يتحرك اللسان باستمرار، مما يساعدنا على التحدث والأكل والتذوق، وبالتالي فإن إصابتنا بأمراض اللسان قد تؤدي إلى نتائج لا نرغب بها حقاً، فإذا شعرت بأي ألم في لسانك فإن إلقاء نظرة عليه من خلال المرآة، قد يساعدنا في تحديد المشكلة، ولكن هناك بعض الأمراض التي لا يعرف سببها إلا من خلال أعراضها.
فيما يلي أبرز أمراض اللسان التي قد تصيبنا، وأسبابها وأعراضها وطرق علاجها.
أمراض اللسان
اللسان هو عضو عضلي يرتبط بالفم عبر 17 عضلة تساعده في التحرك إلى الأعلى والأسفل وإلى الجانبين؛ من أجل القيام بالحركات التي تساعد على نطق الحروف بشكل سليم.
كما أنَّ اللسان مُغطى بنسيج وردي رطب يسمى الغشاء المخاطي، توجد على سطحه نتوءات صغيرة تدعى الحليمات الذوقية وتغطي هذه الحليمات الآلاف من براعم التذوق التي تعتبر خلايا تشبه الأعصاب وتتصل بالأعصاب التي بدورها تصل إلى الدماغ.
يُعتبر اللسان جزءاً أساسياً من الحفرة الفموية، فهو مسؤول عن جميع العمليات التي تتم داخل الفم؛ حيث يساعد على تحريك الطعام داخل الفم لتسهيل مضغه بالأسنان، بالإضافة إلى البلع والتذوق والكلام.
قد يعتقد البعض أن تنظيف الأسنان هو أمر كافٍ للعناية بالصحة الفموية، ولكن اللسان لا يقل أهمية عن الأسنان أو أي عضو آخر، إذ يجب الاعتناء به وتنظيفه لتجنب الكثير من الأمراض التي قد تكون في كثير من الأحيان مزعجة للمريض.
في حين يصيب اللسان العديد من الأمراض التي تكون ذات منشأ خارجي أو داخلي، وسوء العناية به أو بنظافته قد يزيد الأمر سوءاً، وقد يجعله عرضة للإصابة بالأمراض والاضطرابات.
القلاع (داء المبيضات)
هو عدوى فطرية المنشأ تصيب الحفرة الفموية على شكل طفح أبيض اللون قد يتواجد بأي مكان داخل الفم ومنها اللسان.
يمكن أن يحدث القلاع لأي شخص تقريباً، ولكنه يكثر عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو الذين يتناولون المنشطات.
أسباب القلاع
- خروج فطر المبيضات الذي يتواجد بشكل طبيعي داخل الحفرة الفموية عن السيطرة وحدوث عدوى.
- التوتر الشديد والضغط النفسي سيما عند الأطفال خلال فترة تقديم الامتحانات.
- تناول بعض أنواع حبوب منع الحمل.
- مرضى السكري.
- التدخين.
- مرضى الأطقم السنية نتيجة عدم ملاءمته للمريض.
أعراض القلاع
- ظهور مناطق بيضاء مرتفعة قليلاً على اللسان والخدين من الداخل أو سقف الفم واللثة وقد تظهر على اللوزتين أو في مؤخرة الحلق.
- انتشار بقع بارزة تشبه الجبن على اللسان.
- تشقق والتهاب في زوايا الفم (التهاب الشفة الزاوي).
- حدوث نزيف بسيط عند حك المنطقة المصابة أو محاولة إزالة البقع البيضاء.
- فقدان حاسة التذوق.
- صعوبة البلع.
- علامة حمراء كبيرة في وسط اللسان غير مؤلمة.
علاج القلاع
من السهل علاج مرض القلاع لدى الأطفال والبالغين الأصحاء، لكنه قد يصعب علاج المرضى الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة لديهم، ويتم ذلك من خلال ما يلي:
- وصف أدوية مضادة للفطريات يجب تناولها من 10-14 يوماً، وقد تكون على شكل أقراص أو سوائل.
- المحافظة على نظافة أسنانك ولسانك عن طريق تفريشها واستعمال الخيوط السنية بانتظام.
- المضمضة بالماء والملح قد تساعد على تخفيف الاحمرار والتهيج والتعقيم.
- قد تساعد بعض الوصفات المنزلية التي لا تحتاج لوصفة طبيب مثل اللبن أو المضمضة بالماء ممزوجاً بخل التفاح ووضع التوت على مكان الإصابة من تخفيف حدة الاصابة.
اللسان الجغرافي
هو حالة التهابيّة تصيب اللسان، وتؤدي إلى ضمور بعض مناطق الحليمات اللسانية، فتبدو بشكل سطح أملس أحمر ومرتفع قليلاً.
ويعتبر اللسان الجغرافي حالة غير مؤذية ويسمى أيضاً التهاب اللسان المهاجر الحميد؛ بسبب البقع الحمراء التي تظهر على سطحه وتغيّر موقعها مع مرور الوقت.
أسباب اللسان الجغرافي
- لا يوجد سبب معروف لظهور اللسان الجغرافي، ولكن هناك عوامل خطورة قد تكون ذات صلة بظهوره.
- الإصابة ببعض الأمراض الأخرى مثل الحزاز المنبسط والصدفية.
- عامل وراثي.
- معظم الأشخاص الذين يعانون من اللسان المشقوق يعانون من ظهور اللسان الجغرافي.
أعراض اللسان الجغرافي
في كثير من الأحيان لا يشعر المصابون باللسان الجغرافي بأي أعراض؛ فهو مرض حميد وغير مؤذٍ ولكنك حتماً عليك مراجعة الطبيب عند ملاحظة أي عرض أو تغيّر في اللسان، وفيما يلي أبرز الأعراض التي يمكن ملاحظتها:
- بقع حمراء اللون وملساء تظهر على سطح اللسان.
- تغيّر في حجم الآفات مع تغيير في مكانها على سطح اللسان مع مرور الوقت.
- شعور بالحرقة والانزعاج عند تناول الطعام خاصة الحار أو الذي يحتوي على توابل أو الحمضيات.
علاج اللسان الجغرافي
قد لا يتطلب اللسان الجغرافي أي علاج؛ نظراً لأنه مرض غير ضار، لكنه قد يسبب أحياناً شعوراً بعدم الارتياح عند المريض، وحرقة أثناء تناول الطعام، أما العلاجات المتاحة فهي ما يلي:
- الأدوية المسكنة للألم التي لا تحتاج لوصفة طبية.
- المضمضة بمخدر خاص للفم يساعد على الشعور بالراحة ويقلل الانزعاج.
- استخدام غسول الفم المضاد للهيستامين أو مراهم أو غسول كورتيكورستيرويد.
- تناول مكملات فيتامين B في بعض الحالات.
- الابتعاد عن تناول الحمضيات والأكل الحار لتجنب الانزعاج قدر الإمكان.
اللسان الأسود المشعر
اللسان الأسود المشعر، هو حالة فموية مؤقتة غير ضارة تعطي اللسان مظهراً داكن اللون.
عادة ما ينتج المظهر المتميز عن تراكم خلايا الجلد الميتة على العديد من النتوءات الصغيرة (الحليمات) على سطح اللسان الذي يحتوي على براعم التذوق.
يمكن لهذه الحليمات، التي تكون أطول من المعتاد، أن تتلوث بالبكتيريا أو الخميرة أو التبغ أو الطعام أو المواد الأخرى.
رغم أن اللسان الأسود المشعر قد يبدو مقلقاً للبعض، فإنه عادة لا يسبب أي مشاكل صحية أو أي ألم.
يُعالج اللسان الأسود المشعر عن طريق القضاء على الأسباب المحتملة أو العوامل المساهمة وممارسة نظافة الفم الجيدة.
أسباب اللسان الأسود المشعر
يظهر اللسان الأسود المشعر عندما تنمو الحليمات على سطح اللسان بشكل أطول دون التخلص من الخلايا الميتة على سطحها، وهذه الخلايا تعطي مظهر اللسان المشعر، ومع تراكم البكتيريا والعوامل الأخرى يتغير لونها للأسود.
على الرغم من أنه لايمكن تحديد سبب ظهور اللسان الأسود المشعر دائماً فإن هناك عوامل تساهم في ذلك، منها:
- الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية التي تساهم بظهور تغيرات في بكتيريا الفم.
- العناية السيئة بالنظافة الفموية خصوصاً عدم تنظيف اللسان وتفريشه يومياً.
- جفاف الفم والحلق.
- الاستخدام العشوائي والكثيف لغسولات الفم التي تحتوي على البيروكسيد.
- التدخين.
- شرب كميات كبيرة من الشاي الأسود والقهوة أو الكحول.
أعراض اللسان الأسود المشعر
اللسان أسود اللون أو قد يظهر بلون بني أو أصفر أو أبيض.
مظهر الحليمات المتطاول يشبه الشعيرات الصغيرة أو الفرو.
إحساس بالحرقة أو الدغدغة.
رائحة فم كريهة.
تغييرات في مذاق الأطعمة المختلفة.
إحساس مستمر بطعم معدني في الفم.
علاج اللسان الأسود المشعر
عادة ما تختفي الأعراض من تلقاء نفسها، من حوالي 7 إلى 10 أيام، وفي حال استمرار ظهور الأعراض، ينبغي التوجه إلى عيادة طبيب الأسنان لطلب العلاج، ويتم ذلك من خلال:
- تنظيف اللسان بالفرشاة بشكل جيد، كما يُمكن استخدام الكاشط الخاص باللسان لإزالة الخلايا الميتة والبكتيريا المُتراكمة على سطح اللسان.
- الابتعاد عن التدخين أو الإفراط في تناول الكحوليات؛ لأنها من العوامل الأكثر خطورة.
- الاعتماد على نظام غذائي متنوع من الأطعمة وعدم الاعتماد فقط على الأطعمة اللينة.
- تغيير الغسولات الفموية التي تحتوي على البيروكسيد واستعمال تلك التي تعد آمنة أكثر وبانتظام دون المبالغة باستخدامها.
اللسان المتشقق
يصف هذا المصطلح اللسان الذي يحتوي على أخاديد صغيرة أو كبيرة تتواجد على السطح العلوي من اللسان (ظهره).
ويمكن أن تكون هذه الشقوق صغيرة أو كبيرة ضحلة أو عميقة مفردة أو متعددة، وغالباً ما يكون هناك شق بارز في وسط اللسان.
عادة ما تتواجد معظم الشقوق في الثلث الأوسط من اللسان، وتصيب الذكور أكثر بقليل من الإناث وهي حالة حميدة.
أسباب اللسان المتشقق
السبب المباشر للإصابة باللسان المتشقق غير معروف، ولكن يعتقد أن هناك دوراً لعوامل كثيرة في ظهوره ومنها:
- عوامل وراثية.
- متلازمة ميلكرسون روزنتال وهي اضطراب عصبي يؤدي لإصابة العديد من عضلات الوجه وإضعافها وتورم الشفاه، بالإضافة إلى تشقق اللسان.
- متلازمة داون حيث يظهر اللسان المتشقق لديهم بنسبة 80%.
- متلازمة شوغرن وهي متلازمة تصيب المريض بالتعب الدائم، بالإضافة إلى آلام في المفاصل وجفاف الفم وتشقق اللسان.
- اللسان الجغرافي قد يترافق مع تشقق اللسان.
أعراض اللسان المتشقق
- ظهور الشقوق بشكل مرئي وواضح ويبدو اللسان وكأنه ينقسم إلى نصفين في حالة الشق المتوسط العميق.
- الحساسية والإحساس بالحرقة والألم عند تناول الحمضيات والمشروبات الغازية.
- غياب بعض الحليمات من سطح اللسان إذا ترافق مع اللسان الجغرافي؛ مما يؤثر على المذاق بشكل جيد.
- صعوبة تنظيف اللسان بسبب كثرة الشقوق الصغيرة التي قد تعلق بداخلها البكتيريا.
- رائحة فم كريهة.
علاج اللسان المتشقق
في حال عدم وجود أي عدوى بكتيرية أو فيروسية فقد يبقى اللسان دون علاج؛ نظراً لكونه مرضاً حميداً غير مؤذٍ، ولكن يوصي الطبيب دائماً في حالة اللسان المشقوق بما يلي:
- تنظيف اللسان بشكل جيد ويومي لإزالة كافة الترسبات والبكتيريا بين الشقوق، منعاً لتراكمها وتسببها لرائحة الفم الكريهة.
- استعمال الغسولات الطبية واستخدامها بحذر وانتظام.
أما في حال مرافقة اللسان بعدوى جرثومية فيجب استشارة الطبيب لوصف مجموعة من الأدوية والمراهم التي تستطيع القضاء على العدوى والسيطرة عليها.
التهاب اللسان
عادة ما يصاب الأشخاص المصابون بعدوى جرثومية أو فيروسية بالتهاب اللسان الذي يسبب تغيراً في نسيج اللسان ولونه، بالإضافة إلى أن الأعراض تختلف من شخص لآخر، ولكنه على الرغم من ضرورة علاجه لا يعد مرضاً خطيراً.
أنواع التهاب اللسان
التهاب اللسان الحاد: غالباً ما يتطور فجأة ويمكن أن يكون له أعراض شديدة.
التهاب اللسان المزمن: غالباً ما يكون ناتجاً عن الإصابة بحالة صحية.
التهاب اللسان الضموري: يُسمى أيضاً التهاب اللسان هنتر، إذ تتقلص العديد من نتوءات اللسان الصغيرة (الحليمات)، مما يغير سطح اللسان، مما يجعله يبدو لامعاً.
التهاب اللسان المعيني المتوسط: غالباً ما تسبب عدوى المبيضات الفطرية في هذا النوع من التهاب اللسان.
أسباب التهاب اللسان
- قد يكون التهاب اللسان نتيجة لرد فعل تحسسي، فيصاب اللسان بتورم وبألم مفاجئ وقد يكون حاداً، وذلك نتيجة الحساسية تجاه دواء معين أو نوع من الطعام.
- إصابات الفم مثل الجروح الصغيرة والحروق من الطعام الساخن قد تسبب التهاب اللسان وانتفاخه.
- بعض الأمراض تسبب التهاب اللسان، خاصة تلك التي يحدث فيها نقص في التغذية، مثل الاضطرابات الهضمية وسوء التغذية بالبروتين، وفقر الدم الخبيث.
- العدوى الجرثومية والفيروسية والفطرية جميعها تسبب التهاب اللسان مثل الهربس الفموي وعدوى المبيضات الفطرية.
- نقص الحديد والفيتامينات.
أعراض التهاب اللسان
- تورم اللسان.
- ألم في اللسان.
- الإحساس بالحرقة والحكة.
- تغيرات في نسيج اللسان بسبب تغير في شكل وحجم الحليمات على سطحه، مما يؤي لظهوره بشكل أملس أحمر اللون.
- فقدان القدرة على الكلام أو الأكل بشكل صحيح.
- صعوبة البلع.
علاج التهاب اللسان
- يعتمد علاج التهاب اللسان على السبب، بشكل عام، حيث يستجيب التهاب اللسان جيداً للعلاج بمجرد أن يحدد الطبيب السبب الأساسي.
- العلاج بالأدوية في حال كان المرض بسبب عدوى.
- المكملات الغذائية لعلاج التهاب اللسان بسبب نقص التغذية.
- الابتعاد عن المأكولات الحارة التي تزيد الحالة سوءاً.
وأخيراً، يمكن تدارك جميع أمراض اللسان عن طريق العناية الفائقة بنظافة الفم من تفريش الأسنان واستعمال الخيط السني، بالإضافة إلى عدم إهمال تنظيف اللسان عن طريق استخدام فرشاة اللسان الخاصة التي تساعد على تنظيفه وإزالة البكتيريا والفطريات التي تتراكم على سطحه.