يرتبط تعبير "إزالة السموم" في أذهاننا غالباً بنظام غذائي معين يعمل على تنظيف أجسادنا وإعطائها شعوراً بالراحة، لكن إزالة السموم في واقع الأمر هي عملية فيزيولوجية طبيعية تقوم بها أجسادنا بشكل يومي، وتنعكس نتائجها على صحتنا بكل تأكيد.
إزالة السموم من الجسم بشكل طبيعي
تسمى عملية إزالة السموم من الجسم بشكل طبيعي عملية إزالة السموم الأيضية، وهي عملية معقدة جداً، وتحدث على مدار اليوم دون أن ندرك ذلك حتى.
لإتمام هذه العملية يشترك عدد من الأعضاء معاً (مثل الكبد، والكلى، والجلد)، كذلك تشارك الأنظمة الفيزيولوجية (مثل الجهاز التنفسي والليمفاوي والجهاز الهضمي)؛ إذ تعمل باستمرار على طرد السموم والمنتجات الثانوية من الجسم يومياً.
وتقوم أجسادنا بالتخلص من السموم بعدة طرق، منها داخلي ومعقد، ومنها ما نستطيع إدراكه مثل التبول أو التبرز أو التعرق أو حتى الزفير لإحراج ثاني أكسيد الكربون والغازات السامة، وبغض النظر عن اختلاف طرق إزالة السموم، فإنها جميعها تخدم هدفاً واحداً هو تنظيف أجسادنا من الداخل، وطرد المركبات غير المرغوب بها.
ومن حسن حظنا فإن جسم الإنسان حكيم بالفطرة؛ إذ تعرف أجسادنا ما هي بحاجة إليه، وتميز كذلك ما لا تحتاجه، وتجيد تلقائياً التخلص من المركبات التي لا تحتاجها أو التي قد تكون مضرة.
مع ذلك، نحتاج إلى دعم أجسامنا للقيام بمهمتها بإزالة السموم على أكمل وجه، فمع تزايد التلوث من حولنا وتعرضنا للظروف البيئية غير الصحية، من الضروري أن نخلق عادات يومية صحية تدعم عملية إزالة السموم من أجسادنا.
كيف يمكننا دعم عملية إزالة السموم الطبيعية؟
تحدث عملية إزالة السموم على مستويات عديدة في جميع أنحاء الجسم في جميع الأوقات، ولا توجد عوامل خارجية تعمل على إزالة السموم من أجسادنا، لكن من الممكن أن نتبع نمط حياة صحياً "يدعم" و"يعزز" العملية الطبيعية التي تقوم بها أجسادنا لإزالة السموم.
وفقاً لما ورد في موقع Mind Body Green، فإن البداية مع ضمان التخلص السليم من النفايات من خلال الحفاظ على صحة الأمعاء، وممارسة التمارين الرياضية التي تحفز التعرق وشرب الكثير من المياه لضمان التبول.
حتى النوم الجيد من الممكن أن يعزز كذلك عملية إزالة السموم من أجسادنا، إذ يسمح النوم الجيد للدماغ بإزالة منتجات النفايات السامة التي تتراكم على مدار اليوم، وفقاً لما ورد في موقع Medical News Today.
أيضاً تلعب التغذية دوراً كبيراً في هذه العملية، فالكبد على سبيل المثال، الذي يعد من أهم الأعضاء التي تعمل على إزالة السموم، يحتاج إلى أغذية غنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة.
ويجب تجنب الكربوهيدرات المكررة والسكريات المضافة والأطعمة المصنعة ومحاولة تناول المزيد من:
الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، مثل التوت والمكسرات.
الخضار الورقي الداكن، مثل اللفت والسبانخ والسلق.
الكربوهيدرات المعقدة، مثل البطاطا الحلوة أو الكينوا.
الأعشاب والتوابل الطازجة مثل الزنجبيل والكركم والكزبرة.
من الممكن أيضاً أن يساعد الإقلاع عن التدخين في تعزيز عملية إزالة السموم من أجسادنا، بمعنى آخر سيساعدنا نمط الحياة الصحي الذي يتضمن غذاء صحياً ونوماً جيداً وممارسة التمارين الرياضية وشرب كميات مناسبة من الماء في تعزيز الدور الطبيعي لأجسادنا كي تزيل السموم وتتخلص من المركبات الضارة.
خرافات حول إزالة السموم
يعتبر التخلص من السموم ادعاءً شائعاً للعديد من الأنظمة الغذائية والمشروبات ومنتجات التغذية، فلدينا مثلاً ماء الديتوكس الذي يدعي المروجون له أنه يخلص الجسم من السموم، في حين أن فوائده تتلخص بفوائد الماء ذاته، فهو مهم للتبول -كما سبق وذكرنا- والتبول واحدة من العمليات التي يقوم بها الجسم بشكل طبيعي لإزالة السموم.
وغالباً ما تدعي منتجات التخلص من السموم أنها تزيد من الصحة وتعزز العافية من خلال التخلص من السموم من الجسم والمساعدة في إنقاص الوزن.
ومع ذلك، فإن كلاً من "السموم" و "التخلص من السموم" مصطلحات غامضة، وفقاً لما ورد في موقع Healthline. فتلك المنتجات لا تحدد بالضبط طبيعة السموم التي ستخلصك منها أو كيف ستخلصك تحديداً من هذه السموم.
ولا يوجد حالياً دليل على أن أي منتج أو نظام غذائي يعمل على تسريع إزالة السموم أو جعل العملية أكثر كفاءة، لكن الخبر الجيد أن أجسامنا تمتلك بالفعل نظاماً ممتازاً لإزالة السموم بشكل طبيعي.