عشبة الناردين المعروفة أيضاً باسم "فاليريانا أوفيسيناليس"، هي نبات مزهر موطنه أوروبا وآسيا. ولطالما تم استخدامه على مدار عقود في الطب الشعبي والعلاج بالأعشاب لما في النبات من خصائص صحية مفيدة خاصة في علاج الأرق واضطرابات النوم.
النبتة المعروفة أيضاً باسم حشيشة الهر استُخدمت في عهد الإمبراطوريتين اليونانية والرومانية، وقد لاحظ الطبيب اليوناني أبقراط فوائد الناردين في علاج الصداع والعصبية والارتجاف وخفقان القلب.
يحتوي الناردين على مادة تعرف باسم حمض الفاليرينك، يعتقد أنها تؤثر على مستقبلات حمض جاما أمينوبيوتيريك (GABA) في الدماغ.
ومن المعتقد أن أحد أهداف هذا الحمض هو السيطرة على الخوف أو القلق الذي يحدث عندما تكون الخلايا العصبية مفرطة الإثارة.
ومن خلال استهلاك النبتة وجذورها التي تحتوي على معظم تركيبة العُشب، قد تعمل حشيشة الهر كمهدئ خفيف ومزيل للقلق ومعزز للشعور بالاسترخاء والهدوء.
ويمكن استهلاك الناردين في تحضير شاي عشبي من منقوع جذوره، أو عبر تناول المستخلصات الطبيعية منه في هيئة كبسولات وأقراص وزيوت أساسية. كما تستخدم مستخلصات الناردين وزيوته الطبيعية كمنكِّهات في الأطعمة والمشروبات في بعض الأسواق.
فوائد نبات الناردين
ومن فوائد نبات الناردين أو حشيشة الهر بحسب موقع Very Well Health للصحة والمعلومات الطبية، أنه يعالج مجموعة متنوعة من الحالات الصحية، بما في ذلك الأرق والقلق والصداع ومشاكل الجهاز الهضمي وأعراض انقطاع الطمث وآلام العضلات والتعب بعد التمرين.
ومع ذلك، معظم الأدلة التي تدعم هذه الادعاءات مختلطة بشكل عام.
فيما يلي نظرة على بعض الاستخدامات الأكثر شيوعاً لجذر الناردين المثبتة فوائده علمياً:
1- استخدامات لعلاج الأرق
يشتهر نبات الناردين بقدرته على علاج الأرق واضطرابات النوم.
وفي مراجعة علمية لعدد من الدراسات والمراجعات في طب النوم، خلصت المراجعة المنشورة عام 2015 في موقع Science Direct العلمي، في مراجعات طب النوم، إلى أن جذور حشيشة الهر أو أعشاب الناردين وغيرها مثل البابونج أو الكافا، لم يكن لها تأثير واضح على النوم.
ومع ذلك، وجد بحث منشور في 2020 بمجلة NCBI للأبحاث، أن تناول شاي الناردين يقلل من مقدار الوقت الذي تستغرقه للنوم، فضلاً عن تحسين جودة وفترات النوم اليومية.
ووجدت الدراسة أن الأشخاص تمتعوا بنوم عالي الجودة عندما أخذوا 530 مغم من جذر حشيشة الهر قبل النوم بساعة واحدة لمدة شهر واحد، مقارنة مع دواء وهمي.
وعلاوة على نومهم بشكل أسرع، فقد نام المشاركون في الدراسة لمدد أطول، واستيقظوا بنسبة أقل خلال الليل.
2- نبات الناردين لعلاج القلق
يصف البعض جذر الناردين كبديل آمن وطبيعي لأدوية القلق الموصوفة طبياً وما لها من آثار جانبية عديدة، خاصة تلك التي تعمل على مستقبلات GABA مثل زاناكس وكلونوبين والفاليوم وأتيفان.
واتضح بحسب Healthline للصحة والمعلومات الطبية، أن حمض الفاليرينك في نبات الناردين يعمل على المستقبلات الدماغية بطريقة تعزز انتقال GABA ولكن بدون التأثيرات المهدئة الواضحة لعقار مثل الفاليوم.
ما قد يفيد الأشخاص الذين يتلقون علاجاـ للقلق واضطرابات المزاج الأخرى.
وتؤكد مراجعة تمت عام 2015 بكلية الطب بجامعة هارفارد أنه من بين 12 نوعاً من الأعشاب التقليدية المستخدمة لعلاج القلق، كانت حشيشة الهر "المرشح الواعد" لعلاج القلق المرتبط بالاضطراب ثنائي القطب.
3- تخفيف حدة الهبات الساخنة
قد يكون جذر فاليريان مفيداً أيضاً في تقليل الهبات الساخنة التي تصيب النساء عادةً أثناء انقطاع الطمث. ومع أن الآلية الدقيقة لفاعلية تلك النبتة غير معروفة التأثير بالنسبة للهرمونات في الجسم.
وقد أفادت دراسة أجريت عام 2013 في إيران، شملت 68 امرأة مصابات بانقطاع الطمث، أن كبسولات حشيشة الهر عند تناولها ثلاث مرات يومياً بجرعات 225 مليغراماً لمدة ثمانية أسابيع، قللت من شدة وتواتر الهبات الساخنة مقارنةً بالدواء الوهمي.
4- الحد من أعراض ما قبل الحيض
أثبتت بعض الأبحاث العلمية أن تناول نبات الناردين يخفف من أعراض متلازمة ما قبل الحيض (PMS)، ونظراً إلى أن قرابة 90% من النساء يعانين درجة من درجات متلازمة في فترة الحيض، فإن استخدام النبات قد يكون فعالاً في تخفيف حدة المشكلة التي قد تعطل المرأة أحياناً عن الحياة بصورة طبيعية.
وتشمل أعراض المتلازمة السابقة للحيض ما يلي: الانتفاخ، والتهيج، والتشنجات، وصداع الرأس، وألم الظهر، وتورم وألم الثديين، والتعب المفرط، والقلق والاكتئاب والتقلبات المزاجية والشهية المفتوحة لتناول الطعام.
وقد أظهرت إحدى الدراسات بحسب موقع WebMD الطبي، أن تناول نبات الناردين قد يقلل من شدة الأعراض الجسدية والعاطفية لمتلازمة ما قبل الدورة الشهرية.
آثار جانبية مُحتملة لنبات الناردين
أظهرت معظم الدراسات السريرية أن جذور حشيشة الهر آمن للاستخدام على المدى القصير. وتميل الآثار الجانبية، إن وجدت، إلى أن تكون خفيفة وقد تشمل الصداع، والدوخة، والحكة، واضطراب المعدة، وجفاف الفم، والنعاس أثناء النهار.
وعلى الرغم من ندرة احتمال الإصابة، إلا أنه قد يؤدي لحدوث تلف في الكبد عند الإفراط في تناوله.
ولتجنب الإصابة، أخبر مقدم الرعاية الصحية الخاص بك إذا كنت تنوي استخدام جذور الناردين للأغراض الطبية. من الناحية المثالية، يجب أن تتم مراقبة إنزيمات الكبد بانتظام للتأكد من أن الكبد يظل بصحة جيدة ويعمل.
توقف عن استخدام نبات الناردين واتصل بمقدم الرعاية الصحية الخاص بك على الفور إذا كان لديك أي علامات على ضعف الكبد، بما في ذلك التعب المستمر، والغثيان، والقيء، والبول الداكن، والبراز بلون الطين، أو اليرقان (اصفرار العينين أو الجلد).
كذلك تؤدي حشيشة الهر للنعاس المفرط إذا تم دمجها مع المهدئات أو بعض مضادات الاكتئاب أو الحبوب المنومة التي لا تستلزم وصفة طبية أو علاجات البرد والإنفلونزا التي تحتوي على الكودايين أو الديفينهيدرامين أو دوكسيلامين.
لكن بسبب نقص أبحاث السلامة، لا ينبغي استخدام حشيشة الهر بالنسبة للأطفال أو النساء الحوامل أو الأمهات المرضعات ومرضى الكبد.