ألم مع كل نظرة ورمشة.. أسباب الشعور بالصداع خلف العين وطرق علاجه

صحيح أن كل آلام الصداع سيئة، لكن "الصداع خلف العين" على وجه الخصوص هو شكل فريد من أشكال التعذيب، خصوصاً عندما تتسبَّب كل نظرة ورمشة في إثارة موجات جديدة من الألم.

لسوء الحظ، لا يوجد سبب محدد لما قد تعانيه من صداع نابض في مقلة العين. يقول مدحت ميخائيل، اختصاصي إدارة الألم والمدير الطبي لبرنامج علاج آلام العمود الفقري من دون جراحة بمركز "ميموريال كير أورانج كوست" في فوونتين فالي، كاليفورنيا: "ثمة عدة أسباب للمعاناة من الصداع خلف العينين".

قد تساعد معرفة مصدر صداع العين في تحديد أفضل سُبل علاجه، والتي قد تكون مجرد الحاجة إلى أخذ قسط من الراحة. من هذا المنطلق، إليك بعض الأسباب الأكثر شيوعاً للشعور بالصداع خلف العينين، وما يجب أن تفعله عندما يهدد ذلك الصداع بإفساد يومك.

أسباب الشعور بالصداع خلف العين

1- صداع التوتر

وفقاً للمكتبة الوطنية الأمريكية للطب (NLM)، يُعد الصداع المرتبط بالتوتر أكثر أنواع الصداع شيوعاً، ويتسبب في حدوث ألم من خفيف إلى متوسط. قد تصاب بصداع التوتر لعدة أسباب مختلفة، من بينها الإجهاد أو تقلصات في عضلات الرقبة أو الوجه أو فروة الرأس. عادةً ما يجعلك صداع التوتر تشعر كأن ثمة شريط ضيق ضاغط على رأسك، ما يسبّب لك ألماً في الجبهة أو مؤخرة الرأس أو على جانبي الرأس، وذلك حسبما أفاد موقع المجموعة الطبية البحثية "مايو كلينيك".

يقول الدكتور ميخائيل: " قد تتأثر العضلات حول العينين بهذا الشد العضلي، ويمتد نطاق الألم إلى خلف عينيك أيضاً". ووفقاً لـ "مايو كلينك"، عادةً ما يتضمن علاج "صداع التوتر" الأدوية المسكنة للألم، مثل الأسبرين أو الأيبوبروفين، أو العلاجات التي تجمع بين مسكنات الألم مع الكافيين.

إذا كنت تفضّل المسار غير الدوائي للتخلّص من "صداع التوتر"، ينبغي لك تجربة الحصول على بعض الراحة أو وضع كيس ثلج على رأسك أو أخذ حمام ساخن لبعض الوقت. إذا كنت تشكو بشكل معتاد من "صداع التوتر"، فتحدث إلى طبيبك بشأن الأدوية التي قد تساعدك. قد تساعد أيضاً ممارسة بعض الرياضة وتمارين الإطالة، تحت إشراف معالج طبيعي، في تخفيف تقلّص العضلات الذي يساهم في إصابتك بـ"صداع التوتر".

2- الصداع النصفي

ألم الصداع النصفي، أو صداع الشقيقة (Migraine)، يشبه النبضات الشديدة التي تخرج من أعماق رأسك، وغالباً تحدث في جانب واحد من الرأس، ويمكن أن يستمر هذا الألم لعدة أيام. يحد الصداع النصفي بشكل كبير من قدرتك على أداء روتينك اليومي. 

غالباً ما يعاني الأشخاص المصابون بالصداع النصفي من حساسية تجاه الضوء والصوت، وعادة ما يحدث الغثيان والقيء.

وفي بعض حالات الصداع النصفي قد تحدث اضطرابات بصرية، ويعاني حوالي واحد من كل خمسة أشخاص من أعراض تنبئ بهذا الاضطراب قبل أن يبدأ الصداع، فقد يرى الأضواء الساطعة، ووميض الأضواء، وأشكالاً تشبه النجوم، ونقاطاً بيضاء، وخطوطاً متعرجة.

يمكن أن يشعر الشخص أيضاً بوخزٍ في جانب واحد من الوجه، أو في ذراع واحدة، وصعوبة في التحدث. ومع ذلك، يمكن لأعراض السكتة الدماغية أيضاً أن تحاكي الصداع النصفي، لذلك إذا كان أي من هذه الأعراض جديداً عليك فمن الأفضل الحصول على رعاية طبية فورية.

اضطراب النوم والجفاف وتخطي الوجبات وبعض الأطعمة وتقلبات الهرمونات والتعرض للمواد الكيميائية جميعها من مسببات الصداع النصفي، وقد يصاب بعض الأشخاص به بعد تعرضهم لصدمة، أو نتيجة أمراض في الجهاز العصبي، أو لأسباب وراثية. والنساء عموماً أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي أكثر 3 مرات من الرجال.

إذا لم تقلل مسكنات الألم التي تصرف من دون وصفة طبية من آلام الصداع النصفي، فقد يصف طبيبك أدوية التريبتان التي تعمل على تقليل الالتهاب، وتغير تدفق الدم داخل الدماغ، وتأتي في شكل بخاخات للأنف وحبوب وحقن.

إذا كنت تعاني من صداع منهك قد يستمر لأكثر من ثلاثة أيام في الشهر، فتحدث إلى طبيبك بشأن تناول دواء يومي لمنع الصداع.

3- الصداع العنقودي

يرتبط الصداع العنقودي بمنطقة العينين، إذ عادةً ما يُسبّب ألماً شديداً في إحدى العينين أو خلفها أو حولها، وقد يمتد إلى مناطق أخرى من وجهك ورأسك ورقبتك. ووفقاً لـ "مايو كلينيك"، يحدث الصداع العنقودي بأنماط دورية معروفة باسم "الفترات العنقودية"، التي يمكن أن تستمر من بضعة أسابيع إلى شهور، وتتسبّب في حدوث نوبات ألم متكررة يومياً أو عدة مرات في اليوم الواحد تتراوح مدتها من 15 دقيقة إلى 3 ساعات.

غالباً ما يوقظك الصداع العنقودي في منتصف الليل بألم شديد في إحدى العينين أو خلفها أو حولها أو في أحد جانبي رأسك. قد يُسبّب الصداع العنقودي أيضاً أعراضاً أخرى، مثل احمرار العين، ارتخاء الجفن في الجانب المتأثر، انسداد الأنف وتعرُّق الجبهة.

وبينما تأتي نوبة الصداع العنقودي بسرعة دون سابق إنذار، تنتهي عادةً أيضاً بسرعة. وبناءً عليه، قد يكون علاج الصداع العنقودي أمراً صعباً. ومع ذلك، قد يلجأ الطبيب الخاص بك إلى بعض العلاجات، مثل الأكسجين التكميلي أو عقار "التريبتان". يوجد أيضاً علاجات وقائية يمكن تقديمها في بداية الفترة العنقودية لمنع الآلام.

4- صداع الجيوب الأنفية

يحدث صداع الحساسية أو صداع الجيوب الأنفية (Allergy or sinus headaches) أحياناً نتيجة لرد فعل تحسسي، وتعرف هذا إذا كان الألم الناتج عن هذا الصداع يتركز في منطقة الجيوب الأنفية وأمام رأسك، وعموماً، فالأشخاص الذين يعانون من الحساسية الموسمية المزمنة أو التهاب الجيوب الأنفية معرضون للإصابة به.

عادة ما يتم تشخيص صداع الشقيقة بالخطأ على أنه صداع الجيوب الأنفية، لكن في الواقع فإن حوالي 90% من "صداع الجيوب الأنفية" هي في الواقع صداع نصفي. 

أسباب الشعور بالصداع خلف العين – iStock

يتم علاج صداع الجيوب الأنفية عن طريق تخفيف المخاط الذي يتراكم، ويسبب ضغط الجيوب الأنفية. يمكن أن يكون صداع الجيوب الأنفية أيضاً أحد أعراض التهاب الجيوب الأنفية، في هذه الحالات قد يصف طبيبك المضادات الحيوية لإزالة العدوى وتخفيف الصداع والأعراض الأخرى.

5- صداع إجهاد العين

وفقاً لـ"مايو كلينيك"، يحدث صداع إجهاد العين عندما ترهق عينيك بالتركيز المستمر في شيء ما لفترة طويلة، مثل القيادة لمسافات طويلة أو إطالة التحديق في شاشة الحاسوب أو الهاتف النقَّال لساعات متتالية. قد يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض مثل صداع خلف عينيك، جفاف العين، الشعور بألم أو حرقة في عينيك، زيادة الحساسية للضوء والشعور بعدم القدرة على إبقاء عينيك مفتوحتين.

يقول الدكتور ساشديف: "يُعد إجهاد العين حالة مزعجة، لكنها تزول عادةً بمجرد منح عينيك فترة راحة". إذا كنت تشعر بأنَّ عينيك مجهدة وتريد إراحتهما، يوصي باحثو "مايو كلينيك" بضبط إضاءة شاشاتك الرقمية وإعطاء عينيك فترات راحة منتظمة واستخدام قطرات مرطبة للعين.

كيف أتجنَّب الشعور بالصداع خلف عيني؟

إذا كنت تستطيع تحديد سبب الصداع الذي تعاني منه، حاول تجربة بعض سبل العلاج السالفة الذكر لمساعدتك على الشعور بالتحسن. يقول الدكتور ساشديف: "تحقق الأدوية المتاحة من دون وصفة طبية نتائج مرضية في معظم الحالات. لكن إذا كنت تعاني باستمرار من الصداع خلف عينيك وهذا يعيق قدرتك على ممارسة حياتك الطبيعية، فإنَّ الوقت قد حان للحصول على مساعدة أحد المحترفين"، كما أخبر مجلة SELF الأمريكية. 

وعموماً؛ هناك أنواع أخرى للصداع، إذ إن الصداع هو ألم في أي منطقة من الرأس، وطبعاً مكان الألم وشدته ومدته يختلف حسب نوع الصداع، فهناك 11 نوعاً من الصداع على الأقل، وإضافة للسابق؛ هناك أيضاً: 

1- صداع الكافيين

يؤثر الكافيين على تدفق الدم إلى عقلك، لذلك فإن تناول الكثير منه يمكن أن يسبب لك صداعاً يُمكن تعريفه باسم "صداع الكافيين-Caffeine headaches". لذلك فإن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي المتكرر معرضون لخطر الإصابة بالصداع بسبب استخدامهم للكافيين.

أيضاً العكس قد يحصل، فعندما تعتاد على تعريض دماغك لكمية معينة من الكافيين كل يوم، قد تصاب بالصداع إذا لم تحصل على الكافيين، وقد يعاني من يقلل من الكافيين من أعراض الانسحاب، والتي تأتي على شكل نوبات صداع أيضاً، لكن ليس مع الجميع.

لذلك، من الأفضل عموماً الحفاظ على تناول الكافيين عند مستوى ثابت ومعقول.

2- صداع الإجهاد

من أنواع الصداع الأخرى: صداع الإجهاد – iStock

يحدث صداع الإجهاد (Exertion headaches) بسرعة بعد فترات من النشاط البدني المكثف مثل رفع الأثقال والجري وحتى العلاقة الحميمية، إذ يُعتقد أن هذه الأنشطة تسبب زيادة تدفق الدم إلى جمجمتك، ما قد يؤدي إلى صداع نابض على جانبي رأسك.

يجب ألا يستمر صداع الإجهاد لفترة طويلة، عادة ما يتم التخلص من هذا النوع من الصداع في غضون بضع دقائق أو عدة ساعات. المسكنات مثل الأسبرين والإيبوبروفين يمكنها أن تخفف الأعراض.

لكن إذا كنت تعاني من صداع الإجهاد باستمرار بعد أي مجهود حركي، فتأكد من مراجعة طبيبك، لأنه في بعض الحالات قد تكون علامة على حالة دوائية خطيرة، كما شرح موقع Health Line المتخصص في المواضيع الصحية.

3- صداع ضغط الدم المرتفع

ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يسبب لك صداعاً يُعرف بصداع ضغط الدم المرتفع (Hypertension headaches)، وهذا النوع من الصداع يشير إلى حالة طارئة؛ لأنه يحدث عندما يرتفع ضغط الدم بشكل خطير.

عادة ما يحدث صداع ضغط الدم المرتفع على جانبي رأسك، وعادة ما يكون أسوأ من أي صداع آخر، وغالباً ما تشعر أن رأسك ينبض، وقد تواجه أيضاً تغيرات في الرؤية أو التنميل أو الوخز أو نزيف الأنف أو ألم في الصدر أو ضيق في التنفس.

إذا كنت تعتقد أنك تعاني من صداع ارتفاع ضغط الدم، فعليك الحصول على رعاية طبية فورية.

وعادة ما تختفي هذه الأنواع من الصداع بعد وقت قصير من السيطرة على ضغط الدم بشكل أفضل، ولا ينبغي أن تتكرر ما دام معدل ضغط الدم تحت السيطرة.

4- صداع ناتج عن استعمال مفرط للأدوية

هناك نوع آخر من الصداع، وهو صداع ناتج عن استعمال مفرط للأدوية (Rebound headaches)، قد يأتي كأنه صداع خفيف مثل الناتج عن التوتر، أو قد يشعر المصاب به بألم شديد، مثل الصداع النصفي.

قد تكون أكثر عرضة لهذا النوع من الصداع إذا كنت تستخدم مسكنات الألم التي تصرف بدون وصفة طبية بشكل متكرر، إذ يؤدي الإفراط في استخدام هذه الأدوية إلى المزيد من حالات الصداع، وليس تقليلها.

العلاج الوحيد لهذا الصداع هو منع نفسك من تناول الدواء الذي كنت تتناوله للسيطرة على الألم، على الرغم من أن الألم قد يتفاقم في البداية، إلا أنه سيهدأ تماماً في غضون أيام قليلة.

5- صداع ما بعد الصدمة

يمكن أن يحدث صداع ما بعد الصدمة (Post-traumatic headaches) بعد أي نوع من إصابات الرأس القوية، يشبه شعور هذا الصداع الصداع النصفي أو صداع التوتر، وعادة ما يستمر بين 6 إلى 12 شهراً بعد حدوث إصابتك، ويمكن أن تصبح مزمنة.

غالباً ما يتم وصف أدوية التريبتان وسوماتريبتان للتحكم في الألم الناتج عن هذا الصداع.

6- الصداع الهرموني

عادة ما تعاني النساء من الصداع المرتبط بالتقلبات الهرمونية أو الصداع الهرموني (Hormone headaches)، إذ تؤثر كل من الدورة الشهرية وحبوب منع الحمل والحمل على مستويات هرمون الإستروجين، ما قد يسبب الصداع.

تُعرف أنواع الصداع المرتبطة بالدورة الشهرية أيضاً باسم الصداع النصفي أثناء الدورة الشهرية، ويمكن أن تصاب به النساء قبل الحيض أو أثناءه أو بعده مباشرةً، وكذلك في أثناء الإباضة.

يمكن أن تعمل مسكنات الألم التي تصرف من دون وصفة طبية، مثل نابروكسين أو الأدوية الموصوفة مثل فروفاتريبان على السيطرة على هذا الألم.

تشير تقديرات مؤسسة National Headache Foundation المتخصصة في التوعية بشأن الصداع إلى أن حوالي 60% من النساء المصابات بالصداع النصفي يعانين أيضاً من الصداع النصفي الناتج عن الدورة الشهرية، لذلك قد يكون للعلاجات البديلة دور في تقليل الصداع الكلي كل شهر، ويشمل ذلك الاسترخاء، وتناول نظام غذائي صحي.