الاحمرار والحرقة وتشوش الرؤية قد تكون علامات تحذيرية.. أسباب ارتفاع ضغط العينين الذي قد يسبب العمى!

عربي بوست
تم النشر: 2022/05/12 الساعة 12:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/05/12 الساعة 12:08 بتوقيت غرينتش
ارتفاع ضغط العينين له العديد من الأسباب الصحية التي تتطلب العلاج -  ShutterStock

قد تعاني من حالة مستمرة من احمرار العينين والشعور بالحرقة والضغط وتشوش الرؤية، وتعتقد أن تلك الأعراض بسبب الإرهاق وعدم النوم الكافي، لكن الحقيقة أنها قد تكون أعراضاً لحالة صحية تستلزم تلقي الرعاية الطبية العاجلة قبل فوات الأوان.

وفي حالة ارتفاع ضغط العينين يكون الضغط داخل العين أعلى من المعتاد أو الطبيعي لهما لأسباب صحية مختلفة.

ويُقاس ضغط العين بالملليمتر الزئبقي، ويتراوح من 10 إلى 21 ملم زئبق. أما ارتفاع ضغط الدم في العين فيكون عندما يزيد عن 21 ملم زئبقي.

البالغين أكثر 40 عاماً أكثر عرضة للإصابة بالحالة عن غيرهم - ShutterStock
البالغين أكثر 40 عاماً أكثر عرضة للإصابة بالحالة عن غيرهم – ShutterStock

أعراض ومخاطر ارتفاع ضغط العين

إذا تُرك ضغط العين المرتفع دون علاج يمكن أن يُسبب الجلوكوما وفقدان الرؤية الدائم، ما يجعلها حالة صحية تستلزم تلقي الرعاية الطبية العاجلة قبل فوات الأوان.

ومن أبرز الأعراض للحالة عند تطورها:

  1. ألم العينين.
  2. الاحمرار.
  3. الصداع.
  4. تشوش الرؤية.
  5. الوميض.

ومع ذلك، يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من ارتفاع ضغط الدم في العين دون أن يصابوا بأي ضرر لأعينهم أو في درجة رؤيتهم ودون أية أعراض محسوسة.

ويقدر الباحثون وفقاً لموقع All About Vision لصحة النظر، أن ما يصل إلى 9.4% من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 40 عاماً أو أكثر يعانون من ارتفاع ضغط العين، وأن احتمالية حدوث هذه الحالة تزيد بنسبة 10 إلى 15 مرة عن الجلوكوما الأولية مفتوحة الزاوية، وهي النوع الأكثر شيوعاً من مرض الجلوكوما، وهي حالة احتباس سوائل العين أو ما يُعرف بـ"المياه الزرقاء".

كيف تعرف أن لديك ارتفاع ضغط العين؟

لا يمكنك أن تعرف بنفسك أنك تعاني من ارتفاع ضغط الدم في العين، لأنه لا توجد علامات خارجية مثل ألم العين أو احمرار العينين الكافية لتحديد الإصابة بالحالة. وبالتالي لا يمكن اكتشافه إلا من قبل أخصائي العيون.

وأثناء الفحص الشامل للعين سيقوم أخصائي العيون بقياس ضغط العين ومقارنته بالمستويات الطبيعية، وكما أسلفنا تشير قراءة ضغط العين البالغة 21 ملم زئبقي أو أعلى إلى ارتفاع ضغط الدم في العين.

ومن خلال تخيُّل عينيك على أنهما كرتان أرضيتان منتفختان بالضغط، يمكن تصور أسباب المشكلة، إذ سيؤدي الضغط المرتفع والمستمر إلى إلحاق الضرر بالعصب البصري الحساس للعين، ما يسبب الجلوكوما.

ما الذي يسبب ارتفاع ضغط العين؟

العوامل التي تسبب أو ترتبط بارتفاع ضغط الدم في العين هي تقريباً نفس أسباب الجلوكوما، وتشمل:

1- الإفراط في الإنتاج المائي للعين

ماء العين "acqeous" هو سائل صافٍ يتم إنتاجه داخل العين بواسطة هيكل يقع خلف القزحية، يسمى الجسم الهدبي. ويتدفق العنصر المائي من خلاله ليملأ القشرة الأمامية للعين (الفراغ بين القزحية والقرنية).

وعن تصريف المياه من العين من خلال هيكل فهو يسمى بالشبكة التربيقية، ويقع في محيط الغرفة الأمامية، حيث تلتقي القرنية والقزحية. وبحسب موقع Mayo Clinic الطبي، في حال كان الجسم الهدبي ينتج الكثير من السوائل المائية، فإن الضغط في العين يزداد، ما يتسبب في ارتفاع ضغط الدم في العين.

الحالة قد تؤدي إلى العمى التام على المدى الطويل وعند عدم تلقي العلاج - ShutterStock
الحالة قد تؤدي إلى العمى التام على المدى الطويل وعند عدم تلقي العلاج – ShutterStock

2- التصريف المائي غير الكافي

إذا كان التصريف المائي بطيئاً جداً من العين فسيؤدي ذلك إلى تعطيل التوازن الطبيعي للإنتاج المائي والتصريف، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط العين أيضاً، وفقاً لموقع WebMD للمعلومات الطبية.

3- آثار جانبية عند تناول بعض الأدوية

يمكن أن يكون لبعض الأدوية آثار جانبية تسبب ارتفاع ضغط الدم في العين لدى بعض الأشخاص. على سبيل المثال، ثبت أن الأدوية الستيرويدية المستخدمة لعلاج الربو والحالات الأخرى تزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم في العين.

لذلك إذا كان الطبيب قد وصف لك أدوية الستيرويد لأي سبب من الأسباب، فاسأل أخصائي العيون الخاص بك عن عدد المرات التي يجب أن يتم فيها فحص ضغط العين، والطرق التي يمكن من خلالها حماية نفسك من التبعات الخطيرة.

4- التعرُّض لصدمة العين

يمكن أن تؤثر إصابة العين على توازن الإنتاج المائي والتصريف الطبيعي لسوائل العينين، ما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط العين. 

وفي بعض الأحيان يمكن أن يحدث هذا بعد شهور أو سنوات من الإصابة. أثناء فحوصات العين الروتينية كل عام، تأكد من إخبار أخصائي العيون إذا كنت قد عانيت من أي صدمة للعين مؤخراً أو في الماضي.

5- أمراض العيون الأخرى

ارتبط ارتفاع ضغط الدم في العين بعدد من حالات العين الأخرى، بما في ذلك متلازمة التقشير الكاذب، ومتلازمة تشتت الصباغ وقوس القرنية. لذلك إذا كنت تعاني من أي من هذه الحالات فقد يوصيك طبيب العيون بإجراء المزيد من فحوصات العين وقياسات ضغط العين.

إضافة لما سبق، يلعب العرق والعمر والتاريخ العائلي دوراً في خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم في العين والإصابة بالمياه الزرقاء.

رغم أن أي شخص يمكن أن يصاب بارتفاع ضغط العين، فإن الأشخاص من أصل إفريقي، والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاماً، والأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من ارتفاع ضغط الدم في العين أو الجلوكوما معرضون لخطر أكبر.

وفقاً لبعض الأبحاث، قد يكون الأشخاص الذين لديهم قياسات أرق من المعتاد لسمك القرنية المركزي أكثر عرضة لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم في العين والإصابة بالجلوكوما.

يمكن علاج المشكلة باستخدام قطرات العين المتخصصة للحالة - ShutterStock
يمكن علاج المشكلة باستخدام قطرات العين المتخصصة للحالة – ShutterStock

علاج الحالة وطرق السيطرة عليها

لحسن الحظ، يمكن علاج ارتفاع ضغط الدم في العين عند التشخيص. ويُعد العلاج الأكثر شيوعاً هو استخدام قطرات العين للمساعدة في تقليل ضغط العين.

وبالنسبة للغالبية العظمى من الناس، لا يسبب ارتفاع ضغط الدم في العين أي مشاكل. أما بالنسبة لأولئك الذين لديهم فرصة أكبر للإصابة بالجلوكوما، فيمكن وصف قطرات العين اليومية لتقليل ضغط العين، وتقليل خطر حدوث الجلوكوما إلى النصف تقريباً، وفقاً لموقع SpecSaver لطب العيون.

ومع ذلك، من المهم أن تخضع لاختبارات عين منتظمة حتى تتمكن من مراقبة ضغط عينيك، والبحث عن علامات الجلوكوما المبكرة فور أن تبدأ في التطور.

إذ يكون علاج ضغط العين المرتفع والجلوكوما أكثر فاعلية عندما يتم اكتشافه مبكراً.

ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

تحميل المزيد