لا شكَّ أنّ لكل شخص من الناس وضعية نوم معينة يفضلها أثناء استلقائه على السرير، مثل النوم بشكل جانبي أو على الظهر أو حتى على البطن، لكن هل تساءلتم يوماً ما عن أفضل وضعية للنوم؟.
ما أفضل وضعية للنوم؟
لمعرفة الإجابة إليكم آراء الخبراء
النوم على الظهر أو على الجانبين من أجل العمود الفقري
يقول الطبيب مايكل بروس خبير النوم المعتمد إنّ أفضل وضعية للنوم هي التي يكون فيها عمودك الفقري معتدلاً.
وأضاف بروس لموقع MindBodyGreen أنّ الأمر يعتمد على الوضعية أكثر من موضع النوم؛ فعند الاستلقاء يستجيب العمود الفقري للانحناءات الطبيعية عند الرقبة، ومنتصف الظهر وأسفله.
وأوضح: "لكي تكون هذه الانحناءات في وضعها الطبيعي أثناء النوم، يجب أن يكون الجسم بأكمله مدعوماً، وتتمثل الطريقة الأسهل لتحقيق ذلك في الاستلقاء على الظهر أو على الجنب، في حين أنّ النوم على البطن لا يسمح عادةً باعتدال العمود الفقري".
كما لفت بروس إلى أنَّ وضعية النوم السيئة قد تفاقم أي تعب تشعر به في الظهر والكتفين والرقبة والفخذين، وغير ذلك، إلى جانب التسبُّب في مشكلات أخرى مثل التيبس وبالأخص عند المفاصل.
ويقول بروس: "إنَّ وضعيات النوم المتمثلة بالاستلقاء على الظهر أو على الجانبين تحافظ على الانحناءات الطبيعية في العمود الفقري طوال الليل دون ضغط على الرقبة أو ارتخاء أسفل الظهر أو التفاف منتصف الظهر".
وضعية النوم على الجانب الأيسر
في حين يرى موقع Health Line الطبي أنّ النوم على الجانب الأيسر يتمتع بفوائد صحيّة أكثر من النوم في الوضعيات الأخرى، لأنه يجعل أعضاء الجهاز الهضمي في الجسم متناظرة داخلياً ويسهل من حركتها.
ويقول الموقع إنّ عمل الجهاز الهضمي في الجسم قد يواجه صعوبات خلال ساعات الليل، وبالتالي فإن النوم على الجانب الأيسر سيسهل عمله، إذ إنّ الجاذبية تساعد في التخلص من الفضلات في رحلة تبدأ من القولون الصاعد الموجود على الطرف الأيمن، باتجاه القولون المستعرض الموجود في الوسط، وأخيراً تفريغها في القولون الهابط على يسار الأمعاء، وهو ما يشجعك على الذهاب إلى الحمام عند الاستيقاظ من النوم.
في حين أنّ النوم على الجانب الأيمن سيصعب من رحلة الفضلات كونها ستتم عكس الجاذبية الأرضية.
كما يقول بيل فيش مدرب النوم المعتمد إنّ النوم على هذا الجانب سيجعلك أيضاً شريكاً أفضل في الفراش ويبعد عنك الشخير.
ويضيف فيش أنّ النوم على الظهر مثلاً قد يجعل البعض يشخرون، كما أنه قد يصيب البعض بانقطاع التنفس أثناء النوم بشكل متكرر من 20 إلى 30 مرة خلال ساعة.
النوم على الجانب الأيسر للحامل
أما بالنسبة للحوامل فينصح أيضاً النوم على الجانب الأيسر، إذ يقول موقع Sleep Foundation الأمريكي إنّ النوم على هذا الجانب يحسن تدفق الدم من القلب إلى الجنين والرحم والكليتين، فيما يحافظ أيضاً على ضغط الكبد.
أما إذا شعرتِ بعدم الراحة، فيوصيك الأطباء بالتبديل إلى الجانب الأيمن لفترة قصيرة بدلاً من النوم على ظهرك.
النوم على الجانب الأيسر لمن يعاني الحموضة
عندما ينام الأشخاص المصابون بالارتجاع المعدي المريئي على جانبهم الأيسر، فإنهم يعانون من حالات أقل من حرقة المعدة مقارنة بالنوم على الجانب الأيمن أو على ظهورهم.
لا يقتصر الأمر على زيادة نوبات الحرقة في الجانب الأيمن فحسب، بل تستمر لفترة أطول أيضاً.
النوم على الجانب الأيمن أفضل لمرضى القلب
يخلق النوم على الجانبين ظروفاً مناسبة لمرضى القلب، وصحيح أنّ النوم على الجانب الأيسر ليس ضاراً لكنه ليس أفضل من النوم على الجانب الأيمن.
ويقول موقع Sleep Junkie إنّ النوم على الجانب الأيمن يخلق مساحة أكبر في تجويف الصدر ويقلل من الضغط على عضلات القلب.
إذا استلقيت على جانبك الأيمن فإن الجاذبية تسحب قلبك إلى تجويف الصدر بدلاً من جدار القفص الصدري، ويقلل هذا من الضغط عليه بشكل كبير.
إذا كنت تعاني بالفعل من أمراض القلب فإن هذا النوم بهذه الطريقة يمكن أن يكون له أثره الجيد على جودة نومك.
كما لاحظ الباحثون من خلال دراسة حول وضعية أجرتها مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب في العام 2003، أنّ الأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي المرتبط بمرضى القلب، أبلغوا باستمرار عن عدم ارتياح عندما ينامون على جوانبهم اليسرى، وبالتالي كانوا يفضلون النوم على جانبهم الأيمن.
كما ثبت أيضاً أن النوم على الجانب الأيمن يفيد الجهاز العصبي الودي وهو الجزء من جهازك العصبي الذي يتحكم في رد فعلك أثناء القتال أو الطيران، مما يعني أنه يؤثر على معدل ضربات القلب وضغط الدم.
كما أنّ من فوائد النوم على الجانب الأيمن تنظيم تدفق الدم للقلب، والعمل على استقرار معدل الضربات والضغط.
ساعات النوم الطبيعية
وفقاً لأبحاث مؤسسة النوم الوطنية الأمريكية، فإن عدد ساعات النوم الصحي تختلف حسب العمر، فعلى سبيل المثال، يتراوح عدد ساعات النوم الطبيعية بالنسبة للأطفال من سن 6 إلى 13 سنة، ما بين 9 و11 ساعة يومياً.
وبالنسبة للمراهقين من سن 14 إلى 17 سنة، ما بين 8 إلى 10 ساعات يومياً؛ وبالنسبة للبالغين من 18 إلى 64 سنة، ما بين 7 و9 ساعات يومياً.
للمزيد حول الموضوع ننصحك بقراءة: تعرف على عدد ساعات النوم الكافية لك وفقاً لعمرك
تحسين جودة النوم
أما بالنسبة لطريقة الحصول على نوم جيد وهانئ كل ليلة فهناك العديد من الأمور التي يجب على الإنسان مراعاتها، مثل:
– تهيئة بيئة نوم مريحة.
– تعليم العقل أن يهدأ.
– تجنب الطعام الدسم والحار قبل النوم.
– عدم تناول الكافيين قبل النوم.
للمزيد حول الموضوع ننصحك بقراءة: 6 طرق تدرب بها عقلك لتحسين جودة نومك
أضرار قلة النوم
هناك العديد من الأسباب المحتملة لقلة النوم، من ضمنها عادات النوم الخاطئة، وخيارات نمط حياتك، وبعض الحالات الطبية.
بعض الأسباب طفيفة وقد تتحسن مع الرعاية الذاتية، في حين أن البعض الآخر قد يتطلب العناية الطبية.
قد تكون الشيخوخة أحد مسببات قلة النوم، كذلك تسبب المشروبات الغنية بالكافيين قلة النوم.
وقد يؤدي النوم في أثناء النهار، وعدم التعرض الكافي للشمس، والألم الجسدي، وبعض الأدوية إلى قلة النوم.
كذلك يؤدي الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الحديثة إلى الإخلال بالساعة البيولوجية، فالتعرض المتزايد له خلال الليل يزيد من إفراز مادة الميلاتونين المسؤولة عن تنظيم الإيقاع الحيوي للإنسان.
كيف لك الآن أن تعرف أنك تعاني قلة النوم وأسباب قلة النوم وأضرارها؟ تابع هذا التقرير: الإصابة بالسمنة وانخفاض الرغبة الجنسية.. تعرف على أعراض قلة النوم
الملخص
ربما لا تكون هناك وضعية نوم معينة هي "الأفضل" عالمياً، لكن هناك وضعية محددة لكل حالة، فالاستلقاء على الظهر أفضل لمن يعانون من مشاكل في العمود الفقري، والنوم على الجانب الأيسر أفضل لصحة الجهاز الهضمي وللحوامل، أما مرضى القلب فنومهم على الجانب الأيمن سيشعرهم بتحسن كبير في جودة النوم.
أما إذا عانيت كثيراً من جسد متيبس عند الاستيقاظ، فربما يتعلق ذلك بمكان نومك، لذلك احرص على اختيار الوسادة والفراش اللذين يمنحانك الدعم الكافي.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.