هل فكرت أن تنظيف أسنانك بطريقة خاطئة من الممكن أن يسبب لك أمراضاً خطيرة مثل السرطان؟ هذا ما أكدته دراسة أجرتها جامعة هارفارد، ونشرتها صحيفة "Mirror" البريطانية مطلع عام 2022، من خلال تسليط الضوء على خطأ شائع يقوم به الناس خلال عملية تنظيف الأسنان، من الممكن أن يكون سبباً في نوعين من السرطان: سرطان المعدة وسرطان المريء.
متابعة 150 ألف شخص، والنتيجة: مرض السرطان
وجد العلماء حسب الدراسة التي قاموا بها في جامعة هارفارد، أن تنظيف الأسنان بشكل غير صحيح، من خلال التنظيف السريع، الذي يراكم البكتيريا بين الأسنان واللثة قد يتسبب في التهابات هذه الأخيرة؛ مما يسبب احتمالية الإصابة بسرطان المريء أو المعدة.
وحسب صحيفة "mirror"، تمت هذه الدراسة على مدى 28 سنة، عن طريق متابعة 150 ألف رجل وامرأة، خضعوا لفحوصات عديدة خلال هذه الفترة، وتبين أن الأشخاص الذين يعانون من التهابات وأمراض اللثة معرضون للإصابة بمرض سرطان المعدة بنسبة 52%، فيما تصل نسبة الإصابة بسرطان المريء إلى 43%، مقارنة بالأشخاص الذين يملكون لثةً أكثر صحة.
فيما أوضحت نفس الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل فقدان الأسنان بسبب مشاكل اللثة، معرضون بنسبة أكبر للتعرض لهذين النوعين من السرطان.
إذ أوضح العلماء المشرفون على هذا البحث أن المشاركين الذين فقدوا أسنانهم بسبب مشاكل اللثة كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان المريء بنسبة 42 %، و33 % أكثر عرضة للإصابة بسرطان المعدة، مقارنة بغيرهم.
مشيرين إلى أنه من الممكن ألا يكون لأمراض اللثة سبب مباشر في الإصابة بالسرطان، إلا أنه يجب على الأطباء التركيز على هذه النقطة بعد الآن، والنظر فيها خلال تقييم خطر الاصابة بهذا المرض.
علاقة الأسنان ومرض السرطان
حسب دراسة سابقة تحدثت عنها جريدة "Daily Mail"، أجريت على 120 ألف شخص، أثبت من خلالها الباحثون وجود علاقة بين البكتيريا الموجودة في الفم وسرطان المريء، فيما تكمن الأسباب الأخرى في عدم تنظيف الأسنان بطريقة جيدة، والإصابة بأمراض اللثة، التي تنتج إفرازات وبكتيريا عديدة، يتم ابتلاعها من طرف المريض، الشيء الذي يمكن أن يتسبب في سرطان المريء أو المعدة مع مرور السنين.
وقد استخلص الباحثون، من خلال هذه الدراسات، أن جميع البيانات التي تم التوصل إليها تدعم فكرة رئيسية، وهي أن البكتيريا الفموية يمكن أن تكون أحد أسباب الإصابة بسرطاني المعدة والمريء.
وأشار الباحثون إلى أن الأبحاث في هذا الموضوع مستمرة إلى أن يتم التعرف على البكتيريا الرئيسية المتسببة في السرطان، وبذلك يمكن التعرف بشكل أدق على الأشخاص المعرضين للإصابة بهذا المرض.
أعراض الإصابة بأمراض اللثة
كشف نظام الرعاية الصحية في إنجلترا "NHS" عن أعراض الإصابة بالتهاب اللثة ودواعم الأسنان، وتتجلى في احمرار اللثة وتورمها، ونزيفها خلال تنظيف الأسنان بالفرشاة أو الخيط.
وفي حال عدم علاج اللثة خلال هذه المرحلة، يمكن أن تتطور الالتهابات أكثر، مما يتسبب في رائحة كريهة وطعم غير سار في الفم، كما يمكن أن تصبح الأسنان رخوة، ما يجعل تناول الطعام صعباً، إضافة إلى مجموعات من القيح التي قد تتطور تحت اللثة.
ومن أجل الوقاية من أمراض اللثة تنصح جمعية الأسنان الأمريكية بتحسين نظام نظافة الفم، بتنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين في اليوم، والخيط مرة واحدة على الأقل في اليوم، والحصول على فحص الأسنان وتنظيفها عند الطبيب بانتظام.
وفي حال كانت أعراض أمراض اللثة لديك أكثر حدة، فقد تحتاج إلى زيارة الطبيب بشكل دوري لتشخيص المرض، فقط تحتاج إلى إجراء جراحة في اللثة.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.