تعاني العديد من النساء من حدوث بعض التغيرات في الرؤية أثناء فترة الحمل.
تعود الرؤية الضبابية أثناء الحمل في الغالب إلى التغيرات الهرمونية التي تؤدي إلى احتباس الماء في العين وجفافها. وعادة ما تكون مؤقتة وتزول من تلقاء نفسها بعد الولادة.
ولكن في بعض الأحيان، يمكن أن تكون التغيرات في الرؤية أثناء الحمل بسبب تسمم الحمل أو فرط نشاط الغدة الدرقية أو اضطراب في مستويات سكر الدم.
وتشير التقديرات إلى أن 14% من جميع النساء يصبحن أكثر قصر نظر أو يعانين من الرؤية الضبابية أثناء الحمل. إليك السبب ومتى عليكِ التوجه للطبيب.
اقرأ أيضاً
لماذا قد تعانين من تغيرات في الرؤية أثناء الحمل؟
أثناء الحمل، يمكن أن تؤثر التغيرات في الهرمونات والتمثيل الغذائي واحتباس السوائل والدورة الدموية على عينيك وبصرك.
قد يؤدي احتباس الماء، على وجه الخصوص، إلى زيادة طفيفة في سمك وانحناء القرنية. إنه تغيير بسيط، لكنه قد يؤثر على ما إذا كانت النظارات أو العدسات اللاصقة لا تزال تصحح رؤيتك تماماً – أو تجعل رؤيتك تبدو ضبابية حتى لو لم تكوني بحاجة إلى نظارات قبل الحمل.
إنه أيضاً سبب عدم التوصية بإجراء جراحة العيون بالليزر أثناء الحمل، أو شراء العدسات اللاصقة الجديدة أو زوج جديد من النظارات.
يمكن للتغيرات الهرمونية أيضاً أن تجعل عينيك أكثر جفافاً وتهيجاً أثناء الحمل (وطالما ترضعين من الثدي)، مما قد يساهم في عدم دقة الرؤية. إلى جانب التغييرات الطفيفة في شكل وسمك القرنية، قد تجدين أنه من غير المريح ارتداء العدسات اللاصقة، وخاصة العدسات الصلبة.
اقرأ أيضاً
متى تبدأ الرؤية الضبابية أثناء الحمل؟
عادةً ما ترتبط تغيرات الرؤية الأكثر شيوعاً أثناء الحمل، مثل الرؤية الضبابية، بالتغيرات في القرنية وتحدث بشكل رئيسي في الثلثين الثاني والثالث من الحمل. وعادة ما تكون دائماً طفيفة ومؤقتة وتختفي من تلقاء نفسها في غضون عدة أشهر من الولادة أو بعد الانتهاء من الرضاعة الطبيعية.
الاضطرابات البصرية قد تحدث بسبب الصداع النصفي
خلال فترة الحمل، قد ترين الخطوط المتعرجة أو البقع العائمة الناتجة عن صداع الشقيقة لأول مرة أثناء الحمل.
وفي حين أن الصداع النصفي مزعج للغاية، إلا أنه نادراً ما يكون مدعاة للقلق. كما أنه شائع بشكل خاص في الثلث الأول وأوائل الثلث الثاني من الحمل ويميل إلى التحسن – حتى بالنسبة للنساء اللائي عانين منه في الماضي – في أواخر الثلثين الثاني والثالث من الحمل، بسبب ارتفاع مستويات هرمون الأستروجين.
يمكن لطبيبك أن يعطيك دواء للمساعدة في علاج هذه الصداع النصفي حسب الحاجة، وحتى يقترح بعض الأدوية أو المكملات لمنعها.
اعتلال المشيمية المركزي قد يسبب ضبابية الرؤية
تُصاب بعض النساء اللاتي يحملن حملاً صحياً بمرض نادر في العين يسمى اعتلال المشيمية والشبكية المصلي المركزي، حيث يتراكم السائل تحت الشبكية.
تعتبر هذه الحالة غير شائعة، حيث تحدث عند 4 نساء فقط من كل 17000 امرأة حامل.
تنفصل طبقات الشبكية في هذه الحالة وتشوه الرؤية، مما يؤدي إلى ضبابية في الرؤية. ورغم أن سببها غير معروف، إلا أنها غالباً ما تتطور في أواخر الحمل. وعادة ما تعود الرؤية إلى طبيعتها في نهاية الحمل أو في غضون بضعة أشهر بعد الولادة.
مرض السكري خلال الحمل قد يسبب تشوش الرؤية
يمكن أن يؤدي الحمل إلى الإصابة بداء السكري أو تفاقمه إن كان موجود مسبقاً.
إذا تم تشخيص إصابتك بمرض السكري قبل الحم ، تأكدي من العمل على تحسين التحكم في نسبة السكر في الدم قبل الحمل. بالإضافة إلى زيارة اختصاصي الغدد الصماء قبل الحمل، يجب عليك مراجعة طبيب العيون قبل الحمل ومرة أخرى في بداية الحمل لفحص الأوعية الدموية في شبكية العين.
ستحتاجين أيضاً إلى إجراء المزيد من فحوصات العين المتكررة أثناء الحمل وفي فترة ما بعد الولادة.
نصائح تساعدك على التعامل مع ضبابية الرؤية أثناء الحمل
الخبر السار والسيئ أنه على الرغم من أنه لا يوجد الكثير مما يمكنك فعله لمنع أو علاج تشوش الرؤية أثناء الحمل، إلا أنها عادة حالة مؤقتة تنتهي بعد الولادة.
لكن إذا كانت الرؤية الضبابية أثناء الحمل مرتبطة بجفاف العين، فجرِّبي هذه النصائح:
- استخدمي القطرات الآمنة للحمل التي يصفها طبيب العيون الخاص بكِ.
- إذا كانت لديك عدسات لاصق ، فحاولي ارتداءها لفترات زمنية أقصر. واستخدمي النظارات عوضاً عنها.
- خذي فترات راحة منتظمة من الشاشات. التحديق في التلفاز أو الكمبيوتر أو الهاتف الذكي لفترات طويلة يمكن أن يجعل الجفاف والتهيج أسوأ.
متى تكون تغيرات الرؤية أثناء الحمل مدعاة للقلق؟
في بعض الأحيان، يمكن أن تكون الرؤية الضبابية أثناء الحمل علامة على حالة أكثر خطورة، بما في ذلك تسمم الحمل أو فرط نشاط الغدة الدرقية.
تسمم الحمل
يمكن أن تكون بعض التغيرات في الرؤية أثناء الحمل، بما في ذلك الرؤية الضبابية والرؤية المزدوجة والفقدان المؤقت للرؤية، من أعراض تسمم الحمل.
يعتبر تسمم الحمل أحد مضاعفات الحمل الخطيرة التي تنطوي على ارتفاع ضغط الدم وتتطور في آخر 20 أسبوعاً من الحمل.
تشمل العلامات أو الأعراض الإضافية لتسمم الحمل الصداع، والتورم في الساقين واليدين و/ أو الوجه، والغثيان أو القيء، والألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن.
إذا كنت تعتقدين أنك قد تكونين مصابة بالتسمم، فاتصلي بطبيبك أو توجّهي إلى المستشفى على الفور، لأنه يتطلب علاجاً سريعاً.
مرض عين جريفز وفرط نشاط الغدة الدرقية
في بعض الأحيان، يمكن أن يكون الشعور بجفاف العين واحمرار العين من أعراض مرض جريفز. وهو السبب الأكثر شيوعاً لفرط نشاط الغدة الدرقية، كما يشير موقع Mayoclinic.
قد يتم تشخيص إصابتك بفرط نشاط الغدة الدرقية لأول مرة أثناء الحمل بسبب التغيرات الهرمونية. وتميل الأعراض إلى أن تزداد سوءاً في الأشهر الثلاثة الأولى وتتحسن في وقت لاحق من الحمل. وفي حال أصبحت الأعراض شديدة، فقد يضعك طبيبك على دواء مضاد للغدة الدرقية.
متى يجب أن تلجئي للطبيب؟
ينصح موقع What to Expect، بأن تتصلي بطبيبك على الفور إذا كنت تعانين من رؤية ضبابية شديدة أثناء الحمل، خاصة إذا كانت مصحوبة بأي من هذه الأعراض البصرية الأخرى:
- إذا كنت ترين ومضات من الضوء.
- ضعف الرؤية.
- فقدان مؤقت للرؤية.
- رؤية مزدوجة.
- تهيج في العين.
- احمرار أو التهاب الجزء الأبيض من العين.
- عيون دامعة جداً أو جافة.
- تورم الجفون.
- عيون منتفخة.
من المهم أيضاً أن تكوني على دراية بعلامات تسمم الحمل، والتي تظهر دائماً تقريباً خلال النصف الثاني من الحمل؛ إذا واجهت أياً منها اذهبي لطبيبك على الفور:
- انتفاخ مفاجئ وشديد في الوجه واليدين.
- زيادة الوزن المفاجئة.
- صداع شديد.
- الغثيان أو القيء.
- قلة إنتاج البول.
- ألم تحت ضلوعك على الجانب الأيمن.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.