ينتشر الصلع لدى ثلث الرجال، ولكن لا يفارق البعض خصلات شعره باقتناع ورضا، وقد يتسبَّب الصلع في قدرٍ كبير من الإحراج لكثيرٍ من الأشخاص، خصوصاً الشبان، مِمَّا يسهِّل على الشركات التي تروج أمصال نمو الشعر "المعجزة" أن تفترس أولئك الذين يشعرون بالضعف.
لسوء الحظ، هناك القليل جداً مِمَّا يمكن فعله لإعادة نمو الشعر مرة أخرى بمجرد أن يبدأ في التساقط، ولكن هناك بالتأكيد احتياطات يمكن اتخاذها كإجراءاتٍ وقائية.
على الرغم من وجود خطوات لتجنُّب تساقط الشعر، فإن الصلع الذكوري عادةً ما يكون وراثياً أو بسبب الهرمونات.
وأظهرت الدراسات أنَّ سبب الصلع الذكوري هو هرمون يسمى ديهدروتستوستيرون (DHT)، وهو هرمون الذكورة الذي يسبِّب في الأساس الخصائص الذكورية. وعند توافره بكثرة، تتباطأ دورة نمو الشعر، مِمَّا يعني أن بصيلات الشعر تبدأ في الانكماش، حسب صحيفة US News.
والنتيجة النهائية لهذه العملية هي عدم نمو بصيلات شعر جديدة على الإطلاق، مِمَّا يقود إلى إنشاء جميع أنواع التركيبات التي من المفترض أن تعكس فقدان الشعر.
معتقدات شائعة عن الصلع ولكن خاطئة
وبعيداً عن هذه الحقيقة العلمية، تنتشر عدة معتقدات شائعة عن الصلع لكنها خاطئة أو مجرد خرافات. نعدِّدها في ما يلي:
1- الأم هي المسؤولة عن تساقط الشعر الجيني
بسبب الصلع الذي يحدث عادةً بسبب الكروموسوم X، وهو الكروموسوم الأنثوي الموروث من الأمهات، لطالما أُلقِيَ اللوم عليهن في هذه العملية.
في حين أن هناك قدراً معيناً من الحقيقة وراء ذلك، يمكن أن تنتقل السمة الجينية من أيٍّ من جانبي الأسرة، ويمكنها حتى تخطي الأجيال، مِمَّا يعني أنه لا يمكن أن يكون هناك نمط عائلي واحد وسائد.
يُستخدَم مقياسٌ يسمَّى مقياس نوروود لتحديد مستويات الصلع الذكوري، والذي يحتوي على 7 مستويات مختلفة من الصلع. على سبيل المثال، إذا بدأ الشعر في الانحسار إلى المستوى 2 وكان شعر الوالد مكتملاً، فهذا لا يعني بالضرورة أن الجين جاء من والدتك، إذ يمكن أن تتخطى الجينات جيلاً وتنتقل للأحفاد.
2- الصلع بسبب الإجهاد
هناك بعض الحقيقة الطفيفة في هذا الأمر، فعندما يحدث شيءٌ فظيع، مثل الفجيعة أو فقدان الوظيفة، قد يتساقط الشعر مؤقتاً، إلا أن الأمر قابل للعلاج.
أما نمط الصلع الذكوري الوراثي أو الهرموني، فإن الإجهاد لا يلعب دوراً فيه.
3- التعرُّض لأشعة الشمس يسبب الصلع
في حين أن التعرض المفرط للشمس يمكن أن يكون ضاراً للغاية من نواحٍ أخرى، إلا أنه لا يسبب تساقط الشعر إلا قليلاً.
وتبين أن قضاء فترات طويلة على سرير التشمس يفتح لون الشعر وقد يتسبب في جفافه أو تقصُّفه بعض الشيء.
ومع ذلك، لا يتأثر الصلع الذكوري النمطي به. إذا كنت شخصاً يحب السفر إلى الخارج كثيراً أو يعمل في الهواء الطلق، فقد يكون من الحكمة الاستثمار في قناع الترطيب العميق؛ للحفاظ على الشعر لامعاً ومرطباً.
4- كثرة ارتداء القبعات تسهم في الصلع
أسطورةٌ أخرى منتشرة وهي أن ارتداء قبعة -خاصةً الضيقة منها- كثيراً ما يسبِّب الصلع الذكوري.
تتسبب العديد من العوامل في تساقط الشعر تمهيداً للصلع، بدءاً من ربطه بإحكام شديد، إلى تبييضه بشكل منتظم جداً، إلى تكرار استخدام أدوات ساخنة، لكن الأمر مختلف عن مثل الصلع الوراثي.
يُعرَف سحب الشعر بالتسبُّب في ضغطٍ شديد على بصيلات الشعر باسم "ثعلبة الشد"، ويمكن عكسه من خلال اتباع روتين شعر صحي وتجنب المواد الكيميائية والمواد الضارة التي تزيد من الضغط على الشعر.
5- غسل الشعر بانتظام يسبب الصلع
تدليك الشعر بالشامبو يتسبَّب في تساقط كثير منه، لذا ليس من المستغرب اقتناع العديد بأن الغسل المنتظم يتسبَّب في الصلع الدائم.
يعتبر تساقط الشعر أثناء الغسيل والتجفيف أمراً طبيعياً تماماً، ولن يتسبب في ضرر حقيقي إلا إذا تعرضت خصلات الشعر للتلف بالفعل بسبب المواد الكيميائية أو أي شيء آخر يزيد الضغط على البصيلات.
6- كثرة التستوستيرون تؤدِّي إلى الصلع
التستوستيرون نفسه غير مرتبط بنمط الصلع الذكوري. ومع ذلك، فإن الـDHT منتجٌ ثانوي لهرمون التستوستيرون ويُنشَأ بواسطة إنزيم يسمَّى 5α-reductase.
إذا كانت مستويات الإنزيم مرتفعة بشكل غير معتاد على أي حال، فإن زيادة مستويات هرمون التستوستيرون (عن طريق الحقن) ستؤدِّي إلى مستوياتٍ أكثر تطرفاً من DHT، وبالتالي سيخف وجود الشعر بسرعة أكبر.
7- العادة السرية تسبِّب الصلع
لا توجد حقيقة علمية وراء هذه الأسطورة على الإطلاق. انتشرت هذه الشائعات بسبب قلق كثير من الناس بشأن فقدان البروتين في أثناء مِمَّارسة العادة السرية، مِمّا قد يؤدِّي في النهاية إلى تساقط الشعر.
يشعر الناس بالقلق أيضاً من أن العادة السرية تسبِّب مستوياتٍ أعلى من هرمون التستوستيرون، وبالتالي تحفِّز الصلع.
ومع ذلك، كما ذُكِرَ أعلاه، فإن هرمون التستوستيرون نفسه لا يعزِّز تساقط الشعر بشكلٍ مباشر.
8- كثرة النشويات أحد الأسباب
توفر الكربوهيدرات واللحوم الحمراء العناصر الغذائية التي تساعد في الحفاظ على شعر الرأس بالكامل، كما تقول ويلما بيرجفيلد، طبيبة الأمراض الجلدية في عيادة كليفلاند. في المقابل، تشير أبحاث سابقة لبيرجفيلد إلى أنَّ نقص الحديد قد يكون مرتبطاً بتساقط الشعر، وتناول مكملات الحديد يمكن أن يعيد النمو أو يمنع تساقط المزيد بلا رجعة.
بالفعل، عندما لا يحصل الجسم على ما يكفي من البروتين، يتباطأ نمو الشعر، لذا لا بد من الحفاظ على توازن صحي بين اللحوم والبيض والأسماك.
ويعد فقر الدم الناجم عن نقص الحديد أكثر أنواع نقص التغذية شيوعاً والمسببة لتساقط الشعر وتقصفه. لذا لا بد من الحصول على كثير من الخضراوات والبقوليات الخضراء الغنية في نظامك الغذائي.
ما هي أسباب الصلع؟
إلى جانب العوامل الوراثية، تساهم مجموعة متنوعة من العوامل في تساقط الشعر لدى النساء والرجال على حد سواء، نعددها كما ذكرها موقع Health Line الطبي.
التغيرات الهرمونية: عادة ما تعاني النساء من تساقط الشعر بعد انقطاع الطمث والولادة والحمل، بسبب التغيرات الهرمونية. قد يعاني كل من الرجال والنساء من تساقط الشعر، بسبب التغيرات في مستويات هرمون الغدة الدرقية.
داء الثعلبة: الثعلبة البقعية هي حالة مناعية تسبب تساقط الشعر غير المكتمل.
نتف الشعر: هوس نتف الشعر، المعروف أيضاً باسم اضطراب نتف الشعر، هو اضطراب عقلي يتسبب بالرغبة في نتف شعرك.
تسريحات شعر معينة: تؤدي تسريحات الشعر التي تضغط على الشعر مثل ذيل الحصان، إلى شكل من أشكال تساقط الشعر يسمى ثعلبة الشد إما بصورة دائمة أو مؤقتة.
الأدوية والمكملات: وفقاً لـ"مايو كلينك"، فإن الأدوية المستخدمة لعلاج الحالات الطبية التالية قد تؤدي إلى تساقط الشعر:
- كآبة
- مشاكل قلبية
- النقرس
- ضغط دم مرتفع
- سرطان
- التهاب المفاصل
- تنظيم النسل: قد يؤدي التوقف عن استخدام حبوب منع الحمل أيضاً إلى تساقط الشعر بشكل مؤقت.
- العلاج الإشعاعي: يشيع استخدام العلاج الإشعاعي في علاج السرطان ويسبب بشكل شائع، تساقط الشعر: غالباً ما يكون تساقط الشعر هذا مؤقتاً.
- الإجهاد: يمكن أن تؤدي الفترات الطويلة من الإجهاد البدني أو العقلي إلى ترقق الشعر بشكل مؤقت.
- النقص الغذائي: يمكن أن يؤثر عدم الحصول على البروتين الكافي أو العناصر الغذائية الأساسية الأخرى مثل الزنك سلباً على نمو الشعر.
هل هناك علاج للصلع؟
لسوء الحظ، لا يوجد علاج فعال بنسبة 100%، والأمر يعتمد على شدة تساقط الشعر وكثافته.
فيناسترايد
ومع ذلك، توصي الخدمات الصحية البريطانية بإمكانية استخدام عقار Finasteride لعلاج تساقط الشعر عند الذكور، حيث يعمل على منع إنتاج إنزيم 5α-reductase المذكور سلفاً.
وتحذّر من آثاره الجانبية مثل القشعريرة والتعرق الليلي والارتباك الخفيف، لذلك يجب استشارة الطبيب قبل اعتماده، حسب ما ذكره موقع Good Men Project.
مينوكسيديل
دواء آخر يوصف عادة لتساقط الشعر عند الرجال هو عقار Minoxidil، والذي يعمل بطريقة مختلفة عن Finasteride.
يساعد هذا الدواء على تشجيع تدفق الدم إلى بصيلات الشعر، مِمَّا يعزز دورة نمو الشعر.
وكما الدواء السابق، يحذّر الخبراء من الآثار الجانبية النادرة مثل تساقط الشعر أو التهاب الجلد.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.