لدى معظمنا إدمان للأطعمة فائقة المعالجة، مثل رقائق الشيبسي والبسكويت المعلب والوجبات المالحة الخفيفة والمشروبات الغازية، وغيرها من الأطعمة اللذيذة التي نتناولها بشكل يومي. ورغم أننا سمعنا عن مخاطرها؛ إذ يتم تصنيفها على أنها أطعمة "غير صحية" فإننا نستمر في تناولها… في الواقع تؤكد الدراسات الحديثة أهمية إعادة النظر في استهلاك هذا النوع من الأطعمة، فقد ربطتها الأبحاث بالأزمات القلبية والوفاة المبكرة.
مخاطر الأطعمة فائقة المعالجة على القلب
أظهرت دراسة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها وجود صلة بين تناول الأطعمة فائقة المعالجة وتراجع صحة القلب والأوعية الدموية.
جمعت هذه الدراسة 13446 شخصاً، وأجرت استبيانات حول نمط طعامهم خلال السنوات الماضية، وفحصت مدى صحة القلب والأوعية الدموية لديهم، من خلال قياس العوامل التالية: (ضغط الدم، ومستويات الكوليسترول وجلوكوز الدم، ووزن الجسم والنشاط البدني).
ووجد الباحثون أنه مقابل كل زيادة بنسبة 5% في السعرات الحرارية من الأطعمة فائقة المعالجة التي يأكلها الشخص، كان هناك انخفاض مماثل في صحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام.
بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أن البالغين الذين استهلكوا ما يقرب من 70% من سعراتهم الحرارية من الأطعمة فائقة المعالجة، كانت صحة القلب لديهم تعادل نصف صحة قلوب الأشخاص الذين يحصلون على 40% أوأقل من سعراتهم الحرارية من الأطعمة فائقة المعالجة.
كيف تؤثر هذه الأطعمة على القلب؟
عموماً تلعب الأنظمة الغذائية الصحية دوراً مهماً في الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية، غالباً ما يفضل كثيرون تناول الأطعمة فائقة المعالجة بدلاً من الأطعمة الصحية الغنية بالعناصر الغذائية، مثل الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون، والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بصحة القلب الجيدة.
لكن وفقاً لما ورد في موقع Healthline، فإن الدراسات التي تربط بين الأطعمة فائقة المعالجة وتراجع صحة القلب تقدم لنا أدلة فقط عن قدرة هذه الأطعمة على "زيادة" مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية، لكن نحتاج إلى المزيد من الدراسات لنعلم إذا ما كانت هذه الأطعمة تُسهم في رفع ضغط الدم أو الكوليسترول.
لكن من المؤكد أنه مع ارتفاع استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة تنخفض صحة القلب، لأن الأطعمة فائقة المعالجة عادةً ما تكون منخفضة في الألياف والفيتامينات والمعادن، بينما تحتوي على نسبة عالية من الملح والسكر المضاف والدهون.
دراسة تربط بين هذه الأطعمة والوفاة المبكرة
نشرت المجلة الأمريكية للطب الوقائي، دراسة بيّنت أن أكثر من 10% من الوفيات المبكرة في البرازيل كانت بسبب استهلاك الأغذية فائقة المعالجة.
ويقول الباحثون إن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها من حيث ربط تأثير الأغذية فائقة المعالجة بخطر الوفاة المبكرة.
واستخدمت الدراسة بيانات من دراسات سابقة، لتقارن بين معدلات خطر الوفاة المبكرة لدى لأشخاص الذين تناولوا كميات كبيرة من الأغذية المصنعة بمعدل الوفاة المبكرة، لدى أولئك الذين تناولوا القليل منها نسبياً.
ووفقاً لما ورد في موقع nbcnews، فقد قدر الباحثون مستوى استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة في البرازيل، وربطوها بالوفيات المبكرة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و69 عاماً، إذ كان معظمهم من مستهلكي هذا النوع من الطعام.
وقال إدواردو نيلسون، باحث التغذية في جامعة ساو باولو، والمؤلف الرئيسي للدراسة، إنه يعتقد أنه "من المحتمل جداً أن تكون أمراض القلب من بين العوامل الرئيسية" التي تسهم في هذه الوفيات المبكرة. وقال إن أمراض السكري والسرطان والسمنة وأمراض الكلى المزمنة قد تلعب دوراً أيضاً.
وقدّر نيلسون ومعاونوه أنه إذا ضمن جميع البالغين في البرازيل أن الأغذية فائقة المعالجة تشكل أقل من 23% من السعرات الحرارية اليومية، فقد تشهد البلاد حوالي 20 ألف حالة وفاة مبكرة أقل سنوياً.
لكن لماذا تعتبر الأطعمة فائقة المعالجة خطيرة إلى هذا الحد؟
تحتوي الأطعمة "فائقة المعالجة" على مكونات اصطناعية أكثر من تلك التي تحتوي فقط على الملح أو السكر أو الزيت. وعادة ما تحتوي على نكهات أو ملونات أو إضافات أخرى.
وتحتوي الأطعمة فائقة المعالجة على سعرات حرارية أكثر من الأطعمة الطبيعية، كما أنها تفتقر إلى الألياف والعناصر الغذائية.
وتعتبر هذه الأطعمة بالتالي أحد العوامل التي يمكن أن تؤدي لمخاطر مثل ارتفاع ضغط الدم، وزيادة دهون الدم، والسمنة ومضاعفاتها، وكل تلك العوامل تُسهم في ارتفاع الوفيات المبكرة.
وتشمل هذه الأطعمة رقائق الشيبسي والمشروبات الغازية بأنواعها والمعلبات (بما في ذلك الدجاج المعلب)، والوجبات الخفيفة الجاهزة. وتندرج المعكرونة سريعة التحضير والبيتزا المجمدة والكوكيز التي يتم شراؤها من المتجر ضمن هذه الفئة أيضاً.
لذلك ينصح الأطباء باستبدال الأطعمة فائقة المعالجة بمزيد من الفواكه والخضراوات الطازجة.