أينما كان المكان الذي قد تذهب إليه، ستشاهد هناك حتماً أزواجاً سعداء، وستعرف ذلك من خلال تصرفاتهم العفوية، نظراتهم لبعضهم البعض، حرص الزوج على فعل أشياء تُسعد زوجته، ضحكهما معاً، احترامهما المُتبادل، وأشياء أخرى كثيرة.
ولكن أيضاً هل تساءلت يوماً: لماذا ليس كل الأزواج سعداء؟ وما السرّ الذي يُقف وراء السعادة الزوجيّة الحقيقية؟
الحياة الزوجية السعيدة
الحياة الزوجيّة السعيدة ليست حكراً على من يمتلكون المال وحسب، وإنما هي للأشخاص الصادقين، الذين يعرفون الاحترام ويقدرون معنى الحب، لذلك سنقدم إليكم بعض العادات اللطيفة التي بإمكانها أن تجعل أي زوجين في هذا العالم سعيدين في حياتهما المُشتركة.
1 – عشاء رومانسي للحديث عنكما فقط بعيداً عن تفاصيل العمل
يمثل تناول العشاء فرصةً رائعة للتواصل وإجراء محادثات عميقة معاً، إذ لستم بحاجةٍ إلى الحديث دائماً عن العمل والتوترات، بل يمكنكم الحديث عن مواضيع أخرى تهمكم أو تثير اهتمامكم.
ويمكن للمواضيع المُختلفة مساعدتكم في إضفاء الإثارة على العلاقة، طالما أنّها مواضيع مرحة وليست مثيرة للتوتر.
ووفقاً لما ذكره موقع The Good Men Project الأمريكي، فإن العشاء يمنحك فرصةً لإظهار مدى تقديرك لشريكك.
2 – امدحا بعضكما البعض يومياً
الأزواج السعداء يمدحون بعضهم البعض على الأقوال والأفعال باستمرار، كما أنّ ذلك سيذكرك كم أنت محظوظ لحصولك على شريك حياتك هذا.
يمكنك إلقاء المديح بناءً على شخصية شريكك، بدلاً من الثناء العام أو السطحي الذي لا معنى له، ولا تنسَ تقدير نفسك أيضاً، لأنّ الثقة بالنفس مهمةٌ من أجل السعادة، وكلما كنت صادقاً ومحدداً، زادت قيمة مديحك.
3 – لا تنقطعا عن الخروج في مواعيد غرامية رغم زواجكما
إنّ المواعيد الغرامية العفوية بينكما ستكون جيدة، لأنها تمنحكما فرصة الخروج من المنزل وفعل شيءٍ مرح معاً دون الحاجة إلى التفكير كثيراً، كما أنها خطوةٌ فعالة لتقليل التوتر، وخاصةً في بداية الزواج.
هناك العديد من أنواع المواعيد الغرامية التي يمكنك اختيار فكرتك العفوية من بينها:
المواعيد الغرامية الهادئة: هذا النوع من المواعيد الغرامية ممتاز إنّ كنت ترغب في التركيز على العلاقة، ومناقشة مشاعرك، وقضاء الوقت بمفردكما، وهذا النوع هو الأنسب إن كنت تشعر بالإحباط أو ترغب في الخروج من المنزل هرباً من التوتر، في حالة مواجهة أحد الشريكين لمشكلات في العمل مثلاً.
وأفضل طريقة لمعرفة مدى نجاح موعدك الغرامي الهادئ هي بالنظر إلى المرآة بعد عودتك إلى المنزل، لترى حجم السعادة البادية على وجهك، وسوف يكون هذا مؤشراً جيداً.
المواعيد الغرامية المرحة: إن المواعيد الغرامية المرحة رائعةٌ في حال كنتما بعيدين عن بعضكما البعض منذ فترة، أو كنتما بحاجة إلى استراحة من بعضكما البعض.
كما أنّ هذه المواعيد مثاليةٌ في حال سئمت القيام بنفس الأشياء القديمة مع شريكك، وكنت تبحث عن بعض التنويع، إذ يمكنكما استغلالها في فعل شيءٍ جديد لم تفعلاه من قبل، أو محاولة فعل شيء فشلتما في فعله في الماضي.
ومن أمثلة هذه المواعيد الغرامية: حضور حفل موسيقي أو الذهاب إلى السينما معاً، كما يمكنكما تقليل حديثكما معاً ومحاولة الاستمتاع بمجرد التواجد إلى جوار بعضكما البعض.
وإن كانت علاقتكما تفتقر إلى السعادة من قبل، فإنّ المواعيد الغرامية المرحة يمكنها إدخال مشاعر جديدة على حياتكما الروتينية.
4 – تشاركا النشاطات المُثيرة
جربا ممارسة بعض ألعاب الأزواج، أو أي شيء مرتبط بهواياتكما، إذ إنّ ممارسة أي نشاط جديد سيساعدكما في تآلفكما على بعضكما البعض بشكلٍ أفضل، كما يمكنكما استغلال الوقت لمناقشة مشاكلكما.
هناك 6 أنشطة للأزواج أثبت العلم أنّها تُحسّن العلاقة:
- الاستماع إلى الموسيقى
- الأعمال التطوعية
- تجربة أشياء جديدة
- السفر
- تشارك التجارب المرعبة، مثل مشاهدة فيلم رعب
- ممارسة الرياضة أو حضور حدث رياضي
5 – تقبُّل أخطاء شريكك مهما كانت صعبة
جميعنا نرتكب الأخطاء، حتى أسعد الأزواج يفعلون ذلك، وأحياناً يقع شريكك في خطأ يُثير غضبك، وربما فعلت أنت الشيء نفسه من قبل وجعلته يشعر بعدم الارتياح.
لا ضير في تقبل الطرف الآخر كما هو، حتى وإن لم يكن مثالياً دائماً، فلا أحد مثالي في هذا العالم، وكما قال الروائي السعودي هاني نقشبندي: "المثالية ليست إنساناً نجده، بل إنسان نُحبه بكل أخطائه، بكل عيوبه وثوراته".
6 – الاحترام، الاحترام، ومن ثمَّ الاحترام
يعتبر إظهار الاحترام لشريكك مكوناً ضرورياً لخلق علاقة سعيدة وصحية وطويلة الأمد.
عندما تعبر عن احترامك لشريكك، فأنت تعبر عن حبك وقبولك له، وعندما لا تحترمه فإنك بكل بساطة تقول: "أنا لا أحبك".
يتعلق احترام شريكك بتقديره وقبوله في جميع الحالات والاختلافات، حتى لو كان لديك نظرة مختلفة، فهذا لا يعني أنه يجب عليك عدم احترام شريك حياتك وتقبل رغباته.
وبالتالي عندما تواجه خلافات بينكما، تأكد من احترامك لاختلافات شريكك، وعدم التقليل من احترامه سيما في الأماكن العامة أو أمام الأصدقاء أو حتى أفراد عائلاتكما.
وتذكر أنّ أفضل فرصة لتظهر احترامك لشريكك هي عندما يكون هناك خلاف بينكما، فكمية الاحترام التي تظهرها له تساوي تماماً كمية الحب الذي تخبئه في قلبك.
7 – لا تدع سهرة التلفاز تسيطر على سهراتكما المنزلية
كيف يمكنك التواصل مع شريكك وأنتما تحدقان معاً في السهرة المسائيّة في شاشة التلفاز؟ لذلك اتخذ قراراً بعدم تشغيل التلفاز في جميع الأيام من أجل أن تقضيا أوقاتاً ممتعة معاً حتى ولو كانت بسيطة.
احضن شريكك وأنتما على الأريكة واسأله عن يومه وعن الأشياء التي حصلت معه، واضحكا على المواقف الكوميدية.
بإمكانكما أيضاً التحدث عن حياتكما معاً والأشياء التي بإمكانكما فعلها لتطويرها.
لا تقلق، طالما أنتما تحبان بعضكما فسيكون هناك دائماً الكثير لتتحدثا عنه.
8 – حضّر لشريكك قهوة الصباح
هذه اللفتة البسيطة تعني الكثير للزوجين، مجرد استيقاظك قبل شريكك لتحضير القهوة وجلبها له حتى السرير هو أمرٌ يدل على الحب والحنان، وستكون كفيلة ببناء علاقة سعيدة طويلة الأمد.
9 – الاتصال الهاتفي ورسائل الحبّ
بما أنّ معظم الناس يقضون وقتاً طويلاً في أعمالهم، فقد يجعل ذلك تواصلهم مع الشريك في السطر الأخير من جدول أولوياتهم، وذلك ليس أمراً خاطئاً وحسب بل يصل إلى مثابة "ارتكاب الجريمة".
إذا كنت ترغب في الحصول على علاقة سعيدة وطويلة الأمد، فإن إعادة الاتصال بشريكك على مدار اليوم أمر بالغ الأهمية.
لست مضطراً لجلب كوب قهوة والجلوس للتحدث معه لساعات، يكفي أن تتصل به لدقيقة واحدة للاطمئنان عليه وبأن كل الأمور تجري على ما يرام لديه، أو بإمكانك أن ترسل له على الأقل رسالة تطمئن عليه فيها وأخرى تعبّر له فيها عن حبّك واشتياقك له (نعم إنها بتلك البساطة تخيّل!).
10 – الطبخ والتنظيف ليسا من واجبات المرأة فقط!
يعتبر بعض الأشخاص أنّ تحضير الطعام وتنظيف الصحون فيما بعد هي من واجبات المرأة، في الحقيقة لسنا هنا للحديث عن حقوق وواجبات المرأة وما إلى ذلك، ولكن ما يجب أن تعرفه أنك إذا كنت تحب زوجتك بشكل حقيقي فعلاً ستدرك بنفسك أنّ هذه الأشياء يجب أن تكون مشتركة بينكما.
ليس هناك شيء يقوي العلاقات الزوجية ويجعلها أعمق أكثر من تلك الأوقات التي تقضيانها معاً في المطبخ.
11 – احضنا بعضكما في الصباح والمساء
سواء كنت متأخراً للذهاب إلى العمل صباحاً أو كنت تعباً جداً في ساعات المساء، لا تخرج من المنزل أو تؤوي إلى السرير قبل أن تحتضن شريكك لبضع دقائق.
اللمس الجسدي بين الشريكين يفرز هرموناً يدعى "الأوكسيتوسين" أو كما يسمى أيضاً "أكسير الحب" المسؤول عن الشعور بالحب والرضا والثقة والمحافظة على مشاعر الحب الدافئة بينكما إلى الأبد، لذلك خذ وقتك وأنت تحتضن شريكك.
خلاصة القول
تذكّر أنّ الكثير من العلاقات مُعقّدة، وستستغرق وقتاً للوصول نحو الكمال، لكن الأهم من ذلك كله هو كيفية مواجهتك للأمور مع شريك حياتك، لتجدا أنّه من السهل اجتياز تجارب الحياة معاً، إذا حاولتما إبراز أفضل ما في بعضكما البعض.