لا يخفى على أحد الفوائد المتعددة لدهون أوميغا 3 الصحية، من مكافحة أمراض المناعة الذاتية والتقليل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب إلى محاربة القلق والاكتئاب، لكن هل كنت تعلم أن لهذه الدهون دوراً في تخفيف آلام الصداع النصفي؟
دور أوميغا 3 في تخفيف آلام الصداع النصفي
دعونا أولاً نتعرف سريعاً على الصداع النصفي: يختلف ألم الصداع النصفي أو صداع الشقيقة (Migraine) عن ألم الصداع العادي؛ فهو يشبه النبضات الشديدة التي تخرج من أعماق رأسك، وغالباً تحدث في جانب واحد من الرأس، ويمكن أن يستمر هذا الألم لعدة أيام.
ويعتبر الإرهاق و التقلبات المزاجية و اضطرابات القناة الهضمية من أبرز الأعراض المرافقة للصداع النصفي الذي من الممكن أن تحد آلامه القدرة على ممارسة النشاطات اليومية بشكل طبيعي.
والآن ما هو دور أوميغا 3 في تخفيف هذه الآلام؟
تحتوي أحماض أوميغا 3 الدهنية على خصائص تجعلها فعالة في مكافحة الألم بشكل عام.
إذ تنتج هذه الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة الأوكسيليبينات؛ وهي جزيئات يمكن أن تخفف الشعور بالألم، وفقاً لما ورد في موقع The List.
وقد وجدت دراسة نشرها موقع BBC أن اتباع نظام غذائي غني بأحماض أوميغا 3 الدهنية يمكن أن يقلل من الصداع النصفي المستمر بمعدل مرتين إلى أربع في الشهر.
وقد شملت هذه الدراسة 182 شخصاً يعانون من الصداع النصفي (88% منهم من النساء، بعمر نموذجي يبلغ 38 عاماً).
وكان المشاركون في الدراسة يعانون من الصداع النصفي بمعدل 5 إلى 20 يوماً في الشهر.
تم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات، حيث تناولت المجموعات الثلاث كميات متفاوتة من أحماض أوميغا 3 وأحماض أوميغا 6 الدهنية التي شملت: حمض إيكوسابنتاينويك EPA، وحمض الدوكوساهيكسانويك DHA وحمض أوميغا 6 اللينوليك.
وقد شملت الدراسة هذه الأنواع من الأحماض؛ لأن الأبحاث السابقة أشارت إلى أن أحماض أوميغا 3 الدهنية مرتبطة بتأثيرات مخففة للألم، بينما قد تؤدي أحماض أوميغا 6 الدهنية إلى تفاقم الألم ويمكن أن تثير الصداع النصفي.
خلال التجربة، اتبع المشاركون نظاماً غذائياً دقيقاً مؤلفاً من كميات محددة من الزيت والزبدة والأطعمة البروتينية، بما في ذلك الأسماك، اللازمة للحصول على المستويات المطلوبة من الأحماض الدهنية. وقد تم تقييم أعراض الصداع النصفي للمشاركين وحدته بشكل يومي.
وأظهرت النتائج أن تكرار الإصابة بالصداع انخفض في كلتا المجموعتين الحاصلتين على النظام الغذائي عالي الأوميغا 3.
فقد ارتبط النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة عالية من أوميغا 3 بتقليل 1.3 ساعة من الصداع يومياً، ويومين من الصداع في الشهر.
وفي الوقت نفسه، شهدت مجموعة النظام الغذائي التي تحتوي على نسبة عالية من أوميغا 3 ونسبة منخفضة من دهون أوميغا 6 انخفاضاً قدره 1.7 ساعة من الصداع يومياً وأربعة أيام من الصداع في الشهر.
أبلغت النساء في مجموعات أوميغا 3 العالية أيضاً عن صداع أقصر وأقل شدة.
وعليه فإن الخبراء ينصحون المصابين بالصداع النصفي بإضافة أحماض أوميغا 3 إلى نظامهم الغذائي.
لكن ما هي أحماض أوميغا 3 وكيف أحصل عليها؟
الأوميغا 3 هي أحماض دهنية يُعدّ زيت السمك مصدراً غذائياً غنياً بها، وهي مواد يحتاجها جسمك لعدَّة وظائف ابتداء من النشاط العضلي إلى نمو الخلايا، مع العلم أن الجسم لا يستطيع تكوين هذه الأحماض ويجب الحصول عليها من الأطعمة.
من الممكن الحصول على أحماض أوميغا 3 الدهنية من المكملات الغذائية، أو من الأطعمة الغنية بها مباشرة.
تحتوي شرائح السمك الزيتي على ما يصل إلى 30% من زيت السمك، وتشمل الأسماك الزيتية الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية الأنشوجة والرنجة والسردين وسمك السلمون والماكريل.
أما المصادر الحيوانية الأخرى لأحماض أوميغا 3 الدهنية فهي مثل: البيض، والألبان. هناك أيضاً بدائل نباتية للحصول على زيت السمك "الأوميغا 3" ومنها: الكتان، عين الجمل، بذور الشيا، بذور الفجل، الخضراوات الخضراء الداكنة مثل السبانخ، والفول.
ووفقاً لـ NHS، يجب أن يشتمل النظام الغذائي الصحي والمتوازن على وجبتين على الأقل من الأسماك أسبوعياً، بما في ذلك وجبة واحدة من الأسماك الزيتية الغنية بأحماض أوميغا3.