سبق أن قيل إن الدهون مضرة، والآن يُقال لا تأكل سوى الدهون. وإذا كنت تشعر بالحيرة، فأنت محق. نشهد يومياً تبدل حال الدهون من المدح إلى الذم والعكس صحيح. ويُضاف إلى هذا المصادر المتنوعة للدهون، سواءً كانت نباتية أو حيوانية، وكذلك فإنّ درجة نقاء تلك الدهون تعد محل جدل. وستجد أن بعض الزيوت تحظى بالكثير من الحب، ربما بسبب التسويق الاحترافي، أو لأن الناس تتعامل معها على أنها طعام فائق الفائدة. وأحد هذه الأغذية هو زيت جوز الهند.
لذا دعنا ننظر إليه نظرة عن كثب لنفهم ما سبب هذا القدر من الاهتمام المحيط بزيت جوز الهند، حتى في ظل حقيقة أنه مكون بالأساس من الدهون المشبعة التي ظلت لفترة طويلة ينظر لها كعامل ضار، وفقاً لموقع Mayo clinic.
التركيب الدهني لجوز الهند
تشكل الدهون الثلاثية متوسطة السلسلة أكثر من نصف تركيبة زيت جوز الهند بقليل، وهو قدر قليل مقارنةً بكمية الدهون الثلاثية طويلة السلسلة الموجودة في الدهون الغذائية الأخرى. كما تكون عمليات أيض الدهون الثلاثية متوسطة السلسلة أسرع، وتستخدم باعتبارها مصدراً فورياً للطاقة. ويشير موقع Healthline الأمريكي إلى أن هذا على الأغلب يجعلها أقل قابلية للتخزين ويزيد الشعور بالشبع عند تناولها. ويشير المنشور أيضاً إلى أن الدهون متوسطة السلسلة يوصى بها في أنظمة حمية الكيتو، لأنها تساعد الجسم على الدخول في الحالة الكيتونية التي تُحرق فيها الدهون.
كما أن الكثير من الدراسات التي تبحث في هذه التأثيرات تركز بنسبة 100% على زيوت الدهون الثلاثية متوسطة السلسلة، بينما يحتوى زيت جوز الهند أيضاً على بعض الدهون الثلاثية طويلة السلسلة. وبالتالي ما يزال الأمر يحتاج إلى المزيد من البحث.
هل يجب استخدام زيت جوز الهند كبديل للزيوت الأخرى؟
يظهر تأثير زيت جوز الهند في أنه ربما يزيد من مستويات النوع المفيد من الكوليسترول، ولكن هذا يكون مصحوباً باستجابة شائعة من الدهون المشبعة التي تزيد النوع الضار من الكوليسترول، وفقاً لـHarvard School of Public Health. وبالتالي، سنجد أن زيت جوز الهند ما يزال يتصرف بطرق كثيرة مثل الدهون المشبعة، ومن الأفضل الاعتدال في استخدامه. إذ توصي الجمعية الأمريكية للقلب بألا تزيد نسبة الدهون المشبعة في السعرات الحرارية اليومية على 5%.
ومثل العديد من جوانب أي نظام غذائي، من المهم أن نتناول مجموعة متنوعة من الأغذية للحصول على مجموعة العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم. وبغض النظر عن مكانة زيت جوز الهند لدى الجمهور باعتباره طعاماً فائقاً، فمن الأفضل أن يدخل إلى نظامك الغذائي إلى جانب غيره من الخيارات غير المشبعة- مثل زيت الزيتون- لتحقيق التوازن. ونختتم الحديث بالمقولة الخالدة: كل ما زاد عن حده؛ انقلب إلى ضده.
استخدامات أخرى مثبتة علمياً لجوز الهند
ويمكنك استخدام زيت جوز الهند استخدامات خارجية أخرى إلى جانب استخدامه في الطبخ. حيث أوضحت دراسة نشرت في دورية Dermatitis العلمية أن زيت جوز الهند ينجح استخدامه باعتباره مرطباً للبشرة الجافة. ويمكنك أيضاً استخدامه مع الشعر وسيعطيك نتائج مذهلة، مثل تقليل فقدان البروتين في الشعر، وفقاً لدراسة أجرتها مجلة Journal of Cosmetic Science العلمية.