على الرغم من صعوبة تصديق وجود أشخاص على استعداد لإزالة عظام كاملة في سعيهم وراء الجمال، فإنه قد يكون من الأصعب تصديق أن هذه الممارسة تعود بتاريخها إلى الوراء حتى عندما لم يكن الطب متطوراً مثل يومنا هذا.
نعم، هناك بعض النساء قد يخترن إزالة ضلعين أو أربعة أو حتى ستة من الأضلاع فقط لتنحيف الخصر وكي يبدو شكلهم مثل دمية الباربي أو الشخصيات الكرتونية عن طريق الخضوع لعملية جراحية أقل ما يقال عنها خطيرة.
فقدان الأضلاع يزيد من احتمال تلف الأعضاء بشكل كبير؛ لأن هدف الأضلاع الأساسي هو الحفاظ على رئتيك وأعضائك الحيوية الأخرى آمنة عند الاصطدام أو التعرض لحادث.
سنتعرف في هذا التقرير على تاريخ هذه العملية الجراحية ومخاطرها ومن كانت أولى النساء التي قامت بها بهدف التجميل، ومَن من المشاهير في يومنا هذا قام بها أو رفض الاعتراف بذلك.
ما هي عملية إزالة الأضلاع؟
إزالة الضلع هي عملية جراحية تهدف إلى تقليل محيط الخصر عن طريق إزالة الضلعين السفليين من القفص الصدري. عادةً ما تكون هذه الأضلاع، المعروفة باسم الأضلاع العائمة، متصلة بالعمود الفقري، ولكنها عادةً لا تكون مرتبطة بعظم الثدي. تخضع النساء لهذا الإجراء الجراحي التجميلي إلى حد كبير أكثر من الرجال. تعتبر إزالة الضلع بشكل عام إجراءً جراحياً كبيراً لا يمكن تعديله لاحقاً.
العملية الجراحية المعروفة باسم إزالة الضلع لا تجعل الخصر أضيق من الناحية الفنية. ومع ذلك، يمكن أن يجعل الخصر يبدو أضيق من خلال زيادة المسافة بين القفص الصدري والحوض. يزيل الإجراء جزءاً من كل من الضلوع السفلية، والمعروف باسم "الضلوع العائمة" لأنه على الرغم من أنها عادةً ما تكون مثبتة في العمود الفقري، فإنها لا تُثبت عادةً في القص. عادةً ما يتم ترك جزء خلفي من كل ضلع في مكانه لحماية أعضاء البطن للمريض من الإصابة المستقبلية.
هوس الجمال.. من الكورسيهات إلى التدخل الجراحي
ممارسة تغيير شكل القفص الصدري لتقليل حجم الخصر لها تاريخ طويل. في الماضي، وخاصة في الحقبة الفيكتورية، كانت الموضة الشائعة هو شكل الساعة الرملية للنساء والذي غالباً ما كانت النساء يحصلن عليه من خلال ارتداء الكورسيهات. يعتقد الخبراء أن الكورسيهات الضيقة، والتي غالباً ما كانت مصنوعة من عظام الحوت، يمكن أن تعيد تشكيل الضلوع السفلية بشكل تدريجي ودائم، مما يؤدي إلى تضييق الخصر.
غالباً ما كانت النساء في الماضي يرتدين الكورسيهات الضيقة لمدة 16 إلى 23 ساعة يومياً من أجل تحقيق إعادة تشكيل دائمة للقفص الصدري. غالباً ما تستغرق هذه العملية سنوات حتى تكتمل وربما تطلبت الاستخدام التدريجي للكورسيهات الأكثر إحكاماً والأصغر مع مرور الوقت.
أما مع مرور الوقت وفي بداية التسعينات أصبحت النساء بحاجة لحل عملي دائم لا يقيدهن بلباس معين مما أدى إلى ظهور عمليات إزالة الأضلاع.
الشائعات لاحقت صاحبات الخصر النحيل
لأن العملية كانت غير مسبوقة وخطيرة وليس لها مبرر طبي فلم يكن من الممكن التأكد ممن قام بها أولاً رغم وجود الشائعات التي لاحقت بعض المشاهير. في عام 1931، زعمت صانعة الكورسيهات روزا بينر أن الممثلة الفرنسية بوليير قد أزالت أدنى ضلع لها في فترة 1890s وأنه قد أثر لاحقاً على صحتها وسبب موتها. لكن في كتاب فاليري ستيل عن تاريخ الكورسيه، جادلت الكاتبة بأن الخطر المميت للجراحة في ذلك العصر يجعل ذلك غير قابل للتصديق.
كما لاحقت الشائعات الممثلة الأمريكية المولودة في فرنسا آنا هيلد بأنها كانت هي أول شخص مارس عملية إزالة الأضلاع من أجل الحصول على خصر أصغر. يعتقد الكثيرون، مع ذلك، أن الشائعات التي تفيد بأن هيلد قد أزالت ضلوعها السفلية كانت غير صحيحة وكانت شائعة تهدف فقط لزيادة شهرتها.
أما في بداية القرن العشرين، فقد استعانت المغنية الأمريكية الشهيرة شير بطبيب في عام 1990 لتؤكد أن لديها مجموعة كاملة من الضلوع بعد انتشار العديد من الشائعات أنها قامت بإزالة الأضلاع السفلية.
حتى أن الشائعات لاحقت مارلين مونرو، لكن صور الأشعة بعد وفاتها والتشريح أثبتا أن أضلاعها كانت كاملة.
مشاهير اعترفن بقيامهن بعملية إزالة الأضلاع
في محاولتها تحويل نفسها إلى دمية حية، قامت بيكسي فوكس في عمر 25 عاماً فقط، بصرف أكثر من 65 ألف جنيه إسترليني على الجراحة التجميلية، بما في ذلك شفط الدهون والفيلر والبوتوكس في أماكن مختلفة من جسمها. كما أنها أزالت ستة أضلاع للوصول إلى خصر صغير غير طبيعي يبلغ 14 بوصة لتحصل على شكل الساعة الرملية، وفقاً لمجلة Closer.
وزعمت العارضة والمغنية أماندا ليبور أنها تجاوزت القانون لإجراء عملية جراحية مماثلة وكسرت ضلعيها السفليين ودفعتهما إلى الداخل. وصرحت بأن هذا الإجراء غير قانوني في الولايات المتحدة، لذلك فعلت ذلك في المكسيك، وفقاً لموقع New York Post.
ومن المفاجئ لأغلبنا أن الممثلة المكسيكية الشهيرة بطلة مسلسلي روزاليندا وماري مار، تاليا، صرحت بأنها خضعت لعملية جراحية لإزالة بعض أضلاعها من أجل الحصول على خصر أصغر. واعترفت بأنها احتفظت بالأضلاع التي تمت إزالتها في جرة كتذكار، كما جاء في موقع Her.
كيم كارداشيان تظهر فجأة بخصر نحيل!
عندما ظهرت كيم كارداشيان لأول مرة بخصرها الصغير للغاية في فستان مصنوع خصيصاً من تييري موغلر في مهرجان Met Gala 2019، تساءل بعض نقاد الموضة عما إذا كانت نجمة Keeping Up With The Kardashians قد أزالت ضلوعاً للحصول على ذلك الخصر النحيل.
لكن النجمة أكدت أنها لم تقم بذلك وأنها لا تعرف حتى إن كان إجراء إزالة الضلوع ممكناً وأنها لم تسمع به من قبل. وقد عزت نحول خصرها إلى كونها أصبحت نباتية وتتدرب باستمرار. أما عن إطلالتها في المهرجان فصرحت كارداشيان بأن السبب يعود لثوبها الذي كان مصنوعاً من السيليكون والكورسيه الخاصة التي كانت ترتديها تحته والتي أجبرها مصممها على أخذ دروس تنفس خاصة لتستطيع التنفس عند ارتدائها كي لا تفقد الوعي.
واعترفت كارداشيان بأنها لم تشعر في حياتها بألم مماثل لذلك الذي شعرت به أثناء ارتداء تلك الكورسيه وأنها تركت علامات واضحة على ظهرها وبطنها وفقاً لموقع ET.
مدى خطورة هذا التدخل الجراحي
يتفق معظم جراحي التجميل على أن إزالة الأضلاع تعد تدخلاً شديداً للغاية بالنسبة لأسباب تجميلية. تتمثل الوظيفة الأساسية للقفص الصدري في حماية الأعضاء الحيوية. حتى الضلوع السفلية التي يتم إزالتها أثناء جراحة إزالة الأضلاع توضع حول بعض أجزاء الجسم المهمة جداً: الكلى والمرارة وحتى جزء من المعدة.
قد يقوم الأطباء بإجراء إزالة الضلع لأسباب ضرورية مثل سرطان العظام أو مشاكل النمو.
من أجل تلبية الطلب على إزالة الضلع في أمريكا، يتم إجراء هذا الإجراء عادة في بلدان أخرى مثل مكسيكو عن طريق ما يسمى إجازات الجراحة التجميلية، لأن فترة التعافي قد تكون طويلة، لكن عادة ما تكون متطلبات السلامة أكثر تساهلاً. يحذر الأطباء من هذا الإجراء التجميلي، لأن الأضلاع لا يمكن أن تنمو مرة أخرى.