إذا لم تختبر اضطراب القلق بنفسك سيكون من الصعب أن تتخيل قدر المُعاناة التي يُسببها القلق الدائم، إذ إن أغلب الناس يشعرون بالقلق أو التوتر من وقت لآخر، وقلة هم من يشعرون بالقلق لأوقات طويلة.
مفاهيم خاطئة حول اضطراب القلق
وبما أنّ هناك العديد من المفاهيم الخاطئة حول اضطرابات القلق سنقدم إليكم أبرز هذه المفاهيم التي قد تساعدك في فهم القليل عما يمر به المصاب باضطراب القلق.
1 – لا يختلقون الأمر
وفقاً لموقع Good Men Project الأمريكي فإن كثيرين يعتقدون أن مرضى اضطراب القلق يختلقون الأمر، لأنه ليس أمراً يُمكنهم رصده بشكل ملموس.
إذ إن اضطراب القلق ليس شيئاً يُمكن رؤيته، وأغلب الناس يُحاولون بشق الأنفس تجاوز اليوم. عادةً يُحاول هؤلاء الناس تمضية أوقات اليوم بأي شكل والعودة إلى البيت بسرعة.
كثيرون يعتقدون أن مرضى اضطرابات القلق يختلقون الأمر ليتهربوا من أشياء مثل العمل، وفي حين أن البعض على الأرجح يختلقون الأمر بالفعل، فإن أغلب الذين يُعانون من الأمر يُعانونه بالفعل، ولأنك لا تستطيع الشعور بما يشعر به الآخرون فلا يجدر بك أن تحكم عليهم بناء على مظهرهم الخارجي، لكن بدلاً من ذلك حاول أن تكون متفهماً لحقيقة أنه عادة ما تكون هناك قصة مختلفة تدور بداخلهم.
2: أنت تُصاب بالقلق فقط حين يشغل بالك أمر ما
هناك مفهوم خاطئ شائع للغاية حول اضطرابات القلق مفاده أنك تُصاب بالقلق الشديد حين يشغل بالك شيءٌ ما.
ذلك الأمر ببساطة ليس صحيحاً، كثيرون من الذين يُعانون من اضطرابات القلق يشعرون بالقلق أغلب الوقت بقدر أكبر مما يشعر به الشخص العادي، حتى لو لم يكن هناك شيء بعينه يشغل بالهم. فهم ببساطة لا حيلة لهم في الأمر.
3: سيزول القلق من تلقاء نفسه
مفهوم خاطئ آخر مفاده أن اضطرابات القلق ستزول من تلقاء نفسها.
في أغلب الأحيان سيكون اضطراب القلق حالة مزمنة يُمكن أن تخف حدتها، لكن الكثيرين ممن يُعانون منه سيُعانون منه مدى الحياة.
4: الدواء هو العلاج الوحيد لاضطرابات القلق
في حين أن الأدوية يمكن أن تكون فعالة جداً في علاج القلق المستمر، إلا أن هذه ليست الطريقة الوحيدة للتعامل مع الأعراض.
يمكنك الجمع بين الأدوية والعلاج السلوكي المعرفي بالإضافة إلى طرق العلاج الفردية الأخرى لزيادة فرصك في النجاح على المدى الطويل.
يقول موقع Banyan Mental Health إنه يمكن أن يكون العلاج السلوكي المعرفي أكثر فاعلية من الأدوية لبعض الأفراد الذين يعانون من القلق.
5: يجب أن يركز علاج القلق على السبب الجذري لهذا الاضطراب
واحدة من الأساطير الأخرى التي نسمع عنها كثيراً حول القلق هي أن العلاج يجب أن يركز فقط على السبب الجذري للقلق.
من المهم أن تحاول الوصول إلى سبب معاناتك من القلق لتبدأ به وقد يكون هذا، في الواقع متجذراً في مشاكل من طفولتك، ولكن ليس دائماً.
ومع ذلك، سيعمل العلاج أيضاً على الحاضر ويعلم المرضى كيفية إدارة أفكارهم وعواطفهم.
في علاج القلق، تتعلم كيفية محاربة الأفكار السلبية لتقليل أعراض القلق بشكل يومي.
6: ضغط أقل سيعالج القلق
من بين جميع الخرافات حول القلق، فإن أكبرها هو أن إزالة التوتر من حياتك سيزيل قلقك تماماً.
إن العيش بأسلوب حياة أقل إرهاقاً سيساعدك بالطبع في علاج الأعراض، لكن هذا لن يعالج مرض صحتك العقلية بطريقة سحرية.
خلافاً للاعتقاد الشائع، لا تنتج اضطرابات القلق عن الإجهاد، ويجب أن تخضع لعلاج فعال لتتعلم كيفية إدارة الأعراض بشكل صحيح، كما يمكن أن يكون تعلم كيفية تغيير أنماط تفكيرك أمراً قوياً للغاية.
7: يمكن أن تسبب لك نوبات القلق الإغماء
عند التعرض لنوبة قلق يمكن أن يكون هناك شعور شديد بالدوار، وقد تبدأ في التنفس بفرط.
هذه الزيادة في ضغط الدم لا تسبب الإغماء، في الواقع، العكس هو ما يجعل الشخص يفقد الوعي.
8: لا تحتاج إلى مساعدة.. بمرور الوقت تتغلب على القلق بنفسك
من بين العديد من الأساطير الشائعة حول اضطرابات القلق وقد تكون هذه واحدة من أخطرها.
يعتقد الكثير من الناس خطأً أن قلقهم سيتحسن بمرور الوقت ولا يحتاجون إلى طلب علاج متخصص.
بينما يعتقد بعض الناس أن ممارسة الرياضة وتناول الطعام بشكل صحيح وتجنب الكافيين هي أمور كافية لمكافحة القلق، إلا أنك لن ترى الكثير من التحسن.
في الواقع، فقط حوالي ثلث الأشخاص الذين يعانون من القلق سيطلبون العلاج بالفعل على الرغم من أن العلاج قد أثبت فاعليته.
9: لكي تتوقف عن الشعور بالقلق يجب عليك قمع أفكارك المقلقة
في حين أن هذه التقنية قد تساعد في التخلص من قلقك مؤقتاً، إلا أنها قد تزيد من قلقك على المدى الطويل، ومن المحتمل أن هذه الأفكار المكبوتة ستعود أقوى وأكثر تكرارا.
عندما يعاني المرء من نوبة قلق، يمكن أن يكون هناك شعور شديد بالدوار، وقد يبدأ هذا الشخص في التنفس بسرعة.
10: المُصابون بالقلق ليسوا اجتماعيين
يعتقد الكثير من الناس أن أولئك الذين يعانون من اضطراب القلق معادون للمجتمع؛ لأنهم ببساطة لا يستطيعون التعامل مع أشخاص آخرين. هذا ليس صحيحاً.
يجد الكثير من الأشخاص الذين يعانون من القلق الاجتماعي صعوبة بالغة في التواجد في مجموعات، ويمكن أن يكافحوا لبدء محادثات مع أشخاص آخرين.
غير أنه في الواقع هناك العديد من المواقف الحياتية المختلفة التي لا يُمكن تجنبها مثل المدرسة، والجامعة، والعمل.
هناك العديد من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق ويتفاعلون مع الناس كل يوم.
في كثير من الأحيان لن تعرف حتى إنهم يعانون من اضطراب القلق لأنهم بارعون جداً في إجبار أنفسهم على التصرف بشكل طبيعي مع الآخرين.
خلاصة الأمر أن هناك العديد من المفاهيم الخاطئة حول اضطرابات القلق ونشر الوعي هو الطريقة الوحيدة لتقليلها.
قد يهمك أيضاً: كيف من الممكن أن تقضي هذه الأطعمة على القلق والتوتر؟ إليك رأي العلم
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.