تعتبر متلازمة موبيوس من الأمراض النادرة للغاية التي تصيب الأطفال عند الولادة، إذ تصيب 2 إلى 20 طفلاً من كل مليون ولادة حول العالم، وهي عبارة عن شلل كامل للوجه، إذ يصعب على المصاب بها تحريك أي جزء من وجهه.
وبسبب شلل حركة الوجه تعطي متلازمة موبيوس انطباعاً عن الشخص المصاب بها بأنه أبله، أو يعاني من التوحد، لكنه في الأصل شخص طبيعي، ولديه قدرات عقلية عادية مثل الجميع.
عدم نمو أعصاب الوجه سبب متلازمة موبيوس
تم اكتشاف متلازمة موبيوس لأول مرة من قِبل طبيب الأعصاب الألماني بول جوليوس موبيوس سنة 1888، فكان أول شخص يقوم بتشخيص السبب وراء عدم وجود أي تعابير على وجه بعض الأطفال حديثي الولادة.
إذ شخّص السبب وراء شلل الوجه عند الاطفال، بعدم اكتمال نمو، أو عدم نمو بعض الأعصاب والعضلات المتحكمة في حركة الوجه، من العينين، والفم، وصولاً إلى عدم القدرة على المضغ والبلع.
ويعتبر عدم اكتمال نمو العصب السادس والسابع من بين أكبر أسباب الإصابة بمتلازمة موبيوس، باعتبار أن إصابة هذه الأعصاب بالتلف السبب الأول في الإصابة بشلل الوجه النصفي بشكل عام.
وذلك لأن العصب السادس هو المسؤول عن تحريك العينين، فيما يعتبر العصب السابع المسؤول عن تعبيرات الوجه بشكل كامل.
عدم القدرة على الرضاعة وتحريك العينين
يمكن ملاحظة إصابة الطفل بمتلازمة موبيوس مباشرة بعد الولادة، من خلال عدم قدرته على الرضاعة والبلع، بسبب حدوث شلل في العضلات المسؤولة عن هذه الوظائف.
ومن بين الأعراض الأخرى التي تُبين إصابة الطفل بشلل الوجه عدم تمكنه من تحريك عينيه أو إغلاقهما، وانعدام تعابير وجهه في حالات البكاء أو الضحك.
وكذا عدم القدرة على الكلام أو النطق بسبب الولادة بفك سفلي صغير، إذ تنمو الأسنان في هذه الحالة بطريقة متداخلة وغير مرصوصة، مع شلل في حركة الفك بشكل كامل.
ويمكن أن تصل حالة الشلل في بعض الأحيان إلى الإصابة بتصلب في منطقة الصدر، واعوجاج أصابع إحدى اليدين، ما يؤدي إلى عدم قدرة الطفل على الحركة بشكل صحيح، أو الحبو.
مشاكل صحية أخرى بسبب متلازمة موبيوس
ويتسبب شلل وجه الأطفال في فقدانهم عدة مهارات، ما يؤدي إلى مجموعة مشاكل صحية أخرى، من بينها تسوس الأسنان بسبب حجم الفم الصغير وصعوبة فتحه، وشكل الأسنان غير المنتظم.
ثم جفاف وتآكل قرنية العينين، لعدم القدرة على إغلاقهما، مع حساسية من الضوء، والمعاناة في بعض الأحيان من الحول.
إضافة إلى عدم القدرة على الرضاعة أو المضغ والبلع؛ ما يؤدي إلى ضرورة الاستعانة بعبوات طبية خاصة للرضاعة، أو أنابيب التغذية، من أجل تمكين الجسم من الحصول على الكمية الكافية من الطعام.
كما يعاني الأطفال المصابون بمتلازمة موبيوس من مشاكل في النطق، بسبب صعوبة تحريك الفم، إذ يمكن أن يفقد مهارة الكلام بشكل كامل، أو بشكل جزئي، إضافة إلى مشاكل في التنفس.
ولأن أثار الإصابة بهذه المتلازمة من الممكن أن تتسبب في تصلب الصدر، فهذا الأمر يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة أخرى، وهي متلازمة بولاند، التي تؤدي إلى عدة تشوهات في منطقة الصدر والكتفين، والأصابع.
لا علاج لمتلازمة موبيوس!
لم يتوصل الطب إلى علاج محدد لمتلازمة موبيوس، لكن يمكن التحكم في الحد من الأعراض الناتجة عن الإصابة به.
إذ يتم في البداية تشخيص المرض بعد القيام بفحوصات بالأشعة، من بينها التصوير المقطعي، أو الرنين المغناطيسي للدماغ.
وبعد ذلك يتم تحديد العلاج حسب الأماكن التي تحتاج للعلاج، بسبب تعرضها للتلف الناتج عن هذه المتلازمة، ومن بينها:
- الخضوع لعمليات جراحية من أجل تصحيح المشكلات البصرية الناتجة عن الحول، وعدم القدرة على إغلاق الجفون.
- الخضوع لعمليات جراحية من أجل تصحيح تشوهات الفك، وتسمى عملية الابتسامة.
- علاج مشاكل النطق في مراكز خاصة بتصحيح النطق لدى الأطفال.
- العناية بالأسنان بشكل منتظم من أجل تجنب حالات التسوس.
- إدخال الطفل لمراكز خاصة بالعلاج الفيزيائي للتمكن من الحركة بشكل صحيح.