تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات وتحذيرات من خطورة سماعات الأذن اللاسلكية Airpods على الدماغ، منوهين إلى أنها تسبب سرطان الدماغ وفقدان الذاكرة والإرهاق وغيرها من المشاكل الصحية.
فهل تسبب سماعات الأذن اللاسلكية مخاطر صحية فعلاً؟
بدوره قال طبيب أورام الأعصاب بمركز باسيفيك لأورام الدماغ في كاليفورنيا، نافيد واغل: "هذا قلق شائع ومُحقٌّ، على المدى القصير، لا تعد السماعات اللاسلكية السبب الوحيد لأورام الدماغ، ولكن لا توجد معلومات كافية لتحسم على وجه اليقين مساهمتها".
وأكد واغل لموقع Reader's Digest، أن الإجابة غير واضحة في المرحلة الحالية، لافتاً إلى أن تكنولوجيا الأجهزة الخلوية حديثة نسبياً، لا يعود استخدامها لأكثر من 20 عاماً، بينما ظهرت سماعات الأذن اللاسلكية في الأعوام الأخيرة السابقة، ما يعني أن العلماء لا يعرفون الأضرار طويلة المدى بعد.
لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية (FCC) توضح على موقعها الإلكتروني ما يلي: "لا يوجد حالياً دليل علمي يثبت وجود علاقة سببية بين استخدام الأجهزة اللاسلكية والسرطان أو أمراض أخرى. يوافق أولئك الذين يقيِّمون المخاطر المحتملة لاستخدام الأجهزة اللاسلكية على الحاجة لمزيد من الدراسات الأطول أجلاً؛ لاستكشاف ما إذا كان هناك أساس أفضل لمعايير أمان ترددات الراديو مما هو مستخدم حالياً".
العلاقة بين سماعات الأذن اللاسلكية والسرطان
تستخدم الأجهزة اللاسلكية تقنية البلوتوث، التي تسمح للأجهزة الإلكترونية بتبادل المعلومات على نطاقات قصيرة، مثل المسافة من هاتفك إلى رأسك.
يوضح معهد الفيزياء في المملكة المتحدة، أن البلوتوث يصدر كمية منخفضة من الإشعاع على شكل موجات راديو فائقة التردد تتراوح بين 2.402 غيغاهيرتز (أي ما يعادل 2.4 مليار موجة في الثانية) و2.48 غيغاهيرتز.
الجدير بالذكر أن سماعات الأذن اللاسلكية تصدر إشعاعات أقل بكثير من الهواتف؛ في الواقع، وجدت دراسة نُشرت عام 2019 بمجلة Environmental Research، أن سماعات البلوتوث تصدر إشعاعات أقل من 10 إلى 400 مرة من الهواتف الذكية.
هل الإشعاع خطر؟
حققت عدة دراسات في المخاطر الصحية المحتملة للتعرض للمجالات الكهرومغناطيسية، لكنها محدودة، بسبب القضايا الأخلاقية المتعلقة بتعريض البشر للإشعاع. وقد تسبب هذا في جدل بين الخبراء حول سلامة الإشعاع غير المؤين.
على سبيل المثال، ناشد أكثر من 200 عالم منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة في عام 2015، مطالبين بفرض إرشادات أكثر صرامة؛ للحد من التعرض للمجالات الكهرومغناطيسية من الأجهزة اللاسلكية.
وبينما لم يخص العلماء في مناشدتهم منتجات شركة آبل، إلا أنهم أبدوا قلقاً بشأن جميع أنواع الإلكترونيات التي تنبعث منها مجالات كهرومغناطيسية غير مؤينة، وضمن ذلك الهواتف المحمولة وأجهزة WiFi والعدادات الذكية وشاشات مراقبة الأطفال وهوائيات البث.
لكن السرطان ليس نتيجة حتمية لاستخدام هذه الأجهزة اللاسلكية، إذ يتعرض معظم الناس لكميات قليلة من الإشعاع يومياً، وضمن ذلك من أجهزة الكمبيوتر والشم، وفقاً لجمعية السرطان الأمريكية.
مخاطر سماعات الأذن اللاسلكية الصحية
وبينما لم يتم حسم خطر ورم الدماغ، إلا أن هذه السماعات لا تخلو من المخاطر الصحية الأخرى مثل:
1- فقدان حاسة السمع: وذلك للمسافة القريبة جداً بين مصدر الصوت وطبلة الأذن.
2- طنين الأذن: يزيد استخدام سماعات الأذن من خطر الإصابة بطنين الأذن، أو سماع رنين مستمر.
3- انسداد الشمع: يشكل تراكم شمع الأذن مشكلة، اعتماداً على نوع سماعة الأذن وشكل وحجم قناة الأذن.
4- الالتهاب: يؤدي الاستخدام المستمر لسماعات الأذن أيضاً إلى إدخال الجراثيم إلى قناة الأذن، حيث تنمو في البيئة الدافئة والرطبة للأذن الداخلية مسببةً الالتهابات.
5- الألم: يسبب ارتداء سماعات الأذن اللاسلكية لفترات طويلة، خاصةً إذا كانت لا تناسب الأذنين بشكل صحيح، بعض الألم وعدم الراحة وأحياناً تقرحات في فتحة الأذن.
وأخيراً، بانتظار حسم الجدل العلمي حول مخاطرها، تبقى النصيحة بضرورة عدم استخدام هذه السماعات لفترات طويلة، على أن لا يتخطى علو الصوت 60%، ويجب إراحة الأذن بين الفينة والأخرى ما لا يقل عن ساعة كاملة.