هل تتخيل عالماً بلا روائح؟ 6 طرق للتعامل مع فقدان حاسة الشم بسبب كورونا وغيرها

عربي بوست
تم النشر: 2021/03/16 الساعة 19:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/03/16 الساعة 19:34 بتوقيت غرينتش
الأسباب الأخرى الأكثر شيوعاً لفقد حاسة الشم تتضمن التهابات الجيوب الأنفية، وإصابات الرأس/ Istock

هل سمعت سابقاً عن اضطراب فقدان حاسة الشم المزمن أو anosmia؟ هو ببساطة عدم القدرة على التعرف على الروائح، وهو اضطراب نادر لم يحظ تاريخياً باهتمام كبير، حتى عام 2020، حين بدأ الناس يفقدون حاسة الشم بشكل مؤقت بسبب فيروس كورونا.

وقبل جائحة كورونا، كان ما بين 1 إلى 2% من سكان أمريكا الشمالية على سبيل المثال يعانون من مشكلات في الشم، وفقاً لمؤسسات الصحة الوطنية، وإن كانت تلك المشكلات أكثر شيوعاً بين السكان الأكبر سناً. 

لكن خلال السنة الماضية أصبح اضطراب فقدان حاسة الشم أكثر شهرة باعتباره عرضاً للإصابة بفيروس كورونا. 

في مسح سريري صغير متعلق بالأمراض المعدية، أبلغ ثلث المصابين بفيروس كورونا عن فقدهم حاسة الشم أو التذوق، وكان ذلك أكثر شيوعاً بشكل خاص بين النساء والمرضى الأصغر سناً. 

وفيما يستعيد الكثير من مرضى كوفيد حاسة الشم خلال أسبوعين لثلاثة يعاني البعض من فقد حاسة الشم أو اضطرابها لفترة أطول، حسب ما نشر موقع Health Line الطبي؟ 

أسباب الحالة غير فيروس كورونا

وبعيداً عن فيروس كورونا، فإن الأسباب الأخرى الأكثر شيوعاً لفقد حاسة الشم تتضمن التهابات الجيوب الأنفية، وإصابات الرأس، والتدخين، والزوائد الأنفية، والتعرض للمواد الكيميائية.

ومنها أيضاً الأورام والزوائد الأنفية وتشوهات العظام داخل الأنف أو الحاجز الأنفي.

نصائح للتعامل مع فقدان حاسة الشم

وبوجود الكثير ممن يعانون من فقد حاسة الشم لأول مرة في حياتهم خلال العام الماضي، فيما يلي بعض النصائح للعيش في عالمٍ بلا روائح:

1- استعد لتنوع في المشاعر

يعد اضطراب فقدان حاسة الشم "اللاشمية" اضطراباً خفياً يمكنه أن يزعزع حياتك. 

تقول عالمة حاسة الشم في مركز مونيل للحواس الكيميائية في فيلاديلفيا باميلا دالتون لمجلة SELF الأمريكية: "أول ما سيلاحظونه هو أن محيطهم لم يعد كما عهدوه، وأنهم خسروا بعداً من أبعاد العالم". 

لذلك لا ترتبك إن ألقى هذا التغيير عليك بعبءٍ نفسيٍ أو عقلي.

هذا هو ما حصل مع كيتي بواتينغ، التي فقدت حاسة شمها بسبب عدوىً أصابت جهازها التنفسي العلوي في سنتها الأولى في الجامعة. تقول بواتينغ للمجلة إنها كانت تعرف أن الناس قد تختبر حالةً من فقد الشم خلال إصابةٍ بالبرد، لكنها لم تعلم أبداً أن ذلك قد يدوم. 

تقول بواتينغ، العضو المؤسس ورئيس جمعية الرائحة والطعم في أمريكا الشمالية STANA: "إنها خسارةٌ كبيرةٌ، ستمر بحالة حسرةٍ".

تقول بواتينغ إنها خاضت مشاعر الغضب، ثم الإحباط، ثم الإنكار، لسنواتٍ عدة. وتُضيف: "بدلاً من مواجهة التجربة بوعي، كنت أبذل جهدي كي لا أنتبه للأمر، كان ذلك مؤلماً للغاية". 

لكن القبول جاء أخيراً بعدما أطلقت بواتينغ برنامجها الإذاعي الذي سمته "الرائحة" عام 2018 لاستكشاف ما تمنت لو أنها علمته حين فقدت حاسة شمها.

فقدان حاسة الشم
يمكن للأزواج والزوجات والأبناء أن يكونوا ثروةً لا تقدر بثمنٍ لفاقدي حاسة الشم، ليزودوههم بخلفية عن رائحة الطعام والملابس وغيرها/ Istock

2- اعثر على الدعم على الإنترنت

يمكن للتواصل مع غيرك من فاقدي حاسة الشم أن يساعدوك على فهم أنك لست وحدك. 

تقول كريسي كيلي، مؤسسة جمعية AbScent البريطانية غير الربحية التي تدعم فاقدي حاسة الشم، للمجلة نفسها: "هذا يجعل الناس يشعرون بشيءٍ من المصداقية. لا يشعرون بأنهم أغراب، لا يشعرون بأنهم مختلفون. لا يشعرون بأنهم يختلقون الأمر، فالكثير منهم يُتهم بذلك". 

ورغم قيام مجموعات الدعم على الإنترنت بدورٍ عظيم، لكن المحادثات عبر الإنترنت ليست دائماً دقيقةً علمياً، لذلك فإن العثور على مصدر معلوماتٍ جديرٍ بالثقة على الإنترنت أمر في غاية الأهمية.

3- ابحث عن دعم احترافي لصحتك العقلية إن استطعت

يُمكن لفقد حاسة الشم أن يكون له بالغ الأثر على صحتك، وقد تؤثر اللاشمية على العديد من مناحي الحياة، من بينها عملك وعلاقاتك. لا تتردد في طلب الدعم النفسي لو كان ذلك في استطاعتك وكنت تواجه صعوبةً في استيعاب الأمر.

تُظهر الدراسات ارتباطاً بين عمل حاسة الشم وبين الشعور بالاكتئاب، ولا يبدو الأمر مرتبطاً بشكلٍ مباشرٍ بالتغييرات في جودة حياتك الناجمة عن فقدك حاسة الشم.

4- اعلم أن علاقتك بالطعام قد تتغير

فقدت أخصائية تغذية مرخصة تُدعى ماري بيث أوستروفيسكي حاسة شمها بعد إصابةٍ برأسها. وسرعان ما لاحظت أنها تتناول أطعمةً حلوةً أو مالحةً أكثر من السابق. 

تقول أوستروفيسكي التي تعمل في مركز طبي بولاية نيوجيرسي الأمريكية: "يمكنك الشعور بذلك الإحساس المدغدغ على لسانك حين تأكل شيئاً مالحاً".

ولا شك أن قدرتك على شم وتذوق الفروق الدقيقة بين أصناف الطعام ستتغير، لكن ذلك لا يعني أنك لن تعود قادراً على الاستمتاع بالطعام، ربما بطرقٍ أخرى. 

تقترح الطاهية جوشنا مهراجا، مؤلفة كتاب Take Back the Tray تجربة نكهاتٍ جريئةٍ مثل الفلفل والحوامض.

ترى أوستروفيسكي أن النكهات القوية مثل الثوم والبصل والفلفل الحار والبهارات توفر تجربةً مماثلةً لإحساس الملح.

5- اتخذ احتياطات إضافيةً أثناء الطبخ

أولاً وقبل كل شيء، زود منزلك بجهاز إنذار لتسرب الغاز الطبيعي والدخان، وحاول أن تستخدم شواية فحمٍ بدلاً من شواية الغاز إن أمكن؛ لتقليل خطر تسرب الغاز.

كما يجب الانتباه الفائق لتواريخ انتهاء صلاحية الأشياء، خصوصاً إن كنت تعيش وحدك. 

6– اعتمد على أنوف الآخرين

يمكن للأزواج والزوجات والأبناء أن يكونوا ثروةً لا تقدر بثمنٍ لفاقدي حاسة الشم، ليزودوههم بخلفية عن رائحة الطعام والملابس وغيرها. 

للأسف ستكون هناك على الأرجح أوقات يعاني فيها المقربون في فهم ما يمر به فاقدو الشم، أو لعلهم ينسون بين الفينة والأخرى. 

تحميل المزيد