لا شكَّ أنَّ خسارة شخص عزيز على قلوبنا دائماً ما تكون مُحزنة ومربكة ومفجعة أحياناً، ولكن في الوقت ذاته إذا لم نتعامل مع الأمر بطريقة صحيحة قد يصل الأمر بنا في نهاية المطاف إلى حد استهلاك طاقتنا وصحتنا أيضاً.
إلى كل شخص يشعر بألم يعتصر قلبه لانتهاء علاقة عاطفية، ولكل امرأة فقدت أو أجهضت طفلها، إلى كل موظّف فقد وظيفته، لا تستسلموا واتبعوا هذه النصائح لتتخلصوا من خسارتكم المؤلمة.
كيفية التعامل مع الحزن بعد الخسارة المؤلمة
يظنّ بعض الناس أنّ الحزن هو مجرد مشاعر حزينة تظهر على الإنسان بعد حدث ما، وتنتهي مع مرور الوقت، لكنها في الحقيقة ليست كذلك، إذ إنّ لتلك المشاعر طُرقاً متعددة تظهر من خلالها مثل: (شعور الاكتئاب، شعور الغضب، شعور الخوف، شعور القلق، شعور الإرهاق، شعور التخدير، شعور العزلة، شعور الإنكار وعدم التصديق، شعور الذنب).
ويمكن لهذه المشاعر أن تظهر في أي وقت دون سابق إنذار، وتستمر طالما كانت حالة الشخص تجتاج ذلك، ولكنها مع مرور الوقت قد يكون لها تأثيرات سلبية مثل التأثير على صحة الجسم من خلال تعطيل النوم وفقدان الطاقة وقلة الشهية والتركيز.
في حين تقول الطبيبة النفسية "جودي هو": "إنّ بعض الناس يستمر حزنهم لشهور أو سنوات".
وأضافت وفقاً لموقع prevention أنّ الناس الحزينين يصبحون مع مرور الوقت أكثر فاعلية في التأثر مع الأحداث بسبب ارتباط مشاعرهم بالحزن، لذلك على أي شخص يخوض مرحلة الخسارة والحزن أن يكون رحيماً ومتفهماً لنفسه.
مراحل الحزن
يتفق خبراء الصحة النفسية على أنًّ الحزن ليس أمراً ثابتاً، فقد تشعر في البداية بمشاعر الحزن المؤلفة من الإنكار ومن ثم الصدمة والألم والغضب وما إلى ذلك، وبعدها تصل إلى مرحلة تقبل الخسارة، ولكن بعد مرور بضعة أشهر يحدث شيء ما فتتفاجأ بعودتك إلى مرحلة الإنكار التي شعرت بها عند بداية خسارتك.
وتقول الطبيبة جودي إنّ هذا الأمر هو طبيعي وواقعي للغاية أنت فقط تعالج الأمر بطريقة مناسبة لك وللموقف الذي عشته.
وبدلاً من النظر إلى الحزن على أنه مكون من مراحل تنصح الطبيبة أجيتا روبنسون بالتركيز على هذه النقاط التي من شأنها أن تساعدك حتماً:
- اعترف بالخسارة.
- اخلق مساحة لمشاعرك.
- افهم أن الحزن رحلة تستمر مدى الحياة.
- أعلم أنه يمكن أن يكون هناك فرح في الحياة بعد الخسارة.
طوّر روتيناً خاصاً بك والتزم به
لا شكَّ أنّ أنشطتك اليومية ستشهد اختلافاً جذرياً بعد الخسارة وستستمر في التطور مع مرور الوقت.
لنعطك مثالاً: إذا كنت معتاداً أن تقضي ساعات المساء بأكملها وأنت تتكلم مع حبيبتك على الهاتف، ستجد تلك الساعات بعد انفصالك عنها بأنها أصبحت ساعات طويلة سوداء كئيبة ومملة، والسبب هو توقفك عن نشاطك الذي اعتدت عليه.
حاول إيجاد أشياء أخرى تشغل نفسك بها، مثل مشاهدة فيلم ما أو الخروج في نزهة مع أصدقائك، فليس من المهم كيف يبدو روتينك الجديد، فقط حاول بذل قصارى جهدك للحصول على واحد.
كُن منفتحاً على مشاعرك
أدرك تماماً صعوبة الأمر، لكن من المهم جداً تحديد الأفراد الذين تشعر بالراحة عند مشاركة مشاعرك معهم، يمكن أن يشمل ذلك العائلة أو الأصدقاء أو زملاء العمل المقربين منك أو الأشخاص الذين عانوا من نفس نوع الخسارة.
لا تدِر الحزن بمفردك، إذا كان هناك وقت للاعتماد على العائلة والأصدقاء، فسيكون هذا هو الوقت المناسب، فقط دع الناس يعرفون ما تشعر به وما إذا كنت تكافح من أجل التخلص منه.
تقول الأخصائية النفسية ميليسا روبنسون براون: "شارك الذكريات والخبرات، شارك الدموع والغضب والضحك، سوف تقطع شوطاً طويلاً في في طريق التحسن".
أعد التفكير بطريقة تفكيرك
الشيء الوحيد الذي يسير جنباً إلى جنب مع الحزن هو المحفزات التي تزيد وتضمن استمراريته، مثل تذكر شكل وجنتي حبيبتك المنفوختين، أو تذكر طريقة تحدثها إليك، أو تذكر جميع المأكولات التي تحبها، أو حتى تذكر رائحتها.
صدقاً إذا لم تتمكن من إعادة النظر في طريقة تفكيرك فسوف تظل تبكي لسنوات، لذلك خذ خطوة للوراء واعترف بأنها كانت جزءاً مهماً في حياتك لكنها ليست كل شيء.
اطلب المساعدة إذا كنت في حاجة إليها
لا توجد طريقة واحدة لمعرفة الوقت المناسب لطلب المساعدة، ولكن لا تخف من البحث عن طبيب نفسي أو أخصائي جيد لا سيما إذا بدأت بالشعور بالأعراض التالية:
- عدم القدرة على العمل في حياتك اليومية.
- تكافح من أجل الشعور بمجموعة من المشاعر غير الحزن.
- الشعور باليأس أو انعدام القيمة أو الذنب.
- المعاناة من الأفكار الانتحارية.
تذكر أنّ الحزن ليس أمراً خاطئاً، وجميعنا مررنا أو سنمر به حتماً، وطلب المساعدة سيبعدك عن الكثير من المشاكل التي قد تلاحقك مثل الاكتئاب.