في الجلد (رغبة ملحة لحكّ كل الجسم)
- جفاف جلد الساق وتشققها
- جلد يتفاوت لونه بين الأحمر للبشرة البيضاء، والرمادي للبشرة السمراء
- شقوق عميقة عُرضة للنزف
علاج جفاف الجلد
تشير الحالة الطبية المعروفة بـجفاف الجلد إلى نقص الدهون الطبيعية في الطبقة السطحية من الجلد. يحتفظ الجلد بالرطوبة ويمنع الإصابة بالعدوى عن طريق إفراز مادة دهنية تُسمى "الزهم".
قد يؤدي تعرّض الجلد للغسيل المفرط بمنتجات رغوية قاسية، والتقشير العنيف إلى إزالة تلك المادة الدهنية الطبيعية. تتأثر قدرة أجسامنا على إنتاج "الزهم" مع تقدَّمنا في السن، وبمجموعة من العوامل الأخرى، تشمل الهرمونات وتناول أدوية معينة والتدخين والنظام الغذائي.
ثمة 3 عادات يومية بسيطة تُمثّل بداية جيدة لحماية البشرة من الجفاف.
1- استخدام منتجات خالية من الصابون.
2- الاستحمام بالماء الفاتر.
3- وضع كريم مرطب.
ويوصي أطباء الجلد استبدال الكريم المرطب الخفيف، الذي نستعمله عادةً خلال فصل الصيف، بمرطب أكثر سماكة في الشتاء. فالجلد يتوق إلى مزيدٍ من الترطيب، في الطقس البارد، لمساعدته على استعادة مرونته.
ينبغي لكِ أيضاً قضاء وقتٍ أقصر في الاستحمام، وتجنّب غسل الجسم بالماء الساخن جداً. أما للمساعدة في مواجهة آثار الغسل المنتظم لليدين، يُنصح بوضع مرطبٍ لليدين في بداية اليوم وقبل الخلود إلى النوم. كما يساعد الاستخدام المنتظم لمرطب الشفاه على منع تشققها ومعالجتها.
تشمل التوصيات الأخرى للوقاية من جفاف الجلد استخدام جهاز ترطيب الهواء داخل المنزل، لتخفيف المشكلات الجلدية الناجمة عن الهواء الجاف، وتجنَّب منتجات البشرة التي تحتوي على الكحول، إضافةً إلى تجنَّب التعرّض الزائد للشمس وشرب الكثير من الماء والإقلاع عن التدخين.
أخيراً.. متى نزور الطبيب؟
قد يؤدي جفاف الجلد إلى الطفح الجلدي والحكة. لكن عندما يبدأ الطفح الجلدي في التحوّل إلى اللون الأحمر، وتصبح البشرة متهيجة -مع أو من دون حكة- فقد يُشير ذلك إلى تطوير حالة جلدية، مثل الإكزيما أو الصدفية. هذا هو الوقت المناسب لزيارة طبيبٍ مختص.