يعاني الكثيرون من الروائح الكريهة التي تنبعث من القدم بمجرد خلع الحذاء، خاصة بعد قضاء يوم عمل طويل، وفي حين يظن البعض أنه لا يوجد مفر من الضيق والإحراج الذي تتسبب به تلك الرائحة، إلا أن التخلص منها ليس بالأمر المستحيل.. لكن دعونا أولاً نتعرف على أسبابها:
أسباب رائحة القدم الكريهة
تعرّق القدمين
يمكن أن تتعرّق القدمان في الطقس الحار، خاصةً إذا ارتدينا حذاءً برقبة أو حذاءً مغلقاً لا يسمح بتبخر العرق.
ويعد تعرق القدمين أمراً شائعاً، لكن يعاني بعض الأشخاص من حالة تعرق مفرط تسمى "فرط التعرق". وهي حالة مزعجة للغاية ويمكن أن تؤدي إلى إحراج اجتماعي وتقليل الثقة بالنفس.
البكتيريا والعرق
من المهم أن نعلم أن العرق عادةً ليست له رائحة في حد ذاته، لكن البكتيريا التي تتغذى على العرق هي التي تسبب الرائحة الكريهة.
يعيش على جلد البشر نحو 1000 نوع من البكتيريا. وتتكاثر البكتيريا في البيئات الرطبة مثل الإبطين والأربية وأيضاً بين أصابع القدم. والبكتيريا التي تعيش على جلدنا غير ضارة في الغالب (وبعضها مفيد لنا)، لكنها يمكن أن تسبب أيضاً في رائحة عندما تتفاعل مع العرق.
وترتبط رائحة القدم بعدة أنواع من البكتيريا. وعندما تأكل هذه البكتيريا السكريات والدهون في العرق، فإنها تنتج مواد كيميائية ذات رائحة كريهة.
المركبات الكيميائية الأكثر شيوعاً هي:
- "حمض الأيزوفاليريك" الذي له رائحة عرق مميزة كالجبن
- "حمض البروبيونيك" الذي تنبعث منه رائحة حامضة
وهناك نوع من البكتيريا يسمى "بريفيبكتيريا" يسبب أيضاً رائحة القدم. وتأكل هذه البكتيريا الجلد الميت على أقدامنا، وتنتج غازاً له رائحة حامضة مميزة.
وغالباً ما يضيف صانعو الجبن هذه البكتيريا إلى سطح الجبن لتطوير الملمس والنكهة.
التغييرات الهرمونية والإجهاد
بحسب موقع La Nación الأرجنتيني، قد تؤدي أحياناً بعض التغييرات الهرمونية أو الإجهاد أو بعض الأطعمة أو وجود الفطريات أو الرطوبة إلى تنشيط غدد عرقية في القدمين، وهي عبارة عن غدد مسامية يمر منها العَرق.
أحذية وجوارب غير مناسبة
كذلك تزداد رائحة القدم سوءاً بسبب الجوارب والأحذية التي لا تسمح للعرق بالتبخر من الجلد. فعندما لا يمكن للعرق أن يتبخر من الجلد، ترتفع درجة الحرارة والرطوبة النسبية داخل الأحذية، خاصة عند ارتداء الأحذية الرسمية؛ إذ تفضل البكتيريا البيئة الدافئة والرطبة.
تحلل القرنية
ومن بين أسباب رائحة القدم الكريهة أيضاً، عدوى جلدية بكتيرية تسمى "تحلل القرنية". وتؤثر هذه العدوى عادةً في باطن القدمين وبين أصابع القدم، وتجعل الجلد أبيضاً ورطباً، وغالباً ما يكون مصحوباً بمجموعات من الحفر الصغيرة في القدم. وتحدث هذه الحفر بسبب البكتيريا التي تهضم الجلد وتنتج مركبات الكبريت.
وهذه العدوى هي أكثر شيوعاً بين الرجال، وترتبط بتعرّق القدمين وقلة نظافة القدمين ومرض السكري ونقص المناعة. لكن الخبر الجيد هو أنه من الممكن علاج حالات تحلل القرنية بمواد مطهرة ومضادات حيوية موضعية.
العدوى الفطرية
ويمكن أن تحدث رائحة القدم أيضاً بسبب السعفة، وهي عدوى جلدية فطرية غالباً ما تُسمى "قدم الرياضي"، التي يمكن لمختصي الأقدام تشخيصها. ويمكن معالجتها بكريم أو غسول مضاد للفطريات.
كيفية التخلص من رائحة القدم الكريهة
هناك بضع خطوات يجب اتباعها في حال كنت تعاني من رائحة القدم الكريهة:
- الحفاظ على نظافة القدمين والأحذية
- غسل القدمين بالماء والصابون بعد الاستحمام، لأن البكتريا الموجودة في باقي أجزاء الجسم تنتقل إلى قدميك مع انسياب المياه.
- تجفيف القدمين جيداً بعد الاستحمام لمنع تراكم العرق والبكتيريا.
- التبديل بين الأحذية وعدم ارتداء الحذاء ذاته يومياً كي يعطى للحذاء فرصة للجفاف، فالحذاء الرطب هو بيئة مثالية لنمو البكتيريا كما سبق وذكرنا.
- الغسل والتجفيف المنتظم لأي شيء ترتديه على قدميك سيزيل البكتيريا الضارة والعرق الزائد.
لكن، إذا كانت قدمك تتعرق بشدة ورائحتها كريهة حتى برغم حفاظك على نظافتها والاهتمام بالأحذية، فقد تحتاج إلى التفكير في بعض الخيارات الأخرى.
ستساعدك استشارة طبيب مختص على اتخاذ خيار العلاج المناسب الذي قد يشمل:
- مضاد تعرق قوي يحتوي على كلوريد الألومنيوم، يمكن شراؤه من الصيدلية دون وصفة طبية ووضعه مباشرةً على قدميك.
- "الإرحال الأيوني" هو إجراء تقدمه العيادات المتخصصة لتقليل التعرق في اليدين والقدمين. وهو عبارة عن تمرير تيار كهربائي خفيف عبر الجلد المنقوع في ماء الصنبور. ووفقاً لما ورد في موقع The Conversation الأسترالي، فقد وجدت إحدى الدراسات أنَّ حوالي 75-80% من المشاركين قد انخفض تعرق القدم لديهم بعد 20 يوماً من هذا العلاج.
- علاجات البوتوكس فعالة كذلك في تقليل تعرق القدمين. ويعمل البوتوكس عن طريق سد الأعصاب التي تنشط الغدد العرقية. ومع ذلك، فإنَّ الحقن في نعل قدمك يمكن أن يكون غير مريح للغاية.
- كريم موضعي يحتوي على كمية صغيرة من مركب "جليكوبيرونيوم بروميد" يمكن أن يساعد في السيطرة على التعرق المفرط.