هل أنت من عشاق نتفليكس الذين يميلون لمشاهدة مسلسل كامل في أسبوع أو أقل؟ وهل تقضي ساعات طويلة من وقتك في مشاهدة التلفاز خاصة بعد انتشار جائحة كورونا وفرض الحجر الصحي في الكثير من البلدان؟ إذا كانت الإجابة نعم، وكان التلفاز هو المصدر الأول للتسلية بالنسبة إليك فأنت بحاجة لقراءة هذا التقرير والتعرف على مدى تأثر صحتك بهذا السلوك:
مشاهدة التلفاز قد تتحول إلى مرض حقيقي
إذا كنت تشاهد التلفاز لمدة تتجاوز الثلاث ساعات يومياً، فهذا يعني أنك مصاب بمرض شراهة مشاهدة التلفاز وفقاً للخبراء، ولذلك المرض تأثيرات لا تحمد عقباها على صحتك الجسدية والعقلية كذلك.
تصبح مشاهدة التلفاز نشاطاً مضراً بالصحة عندما تداوم على هذا النشاط بشكل شبه يومي ولساعات طويلة. خلال تلك الساعات سيكون جسمك بحالة استرخاء وسيكون نشاطك الجسدي والعقلي في أدنى المستويات، الأمر الذي يترتب عليه ما يلي:
1. زيادة الوزن
وفقاً لمجلة الطب السلوكي الأمريكية، فقد تم الربط ما بين الجلوس لساعات طويلة أمام التلفاز وزيادة مؤشر كتلة الجسم وارتفاع نسبة الدهون، خصوصاً لدى الشباب.
هذه الزيادة قد تساهم بدورها في حدوث متلازمة التمثيل الغذائي التي تزيد من احتمالية زيادة الوزن.
وهناك مشكلة أخرى إلى جانب الإفراط في مشاهدة التلفاز، ألا وهي تناول الوجبات الخفيفة أثناء المشاهدة مثل رقائق البطاطس، على سبيل المثال.
وفي الحالات الطبيعية ننتبه عادة إلى الكميات التي نأكلها من رقائق البطاطس، وقد نتوقف عن ذلك في حال شعورنا بالشبع، أما عندما نأكل البطاطس أثناء مشاهدة التلفاز فإننا لا ننتبه إلى الكميات التي نستهلكها، ونأكل بغرض الترفيه فقط دون ربط الطعام مع إحساسنا بالجوع أو الشبع، وبالتالي فإننا سنتناول دون أن نعي كميات أكبر من احتياجنا.
2. تأثير سلبي على النوم
يمكن أن يكون لمشاهدة التلفزيون مباشرة قبل النوم تأثير سلبي على عدد ساعات ونوعية نومك.
وفقاً لما ورد في موقع The List، فقد أظهرت الدراسات أن مشاهدة التلفاز قبل النوم تقلل من إفراز هرمون الميلاتونين بنسبة تزيد على 20%، و الميلاتونين هو الهرمون الذي يساعدنا على الشعور بالنعاس.
أيضاً، فإن لمشاهدة التلفاز في غرفة النوم بشكل خاص تأثيراً سلبياً على أدمغتنا، حيث نبقى مستيقظين حتى ولو كنا نشعر بالنعاس، وذلك بهدف مشاهدة حلقة تلو الأخرى من مسلسلنا المفضل، ومع الاعتياد على هذه الممارسة تنخدع أدمغتنا وتصاب بالارتباك وتعتقد أن السرير ليس مكاناً للنوم بالضرورة، ولذلك سنجد لاحقاً صعوبة في النوم حتى وإن أردنا النوم في وقت مبكر دون أن نشاهد التلفاز.
3. يمكن أن يؤثر على الصحة العقلية
أظهر بحث جديد من المملكة المتحدة أن مشاهدة التلفزيون بانتظام لأكثر من ثلاث ساعات كل يوم يمكن أن يؤدي إلى تدهور معرفي في اللغة والذاكرة، وفقاً لـ Healthline.
إذ فحص الباحثون بيانات من دراسة اللغة الإنجليزية الطولية للشيخوخة على 3662 من البالغين الذين بلغوا 50 عاماً أو أكثر. سجل المشاركون عدد ساعات مشاهدة التلفاز يومياً بينما تم أيضاً قياس مهارات التفكير لديهم.
درس مؤلفو البحث أرقام مشاهدة التلفزيون الأساسية من عامي 2008 و2009 ، ثم درسوا كذلك مقاييس الإدراك للذاكرة واللغة بعد ست سنوات في عامي 2014 و2015.
ووجدوا أنه خلال فترة الست سنوات، شهد الأشخاص الذين شاهدوا التلفاز 3.5 ساعة يومياً انخفاضاً أكبر في الذاكرة اللفظية- بغض النظر عن العوامل الأخرى بما في ذلك الحالة الاجتماعية والاقتصادية، والصحة البدنية العامة، والاكتئاب.
وقد علل الخبراء ذلك بأن الأمر يتعلق بالتغيرات السريعة في الصور والأصوات والأفعال التي يعالجها دماغك أثناء تلقيك للمعلومات من التلفاز.
أنت لا تتفاعل مع ما تراه بالطريقة التي تتفاعل بها عند لعب لعبة فيديو أو البحث عن شيء ما عبر الإنترنت، فقد أظهرت الدراسات المختبرية أن مشاهدة التلفاز تؤدي إلى دماغ أكثر يقظة ولكن أقل تركيزاً.
4. عزلة اجتماعية
مشاهدة التلفاز بنهم قد تصبح بديلاً للتفاعل الاجتماعي ويمكن أن تؤدي إلى العزلة الاجتماعية.
وفقاً للدراسات فإن مشاهدة التلفاز قد تتحول إلى إدمان لدى البعض، وقد يشعر أولئك أن احتياجاتهم الاجتماعية تتم تلبيتها من خلال التلفاز، وبالتالي فإنهم ليسوا بحاجة للصحبة أو الشركاء.
وهذا الإدمان مع الوقت سيتعارض مع قدرة المدمنين على التلفاز على عيش حياة طبيعية وصحية.