هرمون السيروتونين: إلى أيّ مدى هو مسؤول عن تقلّبات المزاج؟ وما هي المأكولات التي ترفع مستوياته؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/09 الساعة 13:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/05/24 الساعة 17:58 بتوقيت غرينتش
إحذروا من "متلازمة السيروتونين"، وهي ردّ فعل دوائي خطير ناتج عن الأدوية التي يمكنها أن تكوّن مستويات عالية من الهرمون / iStock

يعمل السيروتونين كناقلٍ عصبيّ، وهو نوع من المواد الكيميائيّة (هرمون) التي تساعد في نقل الإشارات من منطقة إلى أخرى في الدّماغ. ورغم أنّها مادّة يتمّ تصنيعها في الدماغ، حيث تؤدّي وظائفها الأساسيّة، إلا أنّ نحو 90% من إمدادنا بالسيروتونين يتمّ من خلال الجهاز الهضمي وفي صفائح الدمّ.   

من أجل إنتاج السيروتونين، يحتاج الجسم في الأساس إلى حمض التربتوفان الأميني الذي نحصل عليه من خلال نظامنا الغذائي. وهما عنصران مكمّلان، أي أنّ نقص التربتوفان قد يؤدّي إلى انخفاض مستوى السيروتونين، الأمر الذي يسبّب اضطرابات في المزاج كالقلق، والاكتئاب.

يؤثّر على نحو 40 مليون خليّة دماغيّة!

بصفتها ناقلاً عصبيّاً، تساعد مادّة السيروتونين في نقل الرسائل من منطقة إلى أخرى داخل الدّماغ. وبسبب الانتشار الواسع لخلاياها، يُعتقد أنّها تؤثّر على نحو 40 مليون خليّة دماغيّة، من بينها خلايا المخّ المتعلّقة بالمزاج، والذاكرة، وسلوكنا الاجتماعي.  

وبحسب موقع Webmd.com، فإنّ عدداً كبيراً من الباحثين يعتقد أنّ عدم التوازن في مستويات السيروتونين قد يؤثّر على حالتنا المزاجيّة بشكلٍ قد يوصلنا إلى الاكتئاب.

فانخفاض إنتاج خلايا الدّماغ للسيروتونين، ونقص مواقع الاستقبال القادرة على تلقّي السيروتونين، أو نقص مادّة التربتوفان التي يتكوّن منها السيروتونين يمكن أن يؤدّي إلى الاكتئاب، بالإضافة إلى اضطراب الوسواس القهري، والقلق، والهلع، وحتى الخلل الانفعالي المتقطّع.

نقص مادّة التربتوفان، التي يتكوّن منها السيروتونين، في الدماغ يمكن أن يؤدّي إلى الاكتئاب / iStock
نقص مادّة التربتوفان، التي يتكوّن منها السيروتونين، في الدماغ يمكن أن يؤدّي إلى الاكتئاب / iStock

ورغم ذلك، لا يمكن قياس مستويات السيروتونين في الدّماغ؛ لذلك، لم تثبت أيّ دراسة أنّ مستويات هذا الناقل العصبيّ- أو أيّ ناقل عصبيّ في الدّماغ- تعاني من نقصٍ عند الإصابة بالاكتئاب أو أيّ مرضٍ نفسي.

لكن في المقابل، يمكن قياس السيروتونين في الدمّ، وقد ثبُتَ أنّ مستوياتها أقلّ لدى الذين يعانون من الاكتئاب. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ المعدّل الطبيعي لمستويات السيروتونين في الدمّ هو 101-283 نانوغرام في الملليلتر الواحد من الدم (ng/ml).

كيف نرفع مستوى السيروتونين في الجسم؟

يمكن للمتمّمات الغذائيّة التي تحتوي على التربتوفان أن تساعد في ذلك، إلا أنه لا يجب أن تتناولها من دون استشارة الطبيب. ولكن يمكن اتّباع حمية غذائيّة مكوّنة من مأكولات تحتوي على التربتوفان. إليكَ بعض المأكولات التي تساعد في زيادة مستويات السيروتونين في الجسم:

  • 1- البيض:

يمكن للبروتين الموجود في البيض أن يعزّز مستويات التربتوفان في الدمّ بشكلٍ كبير، وفقاً لبحثٍ نُشر في العام 2015. وإيّاك أن تتخلّى عن صفار البيض، لأنّه غنيّ جداً بالتربتوفان إلى جانب عناصر غذائيّة أخرى تساهم بشكلٍ رئيسي في فوائد صحيّة عدّة.  

  • 2-    الجبنة:

للأشخاص الذين لا يعانون من حساسية اللاكتوز، فإنّ الجبنة على أنواعها تعدّ مصدراً غنيّاً بالتربتوفان. يمكن لمحبّي جبنة التشيدر إضافتها إلى المعكرونة، مع البيض والحليب، والتأكّد من الحصول على أفضل مزاج بعض قليلٍ من الوقت. فجميعها تُعتبر مصادر جيّدة للتربتوفان.

  • 3-    السلمون:

لا يساعد السلمون في توازن الكولسترول وخفض ضغط الدمّ في الجسم فقط، ولا ينحصر دوره بكونه مصدراً جيّداً للأوميغا 3، لكنّه أيضاً غنيّ بالتربتوفان.

  • 4-    المكسّرات والبذور:

يمكنك أن تختار ما يحلو لك منها، لأنّ جميع أنواع المكسّرات والبذور تحتوي على التربتوفان. وتُشير الدراسات إلى أنّها، بالإضافة إلى تحسين مزاجك، فهي مصدر جيّد للألياف والفيتامينات مضادات الأكسدة.

كما أنّها تقلّل من خطر الوفاة بسبب السرطان، وأمراض القلب، ومشاكل الجهاز التنفّسي.

للأشخاص الذين لا يعانون من حساسية اللاكتوز، فإنّ الجبنة تعدّ مصدراً غنيّاً بالتربتوفان / iStock
للأشخاص الذين لا يعانون من حساسية اللاكتوز، فإنّ الجبنة تعدّ مصدراً غنيّاً بالتربتوفان / iStock

كذلك، فإنّ المأكولات الغنيّة بالبروتين والحديد والفيتامين B6 تحتوي على كميّات كبيرة من التربتوفان، والحلّ السحري يكمن في الكربوهيدرات. فهي تساعد الجسم على إفراز المزيد من الأنسولين، الذي يمتصّ الأحماض الأمينيّة ويترك التربتوفان في الجسم.

لذلك، نصيحة: أكثر من الأرز، والشوفان، بالإضافة إلى الخبز المصنوع من القمح الكامل.  

ما هي متلازمة السيروتونين المميتة؟

هناك بعض الأشخاص الذين قد يعانون ممّا يُسمّى "متلازمة السيروتونين"، وهو ردّ فعل دوائي خطير ناتج عن الأدوية التي يمكنها أن تكوّن مستويات عالية من السيروتونين في الجسم. فالكثير منها قد يسبّب أعراضاً خفيفة، كالارتعاش والإسهال. كما يمكن أن تسبّب أعراضاً حادّة، كتصلّب العضلات والحمّى. يمكن لمتلازمة السيروتونين أنّ تؤدّي إلى الموت، في حال لم يتمّ علاجها.

فبحسب موقع Mayoclinic.org، تحدث هذه متلازمة حين نزيد جرعة بعض الأدوية، أو حين نبدأ بتناول دواءٍ جديد. وغالباً ما نُصاب بهذه المتلازمة بسبب الجمع بين أدوية تحتوي على مادة السيروتونين، مثل دواء الصداع النّصفي ومضاد الاكتئاب.

تحميل المزيد