عندما كان صبياً، تم تشخيص النجم الأرجنتيني الفائز بجائز الكرة الذهبية 5 مرات ميسي بمرض نقص هرمون النمو في سن الثامنة والذي كان السبب الرئيسي لقصر قامته نسبياً والتي لا تتجاوز 169 سم.
وكان والداه يحقنانه بإبر الهرمونات، حتى تعلم القيام بذلك بنفسه وهو في سن الـ12، وفقاً لموقع صحيفة The Sun.
وقد استمر بتلقي العلاج الذي كان باهظ الثمن والذي كانت تصل كلفة الإبرة الواحدة منه 1500 دولار حتى عمر 13، وعندما وقع عقداً مع نادي برشلونة لكرة القدم تكفل النادي بدفع تكاليف علاجات ميسي الهرمونية التي التزم بها حتى نهاية فترة المراهقة تقريباً.
إذاً ما هو نقص هرمون النمو؟ وما هي أعراضه وأسبابه؟ نستعرض التفاصيل في هذا التقرير.
ما هو مرض نقص هرمون النمو؟
يحدث نقص هرمون النمو (GHD) عندما لا تنتج الغدة النخامية ما يكفي من هرمون النمو. وهو يصيب الأطفال أكثر من البالغين.
والغدة النخامية هي غدة صغيرة بحجم حبة البازلاء تقع في قاعدة الجمجمة وتفرز ثمانية هرمونات تتحكم بعضها في نشاط الغدة الدرقية ودرجة حرارة الجسم.
يحدث مرض نقص هرمون النمو في حوالي 1 من كل 7000 حالة ولادة. هذه الحالة هي أيضاً أحد أعراض العديد من الأمراض الوراثية، بما في ذلك متلازمة برادر ويلي.
على الرغم من أن اسم المرض يبدو مثيراً للقلق، ولكن من المهم أن تعرف أنه قابل للعلاج. إذ غالباً ما يتعافى الأطفال الذين يتم تشخيصهم مبكراً بشكل جيد. لكن إذا تُركت دون علاج، يمكن أن تؤدي الحالة إلى طول قامة أقصر من المتوسط وتأخر سن البلوغ.
ما الذي يسبب نقص هرمون النمو؟
قد يكون سبب نقص هرمون النمو غير الموجود عند الولادة وجود ورم في الدماغ. وتقع هذه الأورام عادة في موقع الغدة النخامية أو منطقة ما تحت المهاد القريبة من الدماغ.
كما يمكن أن تتسبب إصابات الرأس الخطيرة والالتهابات والعلاجات الإشعاعية أيضاً في الإصابة بداء نقص هرمون النمو. وهذا ما يسمى نقص هرمون النمو المكتسب.
لكن معظم حالات هذا المرض مجهولة السبب ولم يستطِع المختصون إيجاد سبب محدد لها حتى الآن.
أعراض نقص هرمون النمو
الأطفال المصابون بنقص هرمون النمو يكونون عادة أقصر من أقرانهم ولديهم وجوه أصغر سناً وأكثر استدارة. قد يكون لديهم أيضاً دهون حول البطن، على الرغم من أن نسب أحجام أجسامهم متوسطة.
أما إذا ظهر في وقت لاحق من حياة الطفل، بسبب إصابة الدماغ أو الأورام، فإن أعراضه الرئيسية هي تأخر سن البلوغ. وفي بعض الحالات توقف التطور الجنسي.
كما يعاني العديد من المراهقين المصابين بهذا المرض من تدني الثقة بالنفس بسبب تأخر النمو وقصر القامة أو بطء معدل النضج. على سبيل المثال، قد لا يكبر الثدي عند الشابات وقد لا تتغير أصوات الشباب بنفس معدل أقرانهم.
انخفاض قوة العظام هو عرض آخر من أعراض هذا المرض؛ ما قد يؤدي إلى المزيد من الكسور المتكررة، خاصة عند كبار السن.
قد يشعر الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستويات هرمون النمو بالتعب ونقص القدرة على التحمل. وقد يعانون من الحساسية لدرجات الحرارة الساخنة أو الباردة.
أما بالنسبة الآثار النفسية، فقد يعاني المصابون بنقص هرمون النمو من الكآبة وقلة التركيز وضعف الذاكرة ونوبات من القلق أو الضيق العاطفي.
عادة ما يكون لدى البالغين المصابين بهذا المرض مستويات عالية من الدهون في الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم. هذا ليس بسبب سوء التغذية، ولكن بسبب التغيرات في التمثيل الغذائي في الجسم بسبب انخفاض مستويات هرمون النمو.
كما يكونون أكثر عرضةً للإصابة بمرض السكري وأمراض القلب.
كيف يتم علاج نقص هرمون النمو؟
منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، تم استخدام هرمونات النمو الاصطناعية بنجاح كبير في علاج الأطفال والبالغين. وقبل هرمونات النمو الاصطناعية، كانت تستخدم هرمونات النمو الطبيعية من الجثث للعلاج.
يُعطى هرمون النمو عن طريق الحقن، عادةً في أنسجة الجسم الدهنية، مثل مؤخرة الذراعين أو الفخذين أو الأرداف. ويكون أكثر فاعلية عند أخذه كعلاج يومي، كما يشير موقع Kids Health.
الآثار الجانبية للأدوية طفيفة بشكل عام، ولكنها قد تشمل احمراراً في موقع الحقن والصداع وألماً في الورك وتقوس العمود الفقري (الجنف). وفي حالات نادرة، قد تساهم حقن هرمون النمو طويل الأمد في تطور مرض السكري، وخاصة في الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي لهذا المرض.
غالباً ما يُعالج الأطفال المصابون بنقص هرمون النمو الخلقي بهرمون النمو حتى بلوغهم سن البلوغ. وفي كثير من الأحيان، تبدأ أجسام الأطفال بإنتاج ما يكفي من هرمون النمو بشكل طبيعي مع دخولهم مرحلة البلوغ.
ومع ذلك، يظل البعض يحتاجون للعلاج طوال حياتهم. وهذا ما يحدده الطبيب عن طريق مراقبة مستويات الهرمونات في الدم.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.