بالرغم من أن أعداد المتعافين من فيروس كورونا حول العالم تدعو حقاً للتفاؤل، إلا أن الأطباء قد بدؤوا باكتشاف بعض الآثار الصحية طويلة الأجل والتي يخلفها الفيروس بعد مغادرة الجسم، ولعل أبرزها على الإطلاق تلف الرئة الناتج عن العدوى.
كشف الأطباء عن أن رئة بعض المرضى الناجين من الفيروس تعاني آثاراً شبيهة بالآثار التي يتركها التدخين في الرئتين، لكن لحسن الحظ لا ينطبق ذلك على جميع المرضى، فالبعض لم يعانِ إلا من الحد الأدنى من أضرار الرئتين.
مشاكل صحية طويل الأجل نتيجة الإصابة بفيروس كورونا
وفقاً لجراحة الصدر الأمريكية، الدكتورة راشيل ميدبيري، فإن بعض الناجين من فيروس كورونا لم يعانوا سوى من الحد الأدنى من الأضرار، بينما يبدو أن الرئتين لدى ناجين آخرين تبدوان بوضع أسوأ من رئتي المدخنين.
وفي الوقت الحالي لا يملك الأطباء تفسيراً لتلف أنسجة الرئتين الشديد الذي عانى منه بعض المرضى الناجين، بينما لم تتضرر الرئتان لدى مرضى آخرين. كذلك لا توجد إحصائية دقيقة حول أعداد المرضى الذين تضررت الرئتان لديهم نتيجة العدوى بالفيروس.
وأوضحت الدكتورة ميدبيري: "من الصعب أن نحدد في هذا الوقت ما هي الآثار الدائمة لفيروس كورونا على الرئتين. ما زلنا ندرس حالات المرضى ونحاول استنتاج الأسباب وطرق العلاج. ونحن نعلم أنه بمجرد أن يتوقف المدخنون عن التدخين، يمكن للرئتين أن تتحسنا بصورة كبيرة. لكننا لا نعرف في الوقت الحالي إن كان الأمر نفسه ينطبق على فيروس كورونا".
لا يزال الأطباء في حيرة من أمرهم
لم يستطع الأطباء حسم الجدل بعد فيما يخص وضع الرئتين المتأزم لبعض المتعافين من فيروس كورونا.
هل من الممكن أن يكون تلف الرئتين دائماً مدى الحياة، وهل سيترافق ذلك مع مشاكل تنفس مزمنة؟ لا يزال كل ذلك قيد الدراسة والبحث.
وقد أوضحت الدكتورة ميدبيري لموقع The List: "تبدو آثار الفيروس على رئة المرضى غير منتظمة، ومن غير الواضح لماذا يعاني بعض المرضى من ضرر أسوأ بكثير في أنسجة الرئة من غيرهم. وعلاوة على ذلك، نحن لا نعرف ما سيعنيه هذا للمرضى في المستقبل. يعتقد البعض أن الآثار طويلة الأجل يمكن أن تشمل مرض الرئة الخلالي الذي قد يؤدي إلى ضيق مزمن في التنفس والحاجة إلى الأكسجين. من ناحية أخرى، قد يتعافى بعض المرضى بشكل كامل".
كيف تقارن رئتي المدخنين برئتي مريض تعافى للتو من فيروس كورونا
المخاطر المرتبطة بالتدخين معروفة للجميع بشكل جيد، ولكن لا أحد يستطيع توقع المخاطر المرتبطة بالفيروس المستجد بعد.
يقول الأطباء إن رئة بعض الأشخاص المتعافين من الفيروس قد بدت أسوأ من رئة شخص كان مدخناً مدى الحياة، وينعكس ذلك على تلف واضح في أنسجة رئة المريض المتعافي.
كما تميزت رئة المرضى المتعافين بوجود ندب كثيفة تميز في العادة رئة المدخنين.
ووفقاً لما ورد في موقع The San Francisco Times، فقد أظهر التصوير بالأشعة السينية لرئة المرضى، وجود خلايا ميتة وبكتيريا يعتقد الأطباء أنها ذات صلة بالعدوى الفيروسية.
وقد تأثرت كلتا الرئتين عند بعض المرضى فيما اقتصرت الأضرار على رئة واحدة فقط لدى مرضى آخرين.
ماذا عن المرضى الذين لم تظهر عليهم الأعراض؟
تقول الدكتورة ميدبيري إن تلف الرئة قد يصيب حتى أولئك الذين أصيبوا بالفيروس دون أن يعلموا ودون أن تظهر عليهم الأعراض.
وتضيف أن العديد من المرضى قد زاروها بعد أسابيع أو أشهر من إصابتهم بفيروس كورونا وكانت تظهر عليهم آثار الالتهاب الرئوي أو انهيار الرئة في بعض الأحيان.
أما عن علاج هذه الحالة فيختلف باختلاف مقدار الضرر، وتنصح الدكتورة ميدبيري بالابتعاد عن التدخين لأن ذلك سيلحق المزيد من الضرر بالرئتين، كما تنصح بزيارة الطبيب على الفور في حال لاحظ أحد المتعافين الجدد من الفيروس أي أعراض تنفسية غير عادية، خاصة أن التقييم والعلاج السريع للحالة سيؤديان إلى نتائج أفضل.