يُنظر إلى قناع النوم في الغالب على أنه أحد أشكال الرفاهية، إذ نشاهد الفتيات المدللات في الأفلام يحرصن على ارتدائه قبل الذهاب إلى السرير، لكن من قال إن النوم الهادئ والعميق هو مجرد رفاهية!
لقضاء يوم مفعم بالنشاط والحيوية يجب أن تقضي ليلة من النوم العميق والهانئ، وترجح الأبحاث أن قناع النوم سيساعدك على ذلك. كيف؟ إليك التفاصيل:
فوائد قناع النوم
قد يبدو قناع النوم مجرد أداة كمالية، لكن بعد تجربته ستفاجئين بمدى قدرته على تحسين نوعية نومك، ويكمن السر في قدرته على حجب الضوء.
وفقاً لما ورد في موقع Shape الأمريكي، هناك عاملان أساسيان يحددان مدى رغبتنا في النوم، العامل الأول هو مركب يسمى الأدينوزين، الذي يزيد في الدماغ بينما نكون مستيقظين، في حين أن انخفاضه يخبر أدمغتنا بأن موعد النوم قد حان.
أما العامل الثاني فهو الساعة البيولوجية الخاصة بأجسامنا، والتي تقيم العوامل المحيطة بنا لتحديد ما إذا كان وقت النوم قد حان أم لا، وبالتأكيد فإن الضوء هو واحد من أهم تلك العوامل التي يتم تقييمها.
فعندما يحل الظلام على سبيل المثال تفرز أجسادنا مادة كيميائية تسمى الميلاتونين، والتي يفهم الجسم من خلالها أن الوقت قد حان للخلود إلى النوم، في حين يقمع الضوء إنتاج الميلاتونين، ما يؤدي إلى استيقاظنا لفترة أطول.
وقد لاحظ الباحثون في دراسة أجريت عام 2011 أن التعرض للضوء في وقت النوم يؤخر إنتاج الميلاتونين لمدة تصل إلى 90 دقيقة، بمعنى آخر من الممكن أن يسبب ذلك الأرق والتقلب في السرير لحوالي ساعة ونصف الساعة قبل الاستسلام للنوم.
نعود الآن إلى موضوعنا: "قناع النوم"، الوظيفة الأساسية لهذا القناع هي حجب الضوء المحيط تماماً، ما يهيّئ جسدك لإفراز الميلاتونين، وبالتالي النوم السريع.
لذلك يعتقد الخبراء أن هذه الأداة البسيطة قد تكون ذات أهمية كبيرة في مساعدتك على النوم السريع والعميق.
ما علاقة قناع النوم بمحاربة الاكتئاب؟
لم تربط الدراسات بين التعرض للضوء والأرق فحسب، بل ربطته كذلك بالاكتئاب لدى كبار السن.
ففي دراسة أجريت عام 2017، استنتج الباحثون أن التعرض للضوء الليلي يسبب الأرق والاكتئاب كذلك لدى كبار السن، وفقاً للمجلة الأمريكية لعلم الأوبئة.
لذلك أكد الكثير من الخبراء على أهمية عدم التعرض لأي ضوء اصطناعي عند الخلود للنوم، وفي حين قد لا ترغبين في إطفاء جميع أنوار المنزل قبل النوم، أو لا تستطيعين منع أشعة الضوء القادمة من الخارج فإنك تستطيعين بكل تأكيد التخلص من تأثيرات الضوء الخارجية عبر ارتداء قناع النوم بكل بساطة.
قناع النوم.. تغيير بسيط سيغير نوعية نومك
ليس من السهل على الجميع أن يناموا مدة تتراوح ما بين 6 إلى 8 ساعات يومياً، فالأرق قد يغلب البعض طوال الليل، فلا يحظون إلا بقسط يسير من الراحة.
لكن يؤمن الخبراء بأن هناك مجموعة من التغييرات البسيطة في حياتنا، قد تساعدنا في التغلب على هذا الأرق، ويعتبر استخدام قناع النوم أحدها بكل تأكيد.
فقد وجدت إحدى الدراسات التي استهدفت مرضى العناية المركزة أن استخدام سدادات الأذن وأقنعة النوم قد حسّن من مستويات نومهم بشكل ملحوظ، كما رفعت لديهم مستوى الميلاتونين خلال الليل. ويقول الأطباء إن الحجب الكلي للضوء قد ساعد كذلك المرضى الذين يعانون من اضطرابات النوم.
وإلى جانب أقنعة النوم، يُنصح باتباع بعض التغييرات البسيطة التي قد تساعدك في القضاء على الأرق، مثل عدم تناول الوجبات الدسمة قبل النوم، وعدم وضع هاتفك إلى جانب السرير، والحرص على عدم النوم أثناء مشاهدة التلفاز.
أفضل أنواع أقنعة النوم
بناء على ما سبق، فإن أفضل أنواع أقنعة النوم على الإطلاق هي المصممة بحيث تحجب الضوء بشكل كامل.
احرصي كذلك على انتقاء القناع الذي يتناسب مع حجم وجهك، ولا يسبب لك الإزعاج أثناء النوم، واختاري الأقنعة المصنوعة من الأنسجة المريحة للبشرة، مثل الأنسجة الحريرية أو المخملية أو القطنية، مع العلم أن لكل منها خصائص معينة وفقاً لما ورد في موقع Healthline.
فالأقنعة الحريرية على سبيل المثال قد تكون باهظة الثمن، لكنها في المقابل مناسبة للبشرة الحساسة، ولن تلتصق عليها بقايا الماكياج أو المسكرة.
أما الأقنعة القطنية فهي أقل ثمناً، لكنها لا تزال خياراً مريحاً للبشرة كذلك بالرغم من حاجتك لغسيلها بشكل مستمر بسبب التصاق بقايا المكياج فوقها.
كذلك يوجد أنواع من أقنعة النوم التي تحجب الضوء والضوضاء على حد سواء قد تفكرين في تجربتها.
ويوجد أنواع أغلى ثمناً قد توفر لك درجات حرارة معينة (حارة أو باردة)، ويلجأ كثيرون لاستخدامها لعلاج العيون المنتفخة وتهدئة الصداع، بالإضافة إلى زيادة القدرة على النوم العميق.