يحدث احتباس السوائل عادة عندما تتراكم السوائل الزائدة داخل جسمك (وتحديداً في الدورة الدموية أو داخل الأنسجة) مسببة تورماً في اليدين والقدمين والكاحلين والساقين.
فما أسباب هذه الظاهرة التي تعرف أيضاً باسم "الوذمة" وكيف تتخلص منها؟
أسباب احتباس السوائل
تستخدم أجسامنا نظاماً معقداً لتنظيم مستويات المياه داخلها، وتلعب كل من العوامل الهرمونية وجهاز القلب والأوعية الدموية والجهاز البولي والكبد والكلى دوراً في هذه العملية.
لذلك إذا كان هنالك مشكلة ما في أحد هذه الأجزاء قد لا تتمكن أجسادنا من طرد السوائل كما ينبغي ويحدث ما يعرف بـ"احتباس السوائل"، الذي يمكن تلخيص أسبابه بما يلي:
تلف الشعيرات الدموية
الشعيرات الدموية هي أوعية دموية صغيرة لها دور رئيسي في إدارة توازن السوائل في الجسم. يمكن لبعض الأدوية، مثل أدوية ارتفاع ضغط الدم، أن تتسبب في تلف الشعيرات الدموية.
في حالة تلف الشعيرات الدموية، يمكن أن تحدث الوذمة أو احتباس السوائل.
فشل القلب الاحتقاني
تساعد عملية ضخ القلب في الحفاظ على الضغط الطبيعي داخل الأوعية الدموية. إذا توقف القلب عن العمل بشكل فعال، فسيتغير ضغط الدم مما قد ينشأ عنه احتباس السوائل.
قد يكون هناك تورم في الساقين والقدمين والكاحلين، وكذلك قد تتجمع السوائل في الرئتين، ما قد يؤدي إلى سعال طويل الأمد أو صعوبات في التنفس.
في النهاية، يمكن أن يؤدي قصور القلب الاحتقاني إلى مشاكل في التنفس وضغط على القلب. لذلك يمكن أن يكون هذا المرض مهدداً للحياة، وفقاً لما ورد في موقع Medical News Today.

الجهاز اللمفاوي
إذا كانت هناك مشكلة تمنع الجهاز اللمفاوي من العمل بشكل صحيح، فيمكن أن تبدأ السوائل في التراكم حول الأنسجة. يمكن أن يسبب هذا تورمًا في أجزاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك البطن والكاحلين والساقين والقدمين.
الكُلى
ترشح الكلى الدم وتساعد في الحفاظ على مستويات السوائل في الجسم.
تنتقل النفايات والسوائل والمواد الأخرى إلى الأنابيب الدقيقة في الكلى، والتي تعمل كمرشح. ويعيد مجرى الدم امتصاص أي شيء يمكن للجسم أن يعيد استخدامه ويزيل الفضلات الموجودة في البول.
إذا كانت الكلى لا تعمل بشكل صحيح، فإنها لن تتمكن من إزالة الفضلات بما في ذلك السوائل والصوديوم. لذلك سيبقى السائل محبوساً في الجسم.
الحمل
أثناء الحمل يحتفظ الجسم بكمية من الماء أكثر من المعتاد، وقد يؤدي ذلك إلى تورم الأطراف السفلية، خاصة أثناء الطقس الحار أو بعد الوقوف لفترة طويلة.
يمكن أن تسهم التغيرات الهرمونية وحمل الوزن الزائد في البطن أيضاً في احتباس السوائل عند الحوامل. وفي الغالب لا تكون المشكلة خطيرة ومن الممكن أن تزول بعد الولادة.
ومع ذلك، إذا أصبح التورم أكثر حدة فجأة، فقد يكون علامة على تسمم الحمل. وهو نوع من ارتفاع ضغط الدم الذي يمكن أن يضر بالأم والجنين.

الخمول البدني
يمكن للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الحركة أن يصابوا بالوذمة في أسفل الساقين.
وللتخلص من المشكلة قد تكون الإجراءات التالية ذات أهمية:
- إبقاء القدمين مرفوعتين
- ارتداء الجوارب الضاغطة
- ممارسة التمارين، مثل رفع وخفض القدمين أو تدوير الكاحلين
البدانة
قد يعاني الأشخاص المصابون بالسمنة من تورم بسبب الوزن الزائد الذي يحملونه. تزيد السمنة أيضاً من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى وأمراض القلب، وكلها يمكن أن تؤدي إلى الوذمة.
الظروف الهرمونية
يمكن أن يؤدي عدم التوازن الهرموني إلى احتباس السوائل، في إحدى الحالات التالية:
الحيض: التغيرات في التوازن الهرموني يمكن أن تؤدي إلى تراكم السوائل قبل الدورة الشهرية. نتيجة لذلك، قد تعاني النساء من انتفاخ وألم في الثدي.
مشاكل الغدة الدرقية: تفرز الغدة الدرقية هرمونات تلعب دوراً في إدارة مستويات السوائل. لذلك قد يعاني الأشخاص المصابون بأمراض تؤثر على الغدة الدرقية من احتباس السوائل.
متلازمة كوشينغ: تؤدي هذه الحالة إلى إفراز الغدة الكظرية الكثير من هرمون الستيرويد، ما يؤدي إلى تورم الساقين.
طرق فعالة لتقليل احتباس السوائل
تناول ملح أقل
كما هو معلوم فإن الملح مصنوع من الكلوريد والصوديوم الذي يلعب دوراً في الحفاظ على توازن السوائل داخل وخارج الخلايا بسبب قدرته على الارتباط بالماء في الجسم.
إذا كنت تتناول غالباً وجبات غنية بالملح، فقد يحتفظ جسمك بالماء بشكل أكبر.
لذلك فإن النصيحة الأكثر شيوعاً لتقليل احتباس السوائل في الجسم هي تقليل تناول الصوديوم.
مع ذلك، لا يزال الأمر قيد البحث، وفقاً لما ورد في موقع Healthline، فقد وجدت العديد من الدراسات أن زيادة تناول الصوديوم تؤدي إلى زيادة احتباس السوائل داخل الجسم، من ناحية أخرى، لم تجد إحدى الدراسات التي أجريت على رجال أصحاء نفس التأثير، لذلك قد تعتمد النتائج على الفرد.
زيادة تناول المغنيسيوم
يعتبر المغنيسيوم من المعادن الهامة للغاية، إذ إنه يشارك في أكثر من 300 تفاعل إنزيمي مهم للحفاظ على صحة الجسم.
علاوةً على ذلك، فإن زيادة تناول المغنيسيوم قد يساعد في تقليل احتباس السوائل.
وجدت إحدى الدراسات أن 200 ملغ من المغنيسيوم يومياً قللت من احتباس الماء لدى النساء اللواتي يعانين من أعراض ما قبل الحيض.
وتشمل المصادر الجيدة للمغنيسيوم المكسرات والحبوب الكاملة والشوكولاتة الداكنة والخضراوات الورقية. كما أنه متوفر كمكمل غذائي.
زيادة تناول فيتامين ب 6
فيتامين ب 6 مهمة لتكوين خلايا الدم الحمراء، وتؤدي العديد من الوظائف الأخرى في الجسم.
وقد ثبت أن فيتامين ب 6 يقلل من احتباس السوائل لدى النساء المصابات بمتلازمة ما قبل الحيض.
وتشمل الأطعمة الغنية بفيتامين B6 الموز، البطاطس، الجوز واللحوم. ومن الممكن الحصول عليه كمكمل غذائي كذلك.
تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم
يساعد البوتاسيوم في إرسال الإشارات الكهربائية التي تحافظ على عمل الجسم. قد يفيد أيضاً صحة القلب، كما أنه يساعد في تقليل احتباس السوائل، وذلك عن طريق خفض مستويات الصوديوم وزيادة إنتاج البول.
ويعد الموز والأفوكادو والطماطم أمثلة على الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم.
تناول الهندباء
الهندباء (Taraxacum officinale) عشب استخدم كمدر طبيعي للبول في الطب الشعبي لفترة طويلة.
وقد تساعد مدرات البول الطبيعية في تقليل احتباس السوائل عن طريق زيادة التبول.

تجنب الكربوهيدرات المكررة
يؤدي تناول الكربوهيدرات المكررة إلى ارتفاع سريع في مستويات السكر والأنسولين في الدم. ويؤدي ارتفاع مستويات الأنسولين إلى احتفاظ جسمك بمزيد من الصوديوم عن طريق زيادة إعادة امتصاص الصوديوم في الكُلى، ويؤدي ذلك بالتالي إلى زيادة حجم السوائل داخل جسمك.
ويعتبر السكر والدقيق الأبيض والحبوب المصنعة من الأمثلة على الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المكررة.
طرق أخرى لتقليل احتباس السوائل
لم تتم دراسة طرق الحد من احتباس السوائل كما يجب، ومع ذلك، هناك بعض الطرق التي يحتمل أن تكون فعالة:
- المشي والحركة الدائمة
- رفع القدمين
- شرب المزيد من الماء
- تناول البقدونس أو عشبة ذيل الحصان أو الكركديه، إذ تعتبر هذه الأعشاب مدرات للبول في الطب الشعبي.
- الثوم: استخدم الثوم تاريخياً كمدر للبول
- عصير التوت البري: يقال إن عصير التوت البري يمكن أن يكون له آثار مدرة للبول أيضاً.