تشكل الأسنان الصفراء مصدر إزعاج بالنسبة للكثيرين، والدليل على ذلك انتشار عمليات تبييض الأسنان على نحو متزايد في مختلف أنحاء العالم، لكن هل تساءلتم مسبقاً فيما إذا كانت الأسنان صفراء بطبيعتها أم أن لونها يتغير بفعل عوامل خارجية؟
إليكم الإجابة الوافية في هذا التقرير:
الأسنان الصفراء.. طبيعة أم عوامل خارجية؟
من أجل الإجابة عن هذا السؤال يتوجب علينا معرفة تكوين الأسنان أولاً.
تتشكل الأسنان من ثلاث طبقات: المينا وهي المادة الأكثر صلابة في جسم الإنسان وتشكل الطبقة الخارجية للأسنان، ومادة الدنتين أو العاج وهي الطبقة المتوسطة، بينما تسمى الطبقة الداخلية اللب السني.
ربما لا يعرف كثيرون أن طبقة العاج هي المسؤولة عن لون الأسنان، مع العلم أنها الطبقة المتوسطة.
وبالنسبة لمعظمنا، تكتسي طبقة العاج عادة باللون الأصفر الباهت، وتتسم طبقة المينا الخارجية بأنها شفافة، لكنها قادرة مع ذلك على التأثير على مظهر الأسنان.
وبالنسبة للأشخاص الذين تكون طبقة المينا لديهم أكثر سمكاً، يمكن أن تظهر أسنانهم بلون أقل صفرة.
ولذا فإن لون أسنانك يتعلق غالباً بسماكة المينا أكثر من تعلقه بلون طبقة العاج.
يوضح الدكتور ساميت هندوتشا، طبيب الأسنان لدى شركة My Mouth: "لدى كل شخص سماكة وسمات مختلفة للمينا والعاج داخل السن، مما قد يعطي ألواناً أخرى غير الأبيض وهو أمر طبيعي تماماً".
سر بياض الأسنان اللبنية
معلومة أخرى قد تثير اهتمامكم حول لون الأسنان، ألا وهي أن أسنان معظمنا تكون أكثر بياضاً في مرحلة الطفولة، لذلك تسمى ببساطة بالأسنان اللبنية في معظم دول العالم.
أما عن سبب بياض الأسنان اللبنية فالسر لا يمكن بلون العاج إنما بسماكة المينا.
يشرح الدكتور هندوتشا أن الأسنان اللبنية تكون أكثر بياضاً "لأن مينا أسنان الرضع تكون أكثر سماكة، مما يخفي اللون الأصفر للعاج الكامن أسفلها".
ومع التقدم في السن تقل سماكة المينا ويظهر لون العاج بشكل أكثر وضوحاً. خلاصة القول من الطبيعي تماماً أن يكون لدينا لون أسنان أصفر والأمر لا يدل بالضرورة على تدهور صحة الفم.
عوامل تساهم في تغير لون الأسنان
حتى لو كنت تعتني بأسنانك وتنظفها جيداً قد يكون هناك عوامل أخرى تسهم في ظهور البقع على الأسنان أو اصفرار لونها، نذكر منها:
التقدم في العمر
كلما تقدمنا في العمر، تضمر المينا لدينا أو تتحلل مما يعني أن الجزء الداخلي من الأسنان يظهر أكثر، وهو ما يجعل الأسنان تظهر أكثر اصفراراً أو بلون كريمي أكثر، وفقاً لما ورد في موقع Rifkin Dental.
مأكولات أو مشروبات معينة
البقع التي تتركها أغذية ومشروبات معينة، بما في ذلك الشاي والقهوة، يمكن كذلك أن تسهم في اصفرار الأسنان. يمكن أن تسهم الشوكولاتة والمشروبات الغازية أيضاً في تغير لون الأسنان.
ضعف المينا
صحيحٌ أن اصفرار الأسنان لا يدل بالضرورة على تدهور صحة الفم، ولكن في بعض الحالات قد يدل على تآكل المينا وأن الأسنان قد تكون أضعف وأكثر عرضة للتفتت.
الوراثة
تلعب الوراثة دوراً في سطوع وسماكة المينا، مما قد يكون له تأثير كبير على اللون الظاهر للأسنان.
اضطرابات التمثيل الغذائي
أظهرت دراسة في الدورية العلمية British Dental Journal أن اضطرابات التمثيل الغذائي ترتبط بتغير لون السن، وهو ما يحدث أيضاً عند استخدام أدوية مثل تيتراسايكلن.
التدخين
يمكن للخيارات التي تتعلق بأنماط حياتنا أن تؤثر على لون أسناننا.
فيمكن أن يسرّع التدخين من اصفرار الأسنان؛ إذ إن القطران والنيكوتين الموجود في التبغ يعد مسؤولاً عن هذا التلطيخ.
ماذا نفعل لتحسين لون الأسنان؟
صحيحٌ أن الأسنان الصفراء ليست بالضرورة غير صحية، لكن مظهر الأسنان قد يؤثر على ثقة كثير من الأشخاص في أنفسهم.
ولحسن الحظ، ثمة تغييرات يمكننا القيام بها لتحسين مظهر أسناننا. تعد المحافظة على صحة أسناننا استراتيجية وقائية جيدة.
ويوصي الخبراء بغسل الأسنان بانتظام بالفرشاة وتنظيفها بالخيط، ويمكن أن يقدم غسول الأسنان فائدة إضافية.
عندما يتعلق الأمر بمعجون الأسنان، ينصح الدكتور هندوتشا قائلاً: "معجون الأسنان المبيض أو معجون الأسنان بالفحم المنشط قد يساعد في إزالة الأوساخ بصورة أكثر فاعلية، والإبقاء على الأسنان في مظهر أكثر بياضاً. ويجب دائماً أن تتابع مع طبيب الأسنان أو خبير الصحة ما إذا كان معجون الأسنان المبيض جيداً لك، لأن بعضها قد يكون كاشطاً".
يمكن لتغيرات أنماط الحياة أن تساعد في تحسين مظهر أسنانك.
على سبيل المثال، قد يتسبب الإقلاع عن التدخين في إحداث فارق كبير، مثلما هو الحال مع تقليل استهلاك الأطعمة والمشروبات التي تلطخ الأسنان مثل القهوة.
إذا كنت قد جربت بالفعل هذه الخيارات وتبحث عن بدائل، فربما عليك أن تضع في حسبانك تبييض الأسنان، وذلك وفقاً لما أوضحته طبيبة الأسنان صفاء النهار، في حديثها مع موقع Live Science الأمريكي.
إذ أوضحت أن تبييض الأسنان يكون آمناً إذا وصفه طبيب أسنان. إذ يمكن أن ينتج تحسيناً كبيراً في مظهر الأسنان، مما يزيد ثقة الأشخاص بأنفسهم.
الآثار الجانبية لتبييض الأسنان
أما عن الآثار الجانبية لتبييض الأسنان، فهي الحساسية وتهيج اللثة.
وتحذر الدكتورة صفاء من العمليات التي يُجريها غير أطباء الأسنان المتخصصين أو التي تُجرى بدون وصفة طبية.
وبينما تختلف أسنان كل شخص عن الآخر، فإن كمية الوقت اللازمة لتبييضها سوف تختلف هي الأخرى. قال الدكتور هندوتشا: "سوف تحتاج أيضاً إلى أن تضع المبيض بين الحين والآخر، نظراً إلى أن اللون قد ينتكس مع مرور الوقت وذلك يتوقف على حميتك الغذائية".
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.