يصادف الـ 15 من فبراير/شباط من كل عام اليوم العالمي لسرطان الأطفال ICCD، في خطوة من شأنها نشر الوعي وتقديم الدعم للأطفال والمراهقين المصابين بالسرطان.
إذ تشير تقديرات الموقع الرسمي لسرطان الأطفال بتشخيص نحو أكثر من 400 ألف طفل ومراهق تحت سن الـ 20 عاماً سنوياً بالمرض.
من كان وراء فكرة إنشاء هذا اليوم؟ بماذا يختلف سرطان الأطفال عن سرطان الكبار؟ وما النصائح الوقائية لحماية أطفالنا؟
اليوم العالمي لسرطان الأطفال
تأسس اليوم العالمي لسرطان الأطفال، وهو حدث عالمي، في عام 2002 من خلال جهود تعاونية من منظمة سرطان الأطفال الدولية Childhood Cancer International إضافة إلى جمعيات دعم سرطان الأطفال في أكثر من 93 دولة حول العالم.
والهدف من هذا اليوم أيضاً هو أنّ كل طفل ومراهق يعاني من السرطان، بغض النظر عن بلده أو الطبقة الاجتماعية أو الحالة المالية أو العرق الذي ينتمي له، هو طفل يستحق أفضل علاج طبي ونفسي اجتماعي ممكن.
ومن أبرز التحديات التي تشير إليها منظمة سرطان الأطفال في هذا اليوم، هي أنه يمكن تجنب وفيات سرطان الأطفال من خلال 3 أشياء رئيسيّة هي:
1- التشخيص السريع والدقيق
2- الحصول على الأدوية الضرورية عالية الجودة
3- الحصول على خدمة علاجية فعالة
في حين أطلقت منظمة الصحة العالمية في عام 2018 مبادرة عالمية لمرضى السرطان الأطفال، وتهدف إلى زيادة معدل بقاء الأطفال المصابين بالسرطان على قيد الحياة إلى نحو 60% على الأقل بحلول عام 2030.
بماذا يختلف سرطان الأطفال عن سرطان البالغين؟
أحياناً ننظر إلى الأطفال ونرى فقط نسخاً أصغر من أنفسنا، ولكن عندما ننظر بشكل أعمق، فإننا نعلم أن الأطفال يختلفون عنا بالكثير من الأمور، لاسيما المشكلات الطبية التي تختلف عن نظرائهم البالغين بشكل كبير، وهذا ما يدركه تماماً أطباء أورام الأطفال.
وعلى الرغم من أن سرطانات الأطفال تعتبر أقل شيوعاً من السرطانات لدى البالغين، فإنها تعتبر أول الأمراض القاتلة لهم دون سن الـ 14.
وبينما ترتبط العديد من السرطانات التي تصيب البالغين بعوامل الخطر المرتبطة بنمط الحياة، مثل التبغ أو تعاطي الكحول، أو سوء التغذية، أو نمط الحياة غير المستقرة، فإن أسباب معظم سرطانات الأطفال غير معروفة وفقاً لما ذكره الموقع الرسمي لمستشفى وينشستر في بوسطن الأمريكيّة.
ما هي أنواع السرطان التي تصيب الأطفال؟
تختلف أنواع السرطانات الأكثر شيوعاً التي تصيب الأطفال عن السرطانات التي تصيب البالغين، كما أن هناك بعض أنواع السرطانات التي تصيب الأطفال والتي لا تحدث أبداً عند البالغين، وبعض أنواع السرطان التي تصيب البالغين، ولكنها في الواقع لا تحدث أبداً عند الأطفال، فيما هناك أنواع سرطان أيضاً يمكن أن تصيب بالغين والأطفال على حدٍّ سواء.
فيما يلي أنواع السرطانات الشائعة عند الأطفال وفقاً للمعهد الوطني الأمريكي للسرطان National Cancer Institute:
سرطان اللوكيميا
اللوكيميا هو سرطان يصيب خلايا الدم البيضاء، يؤثر على نخاع العظام، ما يؤدي إلى إنتاج أعداد كبيرة من خلايا الدم البيضاء غير الطبيعية.
تعمل خلايا الدم البيضاء هذه على حشد خلايا الدم الطبيعية والصحية خارج نخاع العظام والدم، ما يؤدي إلى ظهور الأعراض الشائعة، مثل شحوب الجلد والنزيف والكدمات والعدوى الخطيرة.
سرطان الغدد الليمفاوية
الأورام اللمفاوية هي سرطانات تصيب الجهاز الليمفاوي والعقد الليمفاوية، وهي جزء من جهاز المناعة في الجسم يساعد في مكافحة العدوى.
تحدث الأورام اللمفاوية عندما تصبح الخلايا الليمفاوية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء، خبيثة وتتكاثر خارج نطاق السيطرة.
تزاحم الخلايا غير الطبيعية الخلايا السليمة وتنتج أوراماً قد تحدث في الجهاز الليمفاوي والغدد الليمفاوية أو في الأعضاء الأخرى، مثل الكبد أو الطحال.
تنقسم الأورام اللمفاوية إلى فئتين:
- سرطان الغدد الليمفاوية الهودجكينية
- سرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكينية
وتختلف هاتان الفئتان إلى حد ما في العلاج والتشخيص.
إذ يعتبر سرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكين أكثر شيوعاً عند الأطفال الصغار جداً، بينما يكون سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين أكثر شيوعاً عند المراهقين.
أورام الدماغ
تُشكل أورام المخ والحبل الشوكي أكثر أنواع الأورام الصلبة شيوعاً عند الأطفال.
ليست كل أورام الدماغ سرطانات، ولكن حتى الأورام غير الخبيثة قد تؤثر على واحدة أو أكثر من الوظائف التي يتحكم فيها الدماغ، بما في ذلك الذاكرة والتعلم والحواس والعواطف.
قد تؤثر الأورام أيضاً على حركة الجسم وقد تؤدي إلى نوبات أو أعراض معقدة أخرى.
تبدأ معظم أورام المخ عند الأطفال في الأجزاء السفلية من الدماغ. تؤثر الأورام الموجودة هناك على التوازن والتنسيق.
تصل نسبة الإصابة بأورام المخ إلى ذروتها بين سن 5-10 سنوات، وتحدث أورام الدماغ في كثير من الأحيان إلى حد ما عند الأولاد أكثر من الفتيات.
سرطان العظام
يوجد سرطان العظام بشكل شائع في العظام الطويلة للساقين أو الذراعين عادةً حول الركبتين.
من المرجح أن يحدث سرطان العظام لدى الأطفال أثناء طفرات نمو المراهقين، وفقاً لما ذكرته جمعية السرطان الأمريكية.
الساركوما العظمية، وهي نوع من سرطان العظام، تصيب الأولاد أكثر من الفتيات، في حين أن هذا السرطان نادر جداً، إلا أن آلام العظام شائعة، ويجب أن يخضع الأطفال الذين يعانون من آلام مستمرة غير مبررة في العظام أو المفاصل بشكل عام إلى أشعة سينية للتأكد من عدم وجود سرطان.
يوضح الجدول التالي الذي تقدمه وكالة السرطان في كولومبيا البريطانية لمحة عامة عن أكثر أنواع سرطان الأطفال شيوعاً ونسبة حدوثها:
| نوع السرطان | نسبة حدوثه |
| سرطان الدم | 30% |
| مخ | 19% |
| سرطان الغدد الليمفاوية | 13% |
| ورم أرومي عصبي | 8% |
| ساركوما | 7% |
| الكُلى | 6% |
| سرطان العظام | 5% |
| الورم الأرومي الشبكي | 3% |
| كبد | 1% |
| أسباب أخرى | 8% |
أسباب إصابة الأطفال بالسرطان
أسباب معظم سرطانات الأطفال غير معروفة، نحو 5% من جميع أنواع السرطان لدى الأطفال ناتجة عن طفرة وراثية (طفرة جينية يمكن أن تنتقل من الآباء إلى أطفالهم).
ويُعتقد أن معظم السرطانات التي تصيب الأطفال، مثل تلك التي تصيب البالغين، تتطور نتيجة للطفرات في الجينات التي تؤدي إلى نمو الخلايا غير المنضبط وفي النهاية السرطان.
عند البالغين، تعكس هذه الطفرات الجينية الآثار التراكمية للشيخوخة والتعرض طويل الأمد للمواد المسببة للسرطان.
ومع ذلك، كان تحديد الأسباب البيئية المحتملة لسرطان الأطفال أمراً صعباً، ويرجع ذلك جزئياً إلى ندرة الإصابة بالسرطان عند الأطفال، ومن ناحية أخرى لأنه من الصعب تحديد ما قد يكون الأطفال قد تعرضوا له في وقت مبكر من نموهم.
علاج سرطان الأطفال
هناك أنواع عديدة من علاج السرطان، تعتمد أنواع العلاج التي يتلقاها الطفل المصاب بالسرطان على نوع السرطان ومدى تقدمه.
تشمل العلاجات الشائعة: الجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي والعلاج المناعي وزرع الخلايا الجذعية.
نصائح لحماية الأطفال من السرطان
هناك العديد من العادات اليومية التي تلعب دوراً كبيراً في حماية الأطفال من الإصابة بالسرطان، وبعض هذه العادات، وفقاً لمستشفى الأطفال في لوس أنجلوس الأمريكي هي:
عادات الأكل الصحية
- شجع عائلتك وأطفالك على اتباع نظام غذائي مليء بالفواكه والخضراوات، على الأقل كوب ونصف إلى كوبين في اليوم
- استخدم مصادر البروتين الخالية من الدهون، مثل الدجاج منزوع الجلد وفول الصويا، عند الطهي في المنزل وعند تناول الطعام في المطعم
- قلل من كمية الصودا التي يشربها طفلك
- تجنب أو قلل من وجبات الوجبات السريعة واللحوم المفرطة مثل البرغر
استخدم واقي الشمس في الصيف
- تقلل حماية الجلد من الشمس من مخاطر الإصابة بسرطان الجلد
- اجعل أطفالك يستخدمونه يومياً عندما يكونون في الخارج في الصيف
- اجعلهم يستخدمون القبعات والنظارات الشمسية
الحفاظ على وزن صحي
- تزيد السمنة من خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان
- حافظ على وزن أطفالك ضمن مؤشر كتلة الجسم الصحي
- اطلب مشورة مقدم الرعاية الصحية للأطفال الخاص بك لخطة إنقاص الوزن إذا كان طفلك يعاني من زيادة الوزن
- شجع طفلك على المشاركة في نشاط بدني منتظم كل يوم
قد يهمك أيضاً: آلامه بمثابة محنة للأطفال والآباء معاً.. "التسنين" وكيفية علاجه منزلياً
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.