لماذا تسير بعض أحلامنا بالتصوير البطيء؟ قد تحلم أنك تهرب من شخص أو أمر ما خطير، وتحاول الركض بأقصى سرعتك وأنت مرعوب، لكنّ قدميك مجمدتان في الأرض أو تجري ببطء شديد، أو يحدث أنك تريد ضرب شخص ما بأقصى قوتك لكن ما يحدث في حلمك هو أنك تضرب لكمة ضعيفة كأنها في الهواء.
لماذا تسير بعض أحلامنا بالتصوير البطيء؟
العلماء حاولوا تفسير هذا الأمر، وهناك أكثر من مدرسة.
الأولى تفترض أن هذا يحدث لأن الجسم نائم بلا حراك، وفي وضع أشبه بالشلل أثناء النوم، ما يمنع حركة الجسم الفعلية، وهذه المدرسة تعتقد أن الأحلام تعكس حقاً مشاعر الشلل الجسدية، وترى أنه لا يمكنك الضرب أو الركض نظراً لأن ذراعيك وساقيك لا تتحركان، وهو شعورك الحقيقي لجسمك الراكد على الفراش.
لكن لحظة، في بعض أحلامنا نستطيع التحليق والجري والقفز والرقص وأكثر من ذلك، لماذا؟ يتصور تشارلز ماكفي، أخصائي اضطرابات النوم المسجل في كاليفورنيا بأمريكا منذ العام 1992، أن العقل الباطن هو من يحكم هنا، إذ كتب لموقع الصحة النفسية والعقلية Psych Central، مثلاً قد يحدث هذا مع فتاة تريد ضرب حبيبها السابق في الحلم، وتصبح لكمتها ضعيفة في الحلم، فقط لأن ما بداخلها يخبرها أن تتركه وشأنه.
ألم تلاحظ من قبل أنك قد تطفئ المنبه وتظن أنك نمت بضع ثوانٍ، لكنك تجد أنها طالت لدقائق أو ساعات؟ هذا لأن مدة الحلم، في الواقع، أطول بكثير من الثواني القليلة التي يرن خلالها المنبه.
إذ تفسر مدرسة أخرى الأمر على أن سببه أن الأحلام قد تحدث فعلاً بالحركة البطيئة، إذ أشارت المجلة الأمريكية Bustle إلى تجربة أجراها عالِم النفس بجامعة برن في سويسرا، دانيال إيرلاشر، لتحليل نشاط الدماغ أثناء النوم والأحلام، ويعرف كيف يتفاعل الدماغ مع الحلم، وتوصل إلى أن بعض الأشخاص قد يأخذون وقتاً أطول بنسبة 50% للقيام بالأنشطة نفسها التي قد يقومون بها في الحياة الواقعية، واستنتج أن الأحلام أحياناً تحدث بسرعة أقل من الطبيعي في الحياة الواقعية.
ففي هذه التجربة هيأت الظروف النفسية الكاملة لدفع المشاركين لممارسة نشاط بعينة في الحلم، ويقوم الباحث بقياس نشاط الدماغ، وحركة العضلات، وحركة العين، إذ تميل حركات العين إلى ترجمة حركة الجسم، ووجد أن بعض الأشخاص الذين حاولوا المشي في الحلم 10 خطوات أو لعب الجمباز مثلاً، تتبع حركات عينهم، ووجد أنهم كانوا يستغرقون وقتاً أطول في أداء هذه التمارين عما يستغرقونها فعلياً عندما يمارسونها أثناء الاستيقاظ.
فيما افترض باحثون آخرون أن هذا يرجع إلى أن عقلك يعمل بشكل أبطأ أثناء نومك، ويفترض أنصار هذه المدرسة أن الحلم القصير قد يملأ ساعة بأكملها، ويُرجعون هذا إلى أن نشاط الدماغ أثناء النوم قد يستغرق وقتاً أطول لمعالجة المعلومات.
يضيف تقرير شبكة BBC البريطانية، أن هذه النظرية يدعمها تفسير سبب حاجة الإنسان للنوم، وهو إراحة أجهزته وعقله، وإتاحة الفرصة لها لإعادة شحن طاقتها، لذلك يعتقد بعض المتخصصين أن تعزيز نشاط الدماغ يتم في حالات كثيرة بفضل النوم الجيد.
قد يهمك أيضاً: هل شاهدت يوماً شخصاً يضحك في عزاء؟ هو لا يقصد الإهانة.. فلماذا نضحك في المواقف الحزينة إذاً؟
متخصص في "الفضاوة".. صدّق أو لا تصدّق: نظرية جوي تريبياني تجلب السعادة فعلاً!